قدَّمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي، العرض المسرحي «جزى البارحة»، والذي نال استحسان جمهور مسرح الدسمة بطابعه التراثي وتقنياته الحديثة.
وتدور أحداث القصة حول أم سعود وزوجها، إذ تحاول أم سعود أن تسافر مع ماضيها، وتظن أنه أفضل وسيلة للهروب من الواقع، لكن القدر أراد أن يفتش بين سطور الماضي، لتظهر حقائق ربما لم تكن بالحسبان. بعض الأفكار الجزئية المطروحة في النص مستوحاة من قضايا وقصص واقعية، رغم صعوبتها، فالغيرة والكبت يولدان الحسد، ويفجران مصائب وهموماً وشكوكاً من أقرب المحيطين. قد يسميها البعض انتقاماً، لكن قد تكون ضمن إطار العدالة الإلهية، أي «كما تدين تدان»، إن طال أو قصر الزمان، وتُقال في تراثنا «الدنيا تدور».
وتعرض قصة المسرحية حياة أختين تصارعان القسوة، ضمن قالب تراثي ربما مبهم الحقبة الزمنية بين الوعي واللاوعي، كما تدخل صراعات جانبية تؤجج الأحداث، وصولاً إلى الذروة، التي تثير الشكوك حول ما إذا كان كل ما يحدث موجود في الحقيقة أم أنه من وحي خيال الزوجة؟
المسرحية تأليف فلول الفيلكاوي، وإخراج د. عبدالله العابر، ومساعد مخرج ياسر الحداد، والديكور محمد الربيعان، والأزياء د. فهد المذن، والإضاءة عبدالله النصار، وموسيقى عبدالله البلوشي، ومصمم الماكياج تهاني كمال، وتمثيل: حنان المهدي، وهيا السعيد، ومصعب السالم، وعبدالهادي علي، وعبدالوهاب علي.
الكتابة المسرحية
من جانب آخر، قدَّمت د. نورة العتال ورشة فنية بعنوان «فن الكتابة المسرحية» في رواق مسرح الشامية، ضمن فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي. وشهدت الورشة حضور عدد من المتدربين.
وقالت العتال في مستهل الورشة إن الجميع يمكن أن يتعلم أبجديات الكتابة الإبداعية، سواء كانت قصة، أو رواية، أو نصاً مسرحياً، «لكن لسنا كلنا نستطيع الشروع بالكتابة الفعلية. لست بصدد إحباطكم، فالكتابة كأي نشاط إنساني، مثل: اللعب، والرياضة، والرقص، نقوم به بشكل تلقائي، لكن الكتابة أيضاً نشاط إنساني، غير أنها تعتمد على عوامل شخصية عدة تخص المرء بشكل جوهري، وليست بهذه السهولة، كما يعتقد المرء عن نفسه».
وتابعت: «لكي تتطور الموهبة لابد أن يتم تفعيلها بالدراسة والممارسة والتجربة والتفرغ شبه الكامل لها، كي تصنع من نفسك كاتباً مميزاً، خصوصاً أن الساحة الثقافية مليئة بكل مستويات الكُتاب، فمنهم الجيد، ومنهم المدعون، وأنصاف الموهوبين».