برز موقفان لبنانيان يعكسان عدم النية أو الرغبة في الذهاب إلى حرب على جبهة الجنوب، الأول لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي أعلن أن مفاوضات معالجة الوضع الحدودي في لبنان ومنع التصعيد ستبدأ خلال شهر رمضان المبارك، وهي خطوة تشير إلى أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الذي يريد إضافة إنجاز إقليمي آخر على سيرته الذاتية وتجييره لإدارة الرئيس جو بايدن في موسم الانتخابات، قد سرّع حركته الدبلوماسية المكوكية بين لبنان وإسرائيل لتجنب التصعيد.
الموقف الثاني جاء من نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، الذي قال إن الحزب في موقف دفاعي لا هجومي، وأن الحزب يتحمل التكاليف لمنع شن حرب على لبنان، كما أنه لا يريد الدخول في حرب كبرى.
وأظهر الموقفان مجدداً مدى التكامل في الموقف بين ميقاتي و«حزب الله»، لا سيما أن رئيس الحكومة بدا متماهياً إلى حدود بعيدة مع الحزب، لكن لموقف قاسم رواية أخرى، إذ تشير مصادر متابعة إلى أنه منذ بداية التحركات الدبلوماسية الدولية باتجاه لبنان كان هناك تشديد على ضرورة إطلاق موقف واضح وصريح من الحزب يتضمن تعهداً بألا يشن أي هجوم مشابه لعملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023، وقد تلقى الحزب في وقت مبكر من حرب غزة، رسائل فرنسية واضحة تطالب أمينه العام حسن نصرالله بموقف واضح بهذا الشأن، وذلك لطمأنة سكان الشمال الذين يشكلون ضغطاً كبيراً على حكومة بنيامين نتنياهو.
لكن الحزب ونصرالله رفضا اطلاق مثل هذا التعهد، وصولا الى الزيارة الأخيرة لهوكشتاين، التي يبدو أن المشاورات والمفاوضات التي جرت خلالها قد دفعت باتجاه تصريحات قاسم التي حملت اشارة واضحة بأن الحزب لن يبادر إلى هجوم مفاجئ.
وبحسب ما تشير المعلومات، فإن ميقاتي والحزب يراهنان على جدية المفاوضات وتسارعها بعد أن تبدأ في رمضان، وتشير المعطيات الى أن اللجنة العسكرية التي تضم الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي وقوات اليونيفيل، قد تتولى بحث مسألة معالجة النقاط الحدودية الـ 13 العالقة. وتقول مصادر رسمية لبنانية إنها متفائلة من إمكانية الوصول الى هدنة ومنع اتساع رقعة الحرب.