تفاقم أزمة «تسريب جسر القرم» بين موسكو وبرلين
تفاعلت فضيحة تسريب المحادثات العسكرية السرية بين كبار قادة الجيش الألماني على شبكات التواصل الروسية، إذ استدعت موسكو، أمس، سفير برلين ألكسندر لامبسدورف، واتهمت المانيا مع حلفائها في الغرب، بالتخطيط لمهاجمة أراضيها والضلوع بشكل مباشر في حربها مع أوكرانيا.
وفيما وصل لامبسدورف إلى مقر وزارة الخارجية الروسية، وغادر دون أن يدلي بأ تصريح، طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الجانب الألماني بتوضيح موقفه من هذه الفضيحة وتفسير المعلومات الواردة بالتسريب.
واعتبر المتحدث باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف، أن المحادثة المسرّبة بين القادة الألمان «تكشف مشاريع برلين لشنّ ضربات على الأراضي الروسية، وتسلّط الضوء مرة أخرى على ضلوع الغرب المباشر على نحو جماعي في النزاع بأوكرانيا».
وقال بيسكوف: «التسجيل في حد ذاته يشهد على نقاش مفصل وملموس داخل الجيش الألماني حول مشاريع لشنّ ضربات على الأراضي الروسية، وكل شيء واضح للغاية». وتساءل عما إذا كان المستشار أولاف شولتس يسيطر على الوضع.
والجمعة، نشرت مديرة تحرير قناة آر تي الروسية الممولة من الحكومة مارغاريتا سيمونيان، تسجيلًا صوتيًا مدته 38 دقيقة، قالت إنه يتضمّن محادثات سريّة جرت بين قادة القوات الجوية الألمانية وهم يبحثون في 19 فبراير قصف أهداف في القرم بصواريخ توروس، مثل الجسر الرئيسي فوق مضيق كيرتش، إضافة إلى استخدام الصواريخ التي قدّمتها كلّ من فرنسا وبريطانيا لكييف.
واتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي شكّل محتوى التسجيل مصدر حرج بالغ له ولقيادة «البوندسفير»، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالسعي إلى «زعزعة استقرار ألمانيا» بعد نشر هذا التسجيل.
وفي تأكيد جديد لصحة التسريبات، شدد بيستوريوس، أمس الأول، على أن الضباط الألمان بحثوا في التسجيل المذكور «سيناريوهات محتملة» وليس خططا ألمانية ملموسة.
وقال بيستوريوس: «الحادث أكبر بكثير من مجرد اعتراض ونشر محادثة، إنها جزء من حرب معلومات يشنّها بوتين، وهجوم مركّب بهدف التضليل. يتعلق الأمر بالانقسام. إنه يتعلق بتقويض وحدتنا».
إلى ذلك، استبعد المستشار الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس، أمس، تسليم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صواريخ توروس الطويلة المدى إذا استدعى الأمر مشاركة جنود ألمان للمساعدة في تشغيلها.
وقال شولتس، الذي يخشى الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع روسيا: «لا يمكنك تسليم نظام أسلحة بمدى واسع جدا من دون التفكير في كيفية التحكم فيه، وإذا كنت تريد التحكم، وهذا لن يحدث إلا بمشاركة جنود ألمان، فهو أمر غير وارد بالنسبة لي».