الجمهوريون في قبضة ترامب بعد اكتساحه «الثلاثاء الكبير»
انسحاب هيلي يكرر سيناريو مواجهة 2020 في حدث هو الأول منذ 1956
عاد الحزب الجمهوري إلى قبضة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي انتهت ولايته في عام 2020 بفوضى أثارت غضب العديد من النخب الجمهورية، بما في ذلك نائب الرئيس مايك بنس، والزعيم المخضرم للجمهوريين ميتش ماكونيل، بعد أن اكتسح الثلاثاء الكبير بفوزه في 14 ولاية من أصل 15، وهو ما دفع منافسته الوحيدة نيكي هيلي، التي كانت لا تزال تعاند «الوقائع» متمسكة بخيط رفيع من الأمل، إلى الانسحاب من السباق على الترشيح الجمهوري.
ورغم المعارك القضائية التي تلاحقه، حصل ترامب على بطاقة الترشيح الثالثة من الحزب الجمهوري على التوالي، متسلحا بشعبية كبيرة بين المحافظين البيض وسكان الأرياف والتيارات اليمينية.
وتمكن ترامب من الفوز في 14 من 15 ولاية، هي ألاباما وألاسكا وأركنسو وكولورادو وكاليفورنيا وماين وماساتشوستس ومينيسوتا وكارولينا الشمالية وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس وفيرجينيا ويوتا، وبعضها ولايات ليبرالية.
وفاز ترامب في ماين، وهي واحدة من ثلاث ولايات سعت إلى شطب اسمه من بطاقات الاقتراع في الانتخابات التمهيدية بسبب سعيه إلى قلب نتيجة الاقتراع الرئاسي في 2020، والهجوم على مبنى الكابيتول في العاصمة الفدرالية.
ورغم أن الأداء القوي لترامب في «الثلاثاء الكبير» لا يؤهله حسابياً للحصول على عدد المندوبين الكافي لاعتماد ترشيحه فإن الوصول الى هذا العدد بات مسألة وقت فقط، ويحتاج ترامب إلى 1215 مندوباً على الأقل من أصل 2429 لتأمين الفوز بترشيح الجمهوريين في مؤتمر الحزب الجمهوري في يوليو.
وثبتّ انسحاب حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية وسفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي (52 عاما) من السباق الجمهوري السيناريو الذي كان الجميع يتوقعه، وهو سيناريو تكرار المواجهة بين الرئيس الديموقراطي جو بايدن وترامب في مواجهة فريدة هي الأولى من نوعها منذ 1956، عندما تواجه دوايت ايزنهاور وادلاي ستيفنسون للمرة الثانية بعد أن تنافسا في 1952.
وقال ترامب، أمام مناصرين تجمعوا أمام مقر سكنه في فلوريدا، «هناك سبب لتسميته الثلاثاء الكبير. كان يوماً عظيما. يقول لي الخبراء وغيرهم، انه لم يسبق أن شهدنا يوما كهذا سجلت فيه هذه النتيجة الحاسمة إلى هذا الحد، على الإطلاق».
وانتقد سياسات الهجرة التي يتبعها بايدن، ووصفه بأنه «أسوأ رئيس» في التاريخ.
بايدن: لا عودة للوراء
وفي المعسكر الديموقراطي، لم يواجه بايدن أي منافسة تذكر من مرشحين اثنين آخرين، ما يجعل فوزه بترشيح الحزب مجرد إجراء شكلي. ويلقي بايدن اليوم خطابا أمام مجلسي الكونغرس، ما يشكل فرصة لعرض برنامج حملته الانتخابية واستعادة التوازن بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أن الرئيس البالغ 81 عاما متأخر عن ترامب (77 عاماً)، ويواجه تشكيكا في سياساته في مواضيع داخلية مثل الهجرة، وخارجية مثل حرب غزة.
وفاز بايدن في كل الولايات التي شهدت انتخابات في «الثلاثاء الكبير» باستثناء خسارته في منطقة ساموا الأميركية الصغيرة بالمحيط الهادئ. وحذر بايدن، في بيان وزعته حملته الانتخابية، من أن ترامب «مصمم على تدمير ديموقراطيتنا، وانتزاع حريات أساسية، مثل قدرة النساء على اتخاذ قراراتهن الخاصة بالرعاية الصحية، وإقرار حزمة أخرى من التخفيضات الضريبية للأثرياء بمليارات الدولارات. وسيفعل أو يقول أي شيء للوصول إلى السلطة».
واستدرك: «نتائج انتخابات الليلة تترك للشعب خيارا واضحا: هل سنواصل المضي قدما أم سنسمح لدونالد ترامب بجرنا إلى الوراء في الفوضى والانقسام والظلام التي اتسمت بها فترة ولايته؟».
وكتب بايدن، عبر حسابه على «إكس»، «اليوم، جعل ملايين الناخبين أصواتهم مسموعة، مما يدل على استعدادهم للكفاح ضد خطة دونالد ترامب المتطرفة لإعادتنا إلى الوراء، وسيواجه كل جيل لحظة يتعين عليه فيها الدفاع عن الديموقراطية. وهذه هي معركتنا».
حرب غزة
وبلغت نسبة الناخبين من حملة «غير ملتزم» في مينيسوتا 19% من الأصوات، وفقا لمركز إديسون للأبحاث بارتفاع 13% عما حققته جهود مماثلة في ميشيغان الأسبوع الماضي.
وظهر اختيار «غير ملتزم» أيضا على بطاقات الاقتراع في انتخابات ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة في 6 ولايات أخرى في يوم «الثلاثاء الكبير»، وهي ولايات ألاباما وكولورادو وأيوا وماساتشوستس ونورث كارولاينا وتنيسي.
وفي أوضح موقف له حتى الآن بشأن القتال الدائر في غزة، أعرب ترامب عن دعمه للعدوان الإسرائيلي. وعندما سئل خلال مقابلة على شبكة «فوكس نيوز»، إن كان يقف «في معسكر إسرائيل»، أجاب «نعم».