يعوّل دونالد ترامب على عرض قوة اليوم في «الثلاثاء الكبير»، وهو يوم انتخابي مفصلي يشهد انتخابات تمهيدية في 15 ولاية في وقت واحد، لإقصاء منافسته الجمهورية الأخيرة نيكي هيلي نهائياً، وتكريس جهوده لمواجهة جو بايدن مجدداً، فيما ينكب الأخير مع فريقه على كتابة خطاب قوي ليلقيه الخميس أمام مجلسي الكونغرس يستعرض فيه «حال الاتحاد»، على أمل أن يساعد ذلك الرئيس الديموقراطي على استعادة التوزان بعد سلسلة نكسات ساهمت في تراجعه الواضح في استطلاعات الرأي.
إلى ذلك، قررت المحكمة الأميركية العليا، أمس، إعادة اسم ترامب إلى بطاقة الترشح في كولورادو في انتصار قضائي للرئيس السابق. وقالت المحكمة إنه لا يمكن للولايات، دون اتخاذ إجراء من «الكونغرس» أولاً، التذرّع بنص دستوري وضع بعد الحرب الأهلية لمنع أسماء المرشحين الرئاسيين من الظهور في بطاقات الاقتراع.
وأشارت إلى أنه لم تتم إدانة الرئيس السابق بالتمرد في أي محاكمة، وهذا يمنع إبعاده عن بطاقات الترشح دون قرار من «الكونغرس». وكانت ولاية كولورادو قد قررت حذف اسم ترامب على أساس التعديل 14 في الدستور الأميركي الذي ينص على «منع المشاركين في تمرّد من أي منصب عام».
ومن ماين إلى كاليفورنيا مرورا بتكساس وفيرجينيا فضلا عن الاسكا وأركنسو، يدعى ملايين الأميركيين إلى الاقتراع لاختيار مرشحهم الديموقراطي أو الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في نوفمبر، وسط فتور إعلامي هذا العام لأن النتائج شبه محسومة.
ففي المعسكر الجمهوري، فاز ترامب (77 عاماً) بكل الانتخابات التمهيدية التي نظمها الحزب منذ يناير رغم متاعبه القضائية الكثيرة، باستثناء فوز رمزي لهيلي في الانتخابات التمهيدية التي جرت الأحد في العاصمة الفدرالية في واشنطن.
وحصلت هيلي، في واشنطن على 62.9 بالمئة من الأصوات مقابل 33.2 بالمئة لترامب الذي علق على خسارته بوصف العاصمة بأنها «مستنقع».
وذكرت الحملة أن هيلي أصبحت أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تفوز في انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري.
وتطرح هيلي (52 عاماً) نفسها بديلة لترامب وبايدن معاً وتقول إن الأميركيين يريدون التغيير ولا يريدون تكرار نفس سيناريو الانتخابات السابقة.
ورغم إن ما تقوله صحيح بحسب استطلاعات الرأي، الا أن رسالتها لا تجد أي صدى يذكر. ونظرياً يمكن للانتخابات التمهيدية أن تستمر حتى يوليو إلا أن فريق ترامب يتوقع فوزا في 19 مارس على أبعد تقدير بحصول ترامب على العدد المطلوب للمندوبين الى المؤتمر الوطني الجمهوري.
في المعسكر الديموقراطي، لا يواجه الرئيس بايدن البالغ 81 عاماً، أي منافسة جدية في «الثلاثاء الكبير»، رغم الانتقادات المتواصلة للناخبين بشأن سن الرئيس أو دعمه لإسرائيل. وفيما علقت صحيفة الأعمال «وول ستريت جورنال» على أربعة استطلاعات نظمت أخيراً وتقدم فيها ترامب على بايدن قائلة إن الوقت مناسب ليشعر الديموقراطيون بالذعر، واصل بايدن سلسلة لقاءات مع كبار مستشاريه في كامب ديفيد لضبط خطابه عن حالة الاتحاد والتدرب عليه، وهي لحظة عالية المخاطر حيث يتطلع إلى إقناع الناخبين بمنحه فترة ولاية ثانية في البيت الأبيض.
ونقلت «سي ان ان» أن الخطاب يرتكز على طرح اقتصادي شعبي في محاولة لرسم تناقض حاد مع الجمهورين، مع الدعوة لزيادة الضرائب على الشركات والأثرياء والضغط من أجل خفض تكاليف الرعاية الصحية. ويرى معلقون أن بايدن يمكنه خلال الخطاب تهدئة أي مخاوف بشأن عمره أو مهاراته المعرفية، وهو التحدي الأبرز الذي يواجهه.
وبشأن الحرب في غزة، التي تقسّم الديموقراطيين، قد يدعو بايدن الى وقف لاطلاق النار وهو أمر لم يبادر إليه بشكل صريح حتى الآن لعدم وضع ضغط على إسرائيل، .