جدد وزير الخارجية، عبدالله اليحيا، اليوم، موقف الكويت الداعي الى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضمان إدخال المساعدات الإغاثية والأساسية لسكان القطاع، ومنع أي محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني الحر.
وقال اليحيا، في كلمة خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته الـ161، التي عقدت بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، اليوم: «نجتمع اليوم في ظل استمرار آلة القتل والإبادة الممنهجة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، والتي خلّفت إراقة أرواح آلاف الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء ووقوع عشرات الآلاف من الجرحى، ونزوح غالبية سكان القطاع البالغ تعدادهم أكثر من 2.3 مليون نسمة بعد فقدانهم المأوى، نتيجة الدمار غير المسبوق الذي يرتكبه الاحتلال دون تفريق بين البشر والحجر.
واعتبر اليحيا أن المنطقة تشهد تحديات دقيقة في عدد من أقطارها وبصورة باتت تستوجب معها تعاضدا لجهودنا المشتركة لمواجهة تداعياتها، وبحث السبل المثلى لمعالجة مسبباتها، بما يضمن شيوع الأمن والاستقرار.
ودعا جميع الأطراف المعنية في السودان للوقف الفوري لإطلاق النار والعودة للمسار السياسي السلمي، بما يضمن الحفاظ على أمن واستقرار السودان ووحدة أراضيه، كما جدد موقف الكويت الداعم لوحدة واستقرار اليمن ودعم كل المساعي الرامية نحو التوصل لحل سياسي شامل مبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الامن لا سيما القرار 2216، معربين في الوقت ذاته عن التقدير لجهود الأشقاء في السعودية وسلطنة عمان، وكذلك المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والرامية لإنهاء الأزمة.
وشدد على أهمية الحفاظ على أمن وسلامة الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر، واحترام حق الملاحة فيها، وفقا لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، مجددين دعوتنا إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة مزيدا من التصعيد.
كما جدد التزام الكويت بوحدة وسيادة دولة ليبيا وسلامة أراضيها، وكذلك رفض أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، ورحب بقرار مجلس الأمن القاضي برفع حظر استيراد الأسلحة المفروض على الصومال لتمكين الحكومة الصومالية من مكافحة الإرهاب وبسط الأمن على أراضيها كافة.
«التعاون الإسلامي»
وفي كلمة ألقاها خلال ترؤسه وفد الكويت المشارك في اجتماع الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، الذي عقد أمس في مدينة جدة، قال اليحيا إن القصف الاسرائيلي المكثف في غزة ليس مجرد عمليات ذات أهداف عسكرية بل هو تدمير ممنهج لترويع وتشريد الفلسطينيين وتصفية وجودهم وإنهاء قضيتهم وهو عمل غاشم يستنزف كل معاني الإنسانية.
جريمة حرب
وذكر أن استمرار الغارات الجوية المكثفة على رفح وتمادي الاحتلال بتهديداته لاجتياح المدينة وبتجاهل مطلق لجميع القوانين والقرارات الدولية لا سيما القانون الدولي الإنساني يهدف لوضع الشعب الفلسطيني المحاصر بين خيارين إما الخضوع والركوع أمام هذا البطش والتنازل عن أرضه وعن حقوقه الوطنية المشروعة أو الإبادة الجماعية والتصفية العرقية وصولاً للتصفية النهائية للمشروع الوطني الفلسطيني بما يشكل بكل وضوح جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وقف التهجير
كما أكد ضرورة وقف تهجير السكان الذي يرقى إلى جريمة التصفية العرقية إلى جانب السماح بإغاثة أهل غزة دون قيد أو شرط، مبيناً أن الكويت تؤكد على دورنا كدول العالم الاسلامي ببلورة تصورات واضحة المعالم لوضع القرارات الصادرة عن القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية موضع التنفيذ.
وشدد اليحيا على أن الكويت «حذرت مراراً من تبعات تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية وفق معايير مزدوجة وتقاعسه عن إيجاد حل سلمي عادل وشامل ونهائي لهذه القضية وضرورة ردع إسرائيل عن ممارساتها الإجرامية وانتهاكاتها المستمرة والمتمثلة بإقامتها لمستوطنات غير قانونية وغير شرعية وقتلها لآلاف من المدنيين الأبرياء واتخاذها لإجراءات وقرارات أحادية تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأراضي المحتلة».