واشنطن تتوعد الحوثيين بعد أول هجوم دموي على سفينة
«روبيمار» الغارقة قد تكون سبب انقطاع كابلات الإنترنت في البحر الأحمر
توعدت الولايات المتحدة بمحاسبة الحوثيين بعد مقتل 3 من طاقم سفينة استهدفوها في خليج عدن، في أول ضربة للمتمردين اليمنيين تسفر عن سقوط ضحايا منذ بدء هجماتهم البحرية في 19 نوفمبر الماضي على خلفية الحرب في غزة.
وقالت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، في بيان فجر، أمس، إنه «تم إطلاق صاروخ بالستي مضاد للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن والمدعومون من إيران باتجاه سفينة أم/ في ترو كونفيدينس، وهي ناقلة بضائع مملوكة لليبيريا وترفع علم باربادوس، أثناء عبورها لخليج عدن».
وأضافت: «أصاب الصاروخ السفينة، وأبلغ الطاقم المتعدد الجنسيات عن مقتل 3 أشخاص، و4 إصابات على الأقل، 3 منهم في حالة حرجة، كما لحقت أضرار جسيمة بالسفينة».
في مانيلا، أكدت وزارة العمالة المهاجرة أن فلبينيين هما بين القتلى الثلاثة، مشيرة إلى إصابة اثنين آخرين على الأقل بجروح خطيرة.
وأعلنت البحرية الهندية أن سفينة حربية تابعة لها أنقذت أفراد الطاقم المؤلف من 21 فرداً بينهم هندي واحد، وأجلتهم إلى جيبوتي المجاورة، ونشرت مشاهد من عملية الإنقاذ.
وتبنى الحوثيون مسؤوليّتهم عن هجوم الأربعاء، مؤكدين أن السفينة أميركية.
وقال الحوثيون إن العملية جاءت «بعدَ رفضِ طاقمِ السفينةِ الرسائلَ التحذيريةَ من القواتِ البحريةِ اليمنية». وتداولت حسابات معلومات تفيد بأن البحرية الأميركية طلبت من السفينة عدم الانصياع للتحذير الحوثي.
وحمّل المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام الولايات المتحدة مسؤولية «عسكرة البحر الأحمر»، وقال انه كان عليها أن «تعمل على إرغام إسرائيل بوقف عدوانها، لكنها ذهبت لخيار التصعيد وتوسعة الصراع، خلافاً لكل ادعاءاتها بعدم توسيع دائرة المواجهة».
وأكد أن «القوات اليمنية لا تستهدف أي سفينة إلا بعد تحذيرها بعدم العبور، وهناك من ينصاع ويتراجع، وهناك من يرفض فيتم استهدافُه».
ووصف عضو المجلس السياسي للحوثيين محمد الحوثي مقتل المدنيين الثلاثة على متن السفنية بأنه وقع بـ«الخطأ»، مشدداً على أن جماعته «لا تتعمد استهداف المدنيين»، ورأى أنه على واشنطن أن «تقدم التعويض لهؤلاء الضحايا عن فعل متعمد»، مبدياً استعداد الجماعة لتعويض للضحايا عن فعل غير متعمد «يماثل ما سيتم تقديره من تعويض للمدنيين في غزة من قبل أميركا وإسرائيل».
تأتي هذه التطورّات، بعد غرق سفينة «روبيمار» التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية، السبت، وعلى متنها 22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي، ما يهدد بالتسبب في كارثة بيئية في البحر الأحمر واليمن.
وتسربت المياه إلى السفينة على مدى 12 يومًا منذ أن أدى هجوم صاروخي نفذه الحوثيون في 18 فبراير إلى تضرر هيكلها وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي.
وكشف تقرير لوكالة أنباء «بلومبرغ»، أن المرساة «الهلب» الخاصة بـ «روبيمار» قد تكون السبب المرجح لقطع 4 كابلات الاتصالات في البحر الأحمر في فبراير الماضي.
ونقلت «بلومبرغ» عن المدير العام للجنة الدولية لحماية الكابلات البحرية رايان ووبشال، قوله إن «القصف الحوثي تسبب على الأغلب في سقوط مرساة السفينة، مما أسفر عن تلف كابلات قريبة من موقع سقوطها تحت الماء».
وتواجه اللجنة، وهي المجموعة التي تمثل مشغلي الكابلات البحرية، عقبات فيما يخص تأمين عمليات إصلاح تلك الكابلات، في ظل استمرار هجمات الحوثيين. ورغم إعادة توجيه بيانات الاتصالات التي تمر عبر الكابلات المتضررة، فإن الحادث يسلط الضوء على ضعف البنية التحتية الحيوية تحت البحر الأحمر، خصوصاً في المياه الضحلة نسبياً.
وهناك 14 كابلاً قيد الخدمة تمر عبر البحر الأحمر، بالإضافة إلى 6 كابلات أخرى مخطط لها.