إن الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل الكثير من الوظائف التي ستختفي تماما مثلما سيختفي الكثير من المدارس والجامعات في صورتها التقليدية العادية، وقد يكون التعليم من خلال الإنترنت هو السائد والقليل جداً سيكون بصورته الحالية، نظرا لتقدم وسائل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وزيادة الرغبة في التعليم، وزيادة نفقات التعليم فلن تكون الحكومات أو الدول قادرة على متابعة العملية التعليمية بنظامها التقليدي المعتاد أو توفير مخصصات مالية للأبنية التعليمية التقليدية، وهنا سيظهر دور التقنيات والتقدم التكنولوجي واستخدام الروبوتات لتحل محل الإنسان وتظهر وظائف أخرى للإنسان، وعلى الدول الاستعداد لذلك وفق خطط واستراتيجيات جديدة تواكب العلم وكل ما هو جديد، وعلى الفرد تغيير فكره ليلحق بما يحدث من تغيير.

والبصمة التي وجدت كمعالج للمقصر في عمله من آثار الذكاء الاصطناعي، فهي ستجبر الكثير على الانتظام، ولكن هل كل معترض عليها مهمل ومقصر؟ وهل تطبيقها سيحقق زيادة في الإنتاجية؟ وهل هناك أخطاء في التطبيق؟ وهل حدث نقاش مجتمعي ووظيفي قبل التطبيق؟ وهل أُخذ رأي أهل الميدان للاتفاق على آلية تعالج القصور وتدعم النواحي الإيجابية؟

Ad

من وجهة نظري كان يجب أن يتم عمل استبانة أو اجتماع مع أهل الميدان للخروج بإجابات لكل هذه الأسئلة كي يتم قبول القرار بشكل أفضل مما ظهر للمجتمع والدولة أنه رفض، والحقيقة أنه تنظيم واستثمار بشكل صحيح، ويحقق إنتاجية أفضل وجودة في العمل بدل أن يكون عبئا ومجالا للاختلاف والشكوى.

كل جديد يحتاج إلى شرح وتوضيح وصبر ليتحقق الهدف منه ومخرجات تناسب الأهداف المرجوة من التطبيق، وحسنا فعلت وزارة التربية بتطبيقه في هذا الفصل لتتم دراسة جوانب القصور والاتفاق على طريق محدد ومعالجة الجوانب السلبية كي يرضى أهل الميدان التربوي. لكل معلم ومعلمة ومسؤول نقول: رسالتكم سامية وجهودكم كبيرة، وما جعلت البصمة إلا لإثبات الحقوق، وتحقيق العدالة في العمل والواجبات، ربما يكون الأمر ثقيلا في بدايته لكن المعلم منضبط بحكم وظيفته ورسالته وشخصيته التربوية، فبورك بجهودكم وجعل الله الخير والإصلاح بتوجيهاتكم وعلمكم في توجيه الأجيال وتعليمها.