إيران: أدنى نسبة مشاركة في الانتخابات بتاريخ الثورة
«الداخلية» تعلن مشاركة 41% والنسبة «الحقيقية» لا تتعدى 21%
• نصف المشاركين صوّتوا بالورقة البيضاء وخاتمي امتنع للمرة الأولى
رغم دعوات المرشد الأعلى علي خامنئي الإيرانيين إلى تخييب آمال الأعداء والتصويت بكثافة في الانتخابات التي عدّها «واجباً شرعياً»، أغلقت صناديق الاقتراع ليل الجمعة ــ السبت في انتخابات مجلسي الشورى (البرلمان) وخبراء القيادة، على أدنى نسبة مشاركة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
ورغم تمديد فتح صناديق الاقتراع ساعتين إضافيتين، أوردت وكالة أنباء فارس، أن نسبة المشاركة بلغت نحو 41 في المئة، وهو ما أكدته وزارة الداخلية أمس، أي بنسبة تقل عن الانتخابات السابقة قبل أربع سنوات، حين أدلى 42.57 في المئة من الناخبين بأصواتهم، وكان هذا أدنى معدل منذ إعلان الجمهورية الإسلامية.
وقالت مصادر مطلعة في الوزارة
لـ «الجريدة»، إن نسبة المشاركة الحقيقية لا تتعدى 21 في المئة، موضحة أن 50 في المئة من المشاركين صوّتوا عبر الورقة البيضاء أو كتبوا شتائم وشعارات على أوراق الاقتراع.
وأضافت المصادر أن هؤلاء أرادوا المقاطعة، لكن بما أنه يتم إجبار الموظفين الحكوميين على التصويت تحت التهديد بخسارة وظائفهم، فإنهم اختاروا إبطال أصواتهم عبر الورقة البيضاء أو الشتائم.
واعتُبرت هذه الانتخابات اختباراً، لأنها الأولى منذ الحركة الاحتجاجية الواسعة على وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر 2022، بُعيد توقيفها بأيدي شرطة الأخلاق لعدم التزامها بلبس الحجاب، كما أن مراقبين اعتبروا انتخاب 88 عضواً في مجلس خبراء القيادة المسؤول عن تعيين المرشد الأعلى أمراً حاسماً مع تقدم خامنئي في السن وإصابته بالمرض.
ورغم النسبة الأدنى تاريخياً، أثنى الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي على «حضور» الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع، معلناً أن «فشلاً تاريخياً جديداً لحق بأعداء إيران بعد أعمال الشغب».
وللمرة الأولى، لم يُدلِ الأب الروحي للتيار الإصلاحي، الرئيس السابق محمد خاتمي (1997-2005) بصوته، وفق ما أفاد المتحدث باسم جبهة الإصلاح أزار منصوري. وكان خاتمي صرح قبل الانتخابات بأن إيران «بعيدة جداً عن انتخابات حرة وتنافسية»، لكنه لم يدعُ إلى المقاطعة.
وبعد إبطال ترشيح الكثير من مرشحيها، نددت جبهة الإصلاح، الائتلاف الرئيسي للأحزاب الإصلاحية، بانتخابات «مجردة من أي معنى وغير مجدية في إدارة البلاد»، رافضة المشاركة فيها.
وتم تهميش الأحزاب الوسطية والإصلاحية والمعتدلة التي لا تأمل الفوز إلا بعدد ضئيل من المقاعد بعد رفض الكثير من مرشحيها.
وفي ظل غياب المعتدلين، يرى خبراء أن المعركة كانت بين معسكر رئيسي الذي يطمح إلى خلافة خامنئي، والذي فاز بعضوية مجلس الخبراء، وبين تيارات أصولية أخرى في الحرس الثوري.