في ختام فعاليات المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي 2023، تحدث ضيف المهرجان أستاذ الفنون المسرحية بجامعة بابل، د. عباس حسن، حول انطباعه عن فعاليات المهرجان قائلا: «إن هذا العرس المسرحي المتميز قدّم فرشة جمالية امتازت بالتنوع والمحلية من خلال تقديم عروض مختلفة منذ اليوم الأول للمهرجان، كما كانت عابرة للحدود امتازت بالصنعة الجيدة، كما يسميها أرسطو، ولذلك تستحق اللجنة المنظمة للمهرجان وإدارته لحسن التنظيم وحنكتها في اختيار اللجان المختلفة والعروض المتنوعة ذات الخصوصية المختلفة، ما يبشّر بأن مسرح الكويت متقدم وله بصمة واضحة، لأنه يفكر بوعي وينتج بوعي».
وأضاف حسن أن الكويت تتميز بوجود جيل شبابي مسرحي رائع وواعد، كما أن عروض المهرجان سيكون لها تقدير كبير في المحافل الدولية خارج الكويت، نتيجة محليتها التي ترتقي للمستويات العالمية.
وقال إن العديد من العروض استفزته وأنشأت فضاء جماليا يصل الى حد التكامل في الحوارات والمعالجة النصية والسينوغرافيا والتمثيل وتصميم الديكور والإضاءة، وهو ما يُحسب للمهرجان، لأن العوض المسرحي الحديث أصبح صناعة وحرفة متقنة لا تنحصر على الكاتب والمخرج والممثل، ولكن كل عناصر الصورة المسرحية وما تصنعه من جماليات وتضافر من أجل خلق مشهدية متكاملة.
بدوره، تحدث الأستاذ السابق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، د. سيد علي، قائلا: «مهرجان الكويت المسرحي يُعد من أول المهرجانات التي تابعتها قبل 25 عاما، وهو أحد أهم المهرجانات الراسخة في المنطقة العربية، وله قواعد وأساسيات لا يحيد عنها، مثل عرض واحد باليوم وندوة واحدة وخط فكري مميز مع موضوعات عميقة وذات رؤية مميزة بعيدا عن العناوين البراقة والموضوعات التي لا ترتقي للعرض المسرحي».
وأضاف أنه أول من كتب عن معهد الكويتي المسرحي، وهو أول كتاب من نوعه على مستوى الوطن العربي، ثم أصدرت كتابا آخر حول الفنان فؤاد الشطي ليتناول مسيرته، كما كتبت الكتاب الأهم بالنسبة إليّ، وهو قراءة في تاريخ المسرح الكويتي من خلال وثائق غير منشورة، وغيرها من الكتب، التي تعد 6 كتب تقريبا جميعها عن المسرح الكويتي.
وأعرب عن سعادته وهو يشاهد تلامذته على خشبة المسرح ويتقلدون مناصب قيادية في خدمة المسرح الكويتي، ومنهم مدير المهرجان، الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مساعد الزامل، ومن الفنانين الكثير مثل أحمد فؤاد الشطي وخلود الرشيدي وغادة السني وزهراء المنصور وغيرهم الكثير.
وفي كلمته، تحدّث الباحث والناقد د. حسن رشيد حول رغبته في مشاهدة مسرح عربي يرتقي لمستويات عالمية، مطالبا بإعادة إحياء مهرجان المسرح المدرسي، ولكن هناك حلقة مفقودة، وهي عدم وجود مساحة لممارسة الفن في ظل الضغوط التي يواجهها التعليم بالعالم العربي، مؤكدا أن أزمة المسرح نتيجة لحالة تعثّر التعليم التي يعانيها الوطن العربي.
وأضاف أن عشق المسرح يولد منذ الطفولة، ولذلك فإن كبار الفنانين كانوا جميعا نتاج المسرح المدرسي أمثال إبراهيم الصلال وغيره من الفنانين.
وقال إن الهيئة العربية للمسرح تحاول نشر الثقافة المسرحية ونقل المهرجانات الى عواصم الدول العربية في محاولة لإحياء المسرح العربي والعواصم التي تستضيفها وتقديم حالة عربية تدعم مساعي الوحدة الفنية.
وأشاد رشيد ببعض المواهب الشابة، مثل الكاتب أحمد العوضي الذي اعتبره بارقة أمل، ولكن أعرب عن استيائه من أن الجيل الجديد لا يقرأ والبعض الآخر يتجه الى التغريب وفقدان القدوة المحلية، فيتأثرون بالكتّاب العالميين مع جهلهم بأقلامهم المحلية.