ندّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس بسلوك الولايات المتحدة، واصفاً واشنطن بأنها «قوة عظمى مذعورة»، كما انتقد سياسة أوروبا تجاه بكين باعتبارها «مشوشة» بشكل متزايد، وهي تعليقات تكشف مدى عمق انعدام الثقة بين الصين والغرب على الرغم من تصاعد الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في العلاقات.
وعلى هامش أعمال «الدورتين» في بكين، أي الدورة السنوية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين، ودورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية، عقد وانغ يي الدبلوماسي المخضرم البالغ 70 عاماً والذي يعد من الصقور بالنسبة للعلاقات مع الغرب، مؤتمراً صحافياً استمر 90 دقيقة استعرض فيه الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الصينية. وتساءل وانغ في المؤتمر: «أين ثقة القوة العظمى إذا شعرت الولايات المتحدة بالقلق عندما تسمع كلمة الصين؟ إن التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة يكمن في داخلها وليس في الصين. إذا ركزت على قمع الصين، فسوف تؤذي نفسك حتماً».
وانتقد المحاولات الأميركية المتعددة لممارسة «الضغط» على بكين، معتبراً أنّ «الرغبة في تكديس اللوم تحت أي ذريعة وصلت إلى مستوى غير معقول». وأعرب وانغ يي عن أسفه لأن «وسائل الضغط على الصين يتم تجديدها باستمرار، وقائمة العقوبات الأحادية يتم توسيعها باستمرار». وقال «نعارض بحزم كل أعمال الهيمنة والتخويف، وسندعم بقوة السيادة الوطنية والأمن فضلاً عن مصالح التنمية». وفي شأن الاتحاد الأوروبي الذي يُظهر تزايدا في انعدام الثقة بالصين ويصفها بأنها «شريك ومنافس وخصم مؤسسي» في الوقت عينه، اعتبر وانغ يي أن «هذا الوضع ليس واقعياً أو قابلاً للتنفيذ، وقد تسبب في الواقع بتدخلات وعراقيل غير ضرورية أمام تطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي». وقال: «يبدو الأمر كما لو أن سيارة تقف عند تقاطع طرق حيث أضيئت إشارة السير بالأحمر والأصفر والأخضر... في أي اتجاه تقود؟». وشدّد على أنه «لا يوجد تضارب أساسي في المصالح بين الصين وأوروبا»، معتبراً أن «المصالح المشتركة للطرفين تفوق بكثير خلافاتهما».
وغداة تحذير قادة بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) وأستراليا من التحركات «المهددة للسلام» في بحر الصين الجنوبي، بعد حوادث جديدة بين الصين والفلبين في هذه المياه المتنازع عليها، قال وانغ يي: «في ما يتعلق بالنزاعات البحرية، أظهرت الصين على الدوام ضبط نفس كبيرا»، متابعاً «لكن بالتأكيد، لن نسمح لأحد باستغلال نيتنا الطيبة ولن نقبل التشويه أو الانتهاك المتعمد لقوانين البحار». وقال «سندافع عن حقوقنا المشروعة».
وفيما أشاد بعلاقات بلاده الجيدة مع روسيا متعهدا بالمضي في «تعميق التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين»، اشار وانغ يي الى ما اسماه «الطريقة الصينية» في معالجة القضايا الساخنة من «خلال التعلم من الممارسات الدولية واستخلاص الحكمة من الثقافة الصينية». وحدد الخطوط العريضة لهذه الطريقة، قائلا انها تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والالتزام بالتسويات السياسية وعدم صب الزيت على النار أبدا ورفض المعايير المزدوجة والاصرار على معالجة الأعراض والأسباب الجذرية.