قدمت فرقة مسرح الخليج العربي مسرحية بعنوان «سيناريو وحوار»، خلال العرض الثالث من مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 23، وهي من تأليف وإخراج فيصل العبيد، وتمثيل سماح ويوسف البغلي.
وتدور أحداث المسرحية حول كاتب مصاب بمرض اضطراب الشخصيات المتعددة، ذلك المرض الذي يُفقد صاحبه ذاكرته، ولا يدري ما يدور حوله، فكل مرة يكتب مقالاً أو نصاً تظهر له الشخصية النسائية، التي يُفاجأ بها، لتخبره في الأخير بحقيقة نفسه.
واشتملت مشاهد المسرحية على العديد من الرسائل الإنسانية التي تناقش مشكلات حياتية يعانيها معظم أفراد المجتمع.
وحرصت فرقة مسرح الخليج على مشاركة أسماء مهمة، حيث يتكون فريق العمل من الفنانة سماح ويوسف البغلي في التمثيل، والتأليف والإخراج للفنان فيصل العبيد. كما يضم الفريق الفني: وليد سراب (موسيقى)، ود. فهد المذن (سينوغرافيا)، وحسين الحسن (تقنيات)، وعبدالعزيز العبيد (تقنيات)، وسيد محمد وليد (مساعد مخرج).
وبعد العرض أقيمت جلسة تعقيب على المسرحية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، وعقَّب على العرض: الفنان البحريني عبدالله ملك، والكاتب والمخرج الأردني علي فريج، وأدارت الجلسة الكاتبة فلول الفيلكاوي.
فقال الفنان عبدالله ملك: «حينما قرأت نص مسرحية (سيناريو وحوار) طرحت أكثر من تساؤل، هل الكاتب سيتخلى عن شخصيته ويتحوَّل إلى مخرج؟ وهل كل شخص يفقد عزيزاً لديه يفقد عقله؟ فنحن أمام رجل فقد عقله عقب وفاة زوجته، وتمضي الأحداث، وهنا طرحت سؤالاً آخر، هل العمل واقعي أم أنه نص رمزي؟»، متابعاً: «ما خلصت إليه أن الفنان فيصل العبيد رسم عملاً جميلاً ورشيقاً استحسنه الجمهور». من جهته، أكد المخرج والمؤلف علي فريج أن فيصل العبيد كان مبدعاً في التأليف والإخراج، واستطاع أن يضحي بشيء من أجل آخر، حتى يخرج هذا العرض المسرحي بكامل رشاقته، فقد طبَّق نظرية «إذا أردت أن تبدع، فعليك أن تمنح الآخرين حرية الإبداع»، مشيراً إلى أن الشخصية المعتلة استطاعت أن تُخرج كل ما بداخلها رغم اعتلالها، وهو يقصد شخصية الزوج التي جسَّدها يوسف البغلي، حيث تجلى ذلك في الرقصة التي ملأت كل فضاء المسرح، وأوصلت الجمهور إلى حالة من الدهشة والجمال.