مقترح أميركي جديد لغزة... وبايدن يضغط على «حماس»
الاتحاد الأوروبي والإمارات يقتربان من تدشين ممر بحري للمساعدات عبر قبرص
مع دخول المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة وتبادل للمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس يومها الرابع في القاهرة وسط ضغوط إقليمية وأميركية، للتوصل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان، دون التوصل إلى نتائج حاسمة، كشفت شبكة «سي إن إن» الأميركية، أمس، أن الولايات المتحدة وزّعت مسودة مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق نار مؤقت مدته 6 أسابيع في غزة، يشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بالقطاع الفلسطيني.
ونقلت الشبكة عن مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة اطلع على المسودة لم تسمّه، أنها «تدعم بشكل لا لبس فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لإبرام وبدء تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار الفوري لمدة ستة أسابيع تقريباً في غزة مع إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين بمجرد موافقة الأطراف».
وفي وقت قرأ خبراء أن المقترح الأميركي الجديد يأتي في سياق الضغوط التي تمارسها واشنطن على «حماس» للقبول بالصيغة الراهنة للصفقة، التي لا تلبي مطالب الحركة، إذ تسعى الأخيرة إلى قبول إسرائيل بالانسحاب من القطاع بشكل كامل وعودة مئات الآلاف من السكان النازحين إلى شمال غزة ووقف نهائي للحرب لإتمام أي اتفاق.
مفاوضات القاهرة تسعى لبناء الثقة عبر هدنة قصيرة ووفد إسرائيلي يسلم للوسطاء رد تل أبيب
ولكي ينجح القرار الذي قالت واشنطن إنها لن تستعجل في طرحه للتصويت، يحتاج إلى 9 أصوات مؤيدة على الأقل من أصل 15، مع عدم استخدام «الفيتو» من جانب أي من الأعضاء الدائمين، وهم: فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، إلى جانب الولايات المتحدة صاحبة المشروع.
وقبل الكشف عن المقترح المعدل، وضع الرئيس الأميركي جو بايدن، بدء سريان الهدنة «في يد حماس»، محذراً من «وضع خطير جداً» إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بحلول رمضان.
وقال بايدن، في تصريحات أثناء عودته من كامب ديفيد إلى البيت الأبيض: «الإسرائيليون يتعاونون، وعرض وقف إطلاق النار عقلاني. سنعلم ما ستؤول إليه الأمور خلال يومين. لكننا نحتاج إلى وقف لإطلاق النار».
وأضاف أن «الأمر في يد حماس حالياً»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه «لا أعذار» لدى تل أبيب في مواصلتها منع وصول مزيد من المساعدات إلى غزة.
اتهام وثقة
وفي وقت تراهن «حماس» على تنامي الضغوط الداخلية ضد بايدن الذي تلقى مطالبة من 30 نائباً ديمقراطياً بضرورة الضغط لمنع الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لمدينة رفح بوصفة مخالفاً للقانون الدولي والإنساني، أكدت الحركة الفلسطينية أنها أبدت المرونة المطلوبة للتوصل إلى اتفاق يوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، متهماً إسرائيل بالتهرب من استحقاقات الاتفاق وما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار وعودة النازحين والانسحاب الكامل من القطاع.
وأضافت «حماس» في بيان أنها ستواصل التفاوض عبر الإخوة الوسطاء للتوصل إلى اتفاق يحقق مطالب شعبنا ومصالحه.
وجاء موقف الحركة فيما كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، أنّ الوسطاء اقترحوا هدنة قصيرة لعدة أيام في غزة، كخطوة لبناء الثقة والتوصل لاتفاق أطول.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فقد اقترحت الولايات المتحدة ومصر وقطر هدنة إنسانية قصيرة تستمر بضعة أيام مع تعثر المفاوضات في القاهرة وسط تمسك «حماس» وإسرائيل بالمحادثات، إذ يأمل الوسطاء أن تؤدي الهدنة القصيرة إلى كسب المزيد من الوقت للتوصل إلى صفقة وإلى إثبات جدية كل طرف بشأن التوصل إلى هدنة إنسانية أطول.
وبحسب أوساط قطرية غادر وفد الحركة القاهرة، أمس الأول، بعد مشاركته على مدار 3 أيام في المفاوضات، على أن يعود إلى العاصمة المصرية اليوم، فيما سلم وفد إسرائيلي للوسطاء موقف تل أبيب بشأن ما قدمته «حماس» أمس.
ضربات وضحايا
في هذه الأثناء تواصلت الضربات الجوية والمعارك البرية والقصف على الأرض في عموم مناطق قطاع غزة، حيث ارتفع عدد القتلى منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي إلى 30717.
وشنّ الطيران الحربي أكثر من 40 غارة مع استهداف منازل على رؤس ساكنيها بمدينة حمد وبلدة بني سهيلة بخانيونس ودير البلح والبريج وبلدة بيت لاهيا وحي تل الهوى بمدينة غزة.
وأفادت وزارة الصحة بسقوط «83 شهيداً، أغلبيتهم من الأطفال وبينهم رضع ونساء وكبار السن، جراء ارتكاب الاحتلال لمجازر الإبادة الجماعية بحق المدنيين».
وبينما ذكر برنامج الأغذية العالمي أن إحدى قوافله للمساعدات الإنسانية تعرضت للنهب من قبل «حشود يائسة»، بعدما منع حاجز الجيش الإسرائيلي مرورها إلى شمال القطاع، قالت الأمم المتحدة إن 80 في المئة من الأسر في غزة لا تتوفر لديها مياه نظيفة.
وفي حين، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من أن المجاعة تتعمق ووصلت إلى مستويات قاتلة بمناطق شمال القطاع، خصوصاً للأطفال والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة، أعلن المتحدث باسم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أنها تعتزم السفر إلى قبرص، حيث يعمل الاتحاد على إنشاء ممر إنساني محتمل لدعم سكان غزة عبر الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط.
وأتى ذلك بعد تقرير عن تدشين الإمارات لمنصة بقبرص ستنقل إليها مساعدات إنسانية واسعة قبل نقلها عن طريق البحر إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، حيث ستخضع لفحص من إسرائيل دون أن تشارك الأخيرة بالعملية التي يتوقع أن تنضم لها الولايات المتحدة.
السيسي وكاميرون
في غضون ذلك، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن الوضع الإنساني بغزة لا يحتمل المزيد من تأجيل التوصل لحلول حاسمة لوقف إطلاق النار أثناء استقباله وفداً من مجلس العموم البريطاني، فيما حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إسرائيل من حدوث مجاعة في القطاع، وقال إنه سيحذر تل أبيب من أن صبر بلده بدأ ينفد إزاء المعاناة المروعة للمدنيين.
وألمح كاميرون إلى أن سلطات الاحتلال لا تمتثل للقانون الدولي بشأن إدخال المساعدات قبل اجتماع مع الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي المصغر بيني غانتس، الذي وصل إلى لندن قادماً من واشنطن، ضمن جولة عارضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.