تسارعت الأحداث التي يمر بها عالمنا العربي بشكل غير مسبوق، فالمتابع للشأن العربي لا بد أن يتوقف في محطات عدة، أبرزها اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قبل عدة أيام في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض، وهي الدورة الـ159 وانطلاق المطالبات التي تضمنت عدة نقاط أبرزها اتخاذ موقف حازم لوقف إطلاق النار، واتخاذ الإجراءات ضمن إطار القانون الدولي للرد على ممارسات الحكومة الإسرائيلية وأسلوبها في المجازر التي ترتكبها تجاه الفلسطينيين، واستنكار نقض مشروع القرار الجزائري الذي تم تقديمه في مجلس الأمن ممثلا لصوت الدول العربية (المجموعة العربية في الأمم المتحدة).
وفيما يخص الجزائر فقد طالب مشروعها بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وجدد المطالبة بامتثال جميع الأطراف بالتزامها بحماية المدنيين، ورفض التهجير القسري للسكان الفلسطينيين، والالتزام الثابت برؤية حل الدولتين، وتوحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية، والإفراج غير المشروط عن الرهائن جميعهم، والحرص على استمرار وصول المساعدات الإنسانية، لكن مجلس الأمن رفض مشروع القرار بعد فيتو أميركي استخدمته الولايات المتحدة ضد مشروع القرار، الأمر الذي عرقل المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.
ومن الجدير بالذكر أن المشروع حظي بتأييد 13 دولة وامتناع بريطانيا ومعارضة الولايات المتحدة التي يقال إنها أقرب ما تكون إلى العدول عن موقفها، واقتراح مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار خلافاً لمطلب بقية الأعضاء بالوقف الفوري.
وانطلقت الأقلام محللة سبب تغيير الموقف، واتفقت على أن الضغط يأتي موجهاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بالإضافة الى اقتراب الانتخابات الأميركية، وسعي بايدن إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض.
وعودة للجزائر فبعد مرور عشرين عاماً على ولايتها الأخيرة عادت إلى عضويتها مجدداً، وكما يأتي تقرير معهد واشنطن في يونيو فقد انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجزائر كعضو غير دائم، وهي الولاية الرابعة للجزائر في مجلس الأمن لتشغل أحد المقاعد الإفريقية الثلاثة، والدولة الوحيدة التي تمثل العالم العربي.
ومنذ يونيو من العام الماضي والجزائر عضو غير دائم بعدما تم انتخاب خمسة أعضاء جدد لعضوية مجلس الأمن لعامين، وهم الجزائر وسيراليون عن المجموعة الإفريقية، بالإضافة الى كوريا الجنوبية من آسيا، ومن أوروبا الشرقية سلوفينيا، وغيانا من أميركا اللاتينية.
وخلاصة الأمر فإن العضوية غير الدائمة مكسب للدول العربية، وهي فرصة للمساهمة في الإنجاز الدبلوماسي وتعزيز السلم الدولي وإيصال صوتها، والجزائر باعتقادي تميزت بالتخطيط الجيد للمساهمة في إدارة الأزمات، واستطاعت بنجاح ربط المنظمات الدولية وقراراتها لإلقاء الضوء على معاناة الفلسطينيين في غزة، فهل ستأتي الجهود بثمارها وترفع المعاناة عنهم بمباركة المجتمع الدولي؟