أخاطب أبناء الكويت... أخاطب الذين يريدون لهذا الوطن أن يسدل الستار على كوارث مجالس السنوات الأخيرة، وسأضرب لكم مثلاً بنماذج ونوعيات أعضاء مجالس الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، حيث كان وعي الإنسان الكويتي من النضج السياسي والفكري والثقافي ما جعله لا ينتخب إلا مَنْ كان جديراً بتمثيله في البرلمان. لهذا كان المجلس- وقتذاك- يضم كوكبةً من خيرة رجالات الكويت، أمثال: عبدالعزيز الصقر، وجاسم القطامي، والدكتور أحمد الخطيب، وعبدالله النيباري، وأحمد النفيسي، وخالد الوسمي، وسليمان خالد المطوع، ويعقوب يوسف الحميضي، وبدر العجيل، وعبدالرزاق الخالد الزيد، وعلي عبدالرحمن العمر، وراشد التوحيد، وعبداللطيف الكاظمي، وإبراهيم خريبط، ومحمد الصقر، وأحمد الربعي... وغيرهم من هذه النماذج التي تركت بصمات جعلت من الكويت النموذج النادر والمميَّز في ممارسته للديموقراطية، وإنجازاته التي عادت بالخير على الجميع. وما دُمنا قد ذكرنا الإنجازات، فسأكتفي بذكر أحد الإنجازات التي لا يزال أثرها سائداً على الكويت وغيرها.

***برزت في أحد المجالس قضية تأميم نفط الكويت، التي كانت الشركات تساوم فيها، بحيث يكون نصيب الكويت منها 60 في المئة فقط، وتستولي هي على 40 في المئة، لكن النواب، بقيادة عبدالله النيباري، تمكنوا من إقناع الحكومة ومجلس الأمة، وقدَّموا الأدلة القانونية والمنطقية، حتى تمكنوا من جعل كل نفط الكويت للكويت. ليس هذا فحسب، بل إن هذا التأميم امتد ليشمل كل دول الخليج التي كانت شركات النفط فيها تستنزف خيراتها، ولكن بعد التأميم شمل الرخاء والرفاه جميع دول المنطقة، بفضل نواب البرلمان الكويتي.

Ad

***تلك المجالس لم تتدخل فيها النزعات القبلية والطائفية والعرقية والتطرُّف، وليس في النماذج التي ذكرت أسماء دفع بعضها أموالاً لناخبيه، لأن الناخب كان شريفاً، والمرشح كان شريفاً. وكذلك لم يكن في تلك المجالس أبواق تهرج لأقطاب سياسيين - خارج المجلس - لديهم طموحات سياسية، فيشترون النواب الذين دفعوا لهم أموال حملاتهم الانتخابية، ليعيثوا فساداً في قاعة عبدالله السالم، مما جعل حالات التوتر بين النواب على أشدها طوال فترات مجالس السنوات الأخيرة.

***فليتكم في الانتخابات المقبلة تدركون مسؤوليتكم الأخلاقية، وتحرصون على وطن النهار ليستعيد مكانته، وهذا لا يتم إلا إذا كنتم تحسنون اختيار مَنْ سيدخل قاعة عبدالله السالم.