الذكاء الاصطناعي وقيمنا الإسلامية

نشر في 06-03-2024
آخر تحديث 05-03-2024 | 19:28
 د. محمد الدويهيس

لا يختلف اثنان على أن أسلوب الحياة التي نعيشها ونمطها اليومي سيتغيران نتيجة للتطور التقني السريع والمتنامي الذي يشهده وسيشهده العالم في المستقبل القريب، وسيشهد مجال الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence تطوراً أسرع وأكبر يكون له الأثر البالغ على كثير من المبادئ والقيم الإنسانية، ويبدو من خلال الدراسات والبحوث المنشورة بأن الذكاء الاصطناعي مهتم ومتأثر بالقيم والعادات الغربية أكثر من اهتمامه بالقيم والعادات في النصف الثاني من الكرة الأرضية.

وسيتحكم خبراء وعلماء الذكاء الاصطناعي في الدول الغربية بتحديد نوعية القيم والأخلاقيات Ethics التي يحملها الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته في المستقبل القريب، وذلك بناءً على المبادئ والقيم الإنسانية والأفكار الغربية التي يؤمن بها هؤلاء الخبراء والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي!

وبما أننا كعرب ومسلمين لا نزال متخلفين في هذا المجال العلمي والتقني الحيوي وليس لنا دور يذكر فيه، فإنه سيتم إدخال بعض المبادئ والقيم الغربية والأفكار المتحررة في مجال وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي قد تتعارض مع قيمنا الإسلامية وعاداتنا العربية، وسنضطر نتيجة لذلك للتعايش معها أو أن يتم الحظر على بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتفادي آثارها السلبية من أجل المحافظة على القيم والعادات العربية والإسلامية؟! فهل ندفع ضريبة تخلفنا في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي ستجبرنا الظروف على قبول ما قد يتعارض مع قيمنا الإسلامية وعاداتنا العربية؟!

إن هيمنة الذكاء الاصطناعي على حياة الأفراد والمؤسسات قضية واقعة لا محالة في المستقبل القريب فماذا خططنا للاستفادة واستثمار الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة المختلفة والتقليل والحد من آثارها السلبية على حياة الإنسان العربي والمسلم ومبادئه وقيمه؟!

وعليه فإن الأمر يتطلب العمل والقيام بالآتي:

1- ضمان حماية البيانات وخصوصيتها من الاستخدام السيئ الذي يضر بمصالح الدولة ومواطنيها.

2- وضع أسس لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي واحترام القيم الإسلامية والأعراف الوطنية.

3- التوعية بأهمية الذكاء الاصطناعي ودوره.

4- الاهتمام بالموارد البشرية الوطنية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال البرامج التدريبية والتنموية.

5- تطبيق مبادئ الأمن السيبراني وقيمه.

6- الاستفادة من أساليب وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال مراقبة وتطوير الخدمات الحكومية وجودتها وخصوصا في مجال التعليم والصحة.

7- تعزيز الاستفادة من استخدامات تقنيات وأساليب الذكاء الاصطناعي في متابعة ومراقبة وتقييم الخطط الاستراتيجية والمشاريع الكبرى.

8- الاستفادة من أساليب ومنهجيات الذكاء الاصطناعي في حوكمة الإدارة الحكومية وإعادة هيكلتها.

9-الاستفادة من أساليب وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بهدف تعديل التركيبة السكانية والقضاء على تجارة الإقامات والعمالة الهامشية.

10- إنشاء معهد متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي.

11- وضع الأطر القانونية والتشريعية لحماية أمن المعلومات والبيانات وحماية الخصوصية الفردية.

ودمتم سالمين.

back to top