«بيانولا»... مسرحية ترصد ما يحدث في محطة الانتظار
تتواصل عروض مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 23، فقد قدّمت مسرح الشباب مسرحية «بيانولا» على خشبة مسرح الدسمة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.
ومسرحية «بيانولا» من تأليف وإخراج محمد الرباح، وبطولة فيصل العميري وحصة النبهان وأحمد العوضي، وذلك على مسرح الدسمة، وسط حضور كبير لضيوف المهرجان وحشد من الجمهور.
وتدور أحداث مسرحية «بيانولا» حول فتاة تنتظر عريسها في محطة انتظار، وتحدث بعض المفارقات، وهي جالسة تنتظر وصول الحبيب، وهو برفقة مهرج معه صندوق «البيانولا»، وتبدأ الأمور في الوضوح رويداً رويداً. واستطاع نجوم العمل، فيصل العمير وحصة النبهان وأحمد العوضي، تقديم أداء راقٍ، ويذكر أن فريق العمل هو محمد الرباح في التأليف والإخراج، والفنان فيصل العميري وحصة النبهان وأحمد العوضي في التمثيل، وصمم الديكور المهندس حسن الملا، وكانت الإضاءة لفاضل النصار، ومصمم التقنيات حسين الحسن، وتصميم الأزياء إيمان السيف، وموسيقى ومؤثرات صوتية كوثر الشمري، وإكسسوارات عيدة العيدي، ومساعد مخرج هني القلاف، والمخرج المنفذ سليمان المرزوق، والإشراف العام د. محمد المزعل.
وبعد العرض أقيمت جلسة التعقيب لمسرحية بيانولا في قاعة الندوات بمسرح الدسمة بحضور رئيس المهرجان، الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مساعد الزامل، وجمهور كبير من ضيوف المهرجان وجمهور المسرح، حيث عقّب على العرض كل من د. حسن رشيد من قطر، ود. عباس حسن من العراق.
أدارت الجلسة الناقدة ليلى أحمد، وكانت كلمة البداية معها، حيث لفتت النظر إلى ضرورة تسليط الضوء على مضمون العرض، وذلك من خلال الكتيب الإرشادي للعرض المسرحي.
ثم تحدث د. رشيد، فقال: «عندما قرأت النص أدركت أن الكاتب يطرح ويرصد معضلة الانتظار، سواء للقطار أو الزوج، وهو انتظار لا يفضي إلى أي نتيجة»، مشيرا إلى أنه لأول مرة يمكن أن يكون هناك لعبة مسرحية من دون ديكور وإضاءة، بل حوار مكثف، لافتا إلى أن الكاتب قدّم موضوعات، وإن كانت لا تلامس البيئة والمجتمع، وإنما على تماسّ مباشر، وجزء من حياة الأفراد بمضامين ترتبط بذاكرة الفن».
وضرب رشيد مثالا باستشراف المبدع للمستقبل عندما قدّم الفنان سعد الفرج عام 1966 مسرحية «الكويت سنة 2000»، وأضاف: «استطاع الفرج حينها أن يستشرف المستقبل، وأن يتلمّس بعض المضامين، لذا فإن المؤلف يستطيع أن يستحضر المضامين إذا استطاع أن يتلمّس ما يحتاجه المجتمع»، مشددا على أن الصمت الذي غلّف المتفرج يعكس شعوره بالاندماج مع العمل.