أعلنت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشر إطلاق شهر الفرانكوفونية 2024 في الكويت، والذي سيستمر حتى 20 الجاري.
وفي كلمتها خلال الأمسية (الكشتة) التي نظمتها السفارة الفرنسية، مساء أمس الاول، بالتعاون مع «المعهد الفرنسي بالكويت» وبحضور لافت من المواطنين الكويتيين الناطقين بالفرنسية وبمشاركة حشد دبلوماسي وإعلامي مميزين، قالت لو فليشر إن «إطلاق شهر الفرانكوفونية 2024 يعد فرصة للتذكير بالفرانكوفونية في الكويت حيث تحتل اللغة الفرنسية مكانة مهمة في البلد، وتم تدريسها منذ الستينيات في مدارس الثانوية العامة».
وأضافت: «كما تعلمون، فإن الكويت دولة محبة للغاية للفرانكوفونية وناطقة بالفرنسية، وذلك بفضل جهودكم جميعا، وعلى رأسها سمو الشيخ ناصر المحمد، فهو الأب الروحي للفرانكوفونية في الكويت، وهو الذي بدأ أول التحركات لمصلحتها في الثمانينيات ولهذا السبب، وبالإجماع، اختاره مجلس ترقية الفرانكوفونية في الكويت رئيسا شرفيا».
وأشارت الى أن مهمة المنظمة الدولية للفرانكوفونية هي تعزيز اللغة الفرنسية، وكذلك القيم المشتركة مثل الديموقراطية والسلام وحقوق المرأة والطفل والتعليم وحرية تداول المعرفة.
وأكدت لوفليشر أن «اللغة الفرنسية، وهي لغة ضاربة في التاريخ، ولكنها أيضا، قبل كل شيء، لغة المستقبل في العالم، فهي اللغة العالمية الخامسة بعد لغة الماندرين والإنكليزية والإسبانية والعربية». وتابعت: «هناك أكثر من 250 مليون شخص يتحدثون الفرنسية يوميا، وما يقرب من 370 مليون شخص قادرون على التعبير عن أنفسهم بها».
وذكرت أن «الكويت ركزت على تدريس اللغة الفرنسية منذ عام 1966، عندما تم إدخالها في النظام المدرسي. ومنذ ذلك الحين، وبدون أي انقطاع، يدرس طلاب المدارس الثانوية في الصفوف الأدبية الأولى والنهائية اللغة الفرنسية كل عام، فشكراً لوزارة التربية والمفتشية العامة على تدريس اللغة الفرنسية».
وأوضحت أنه «بفضل عملهم، أصبحت اللغة الفرنسية حتى يومنا هذا هي اللغة الثالثة التي يتم تدريسها في الكويت، وهي علامة على العلاقات القوية والدائمة بين بلدينا، وهذا يعني أن هناك نحو 40 ألف متعلم في النظامين العام والخاص يدرسونها، ونحو 12 ألف طالب يدرسون اللغة الفرنسية للحصول على شهادة البكالوريا كل عام، وحوالي 500 ألف ناطق باللغة الفرنسية في الكويت».
وتقدّمت السفيرة الفرنسية بالشكر «إلى جميع المفتشين في محافظات الكويت الست، الذين يشرفون على عمل 1000 معلم ومعلمة يعملون في المدارس الثانوية العامة، وأشكر نحو 400 معلم في المدارس الخاصة، وكذلك أساتذة قسمي اللغة الفرنسية في البلاد، في جامعة الكويت والهيئة العامة للتكنولوجيا (PAAET) وأساتذة الجامعات الخاصة، فمعا، أنتم تجسدون نظاما استثنائيا، لا مثيل له في المنطقة، والذي تحسدنا عليه الدول المجاورة».
وتابعت أن «فرنسا ليست وحدها في دعم الفرانكوفونية، كما يتضح من مجلس تعزيز الفرانكوفونية في الكويت، الذي جمع منذ عام 2021 السفراء الـ 44 الناطقين بالفرنسية في الكويت، فهناك الكثير منهم هذا المساء وأود مرة أخرى أن أشكرهم على التزامهم، وأشكر بشكل خاص اللجنة التنفيذية المؤلفة (إضافة إلى فرنسا) من أرمينيا وبلجيكا وكندا ومصر ولبنان والمغرب والنيجر وتونس، لقد أنشأنا معا برنامجا غنيا ومكثفا لشهر الفرانكوفونية هذا العام، وننتظر خلال الأشهر المقبلة طلب الكويت الرسمي للانضمام إلى المنظمة الدولية للفرانكوفونية في قمة فيلرزــ كوتيريه في فرنسا، وهو ما أكدته وزارة الخارجية الكويتية في يناير 2024».
وختمت السفيرة كلمتها قائلة: «ومن خلال تسليط الضوء على تمسكنا بالثقافة الكويتية، يسعدنا أن نحتفل بافتتاح شهر الفرانكوفونية 2024 حول هذه الكشتة، وهي تقليد كويتي يرمز إلى المشاركة والكرم من خلال إبراز الثراء الثقافي لهذا البلد الجميل، وهذه فرصة خاصة لدمج ثقافاتنا الناطقة بالفرنسية مع التقاليد الكويتية، مما يخلق تجربة فريدة لا تنسى».