بايدن يدافع في «حال الاتحاد» عن «أهليته» وإنجازاته
ترامب يدعو منافسه إلى مناظرة «في أي وقت ومكان»
مع سعيه لإقناع الناخبين المترددين بقدرته على هزيمة سلفه الجمهوري دونالد ترامب للمرة الثانية في المواجهة المرجحة بينهما في الانتخابات الرئاسية خلال نوفمبر، تحوّل خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن السنوي عن «حال الاتحاد» إلى فرصة له لعرض إنجازاته ورسم سياساته العامة ونظرته للحكم لـ 4 سنوات أخرى، وسعى من خلاله للرد على الشكوك بقدرته على الاستمرار لولاية ثانية، نظرا لتقدّمه في السنّ، وأداء الاقتصاد الأميركي، وموقف إدارته حيال الأزمات الداخلية المتعددة والحرب في غزة وأوكرانيا.
وغالبا ما يكون خطاب حال الاتحاد أمام أعضاء الكونغرس (النواب والشيوخ)، محطة رمزية الى حد كبير.
لكن في العام الحالي كان بايدن أمام تحديات ترفد جميعها مسار انتخابات نوفمبر ومدى قدرته على هزيمة ترامب مجدداً.
ومن المتوقع أن يتابع ملايين الأميركيين الخطاب ليس فقط لسماع ما أدلى به بايدن، بل مراقبة الطريقة التي سيقول بها كلماته، وما إذا كان سيكرّر الهفوات التي تخللتها تصريحاته في الآونة الأخيرة، وتشكّل مادة دسمة لترامب (77 عاماً) للسخرية منه وقدراته الذهنية ولغة جسده.
وفي الخطاب، الذي أمضى 3 أيام في نهاية الأسبوع الماضي مع مساعديه في منتجع كامب ديفيد للعمل على صياغته، ركّز بايدن على إنجازات حققها في مجال البنى التحتية بالولايات المتحدة، وأسعار الأدوية وديون الطلاب.
وهو شدّد أمس على أنه قام «خلال 3 أعوام، بأكثر مما قام به غالبية الرؤساء خلال 8».
وكتب بايدن على منصة إكس «اخترتموني لأؤدي المهمة، أبني اقتصاداً يعمل لمصلحة العاملين، وأجعل الحياة أفضل للعائلات»، مضيفاً: «سأطلعكم على التقدم المحقق وأرسم المسار إلى الأمام».
وأوضح بايدن أن العناوين الأساسية في خطابه تشمل أيضاً الحقوق المرتبطة بالإنجاب، والتي يعتبرها الديموقراطيون مفتاحاً أساسياً لحصد الأصوات على حساب الجمهوريين.
وعلى الصعيد الدولي، تركزت الأنظار على موقفه من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة التي ستتمّ شهرها الخامس، والحرب بين روسيا وأوكرانيا التي دخلت عامها الثالث.
وحض الرئيس الديموقراطي الجمهوريين في «الكونغرس» على كسر الجمود الذي يعيق إقرار مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا.
مواجهة ثانية
وتتحضر الولايات المتحدة لمواجهة انتخابية محمومة في نوفمبر، بعد 4 أعوام من فوز الرئيس الديموقراطي على منافسه الجمهوري وإخراجه من البيت الأبيض في 2020.
وحقق كل منهما فوزا كبيرا هذا الأسبوع في «الثلاثاء الكبير»، الذي شهد انتخابات تمهيدية لحزبيهما في 15 ولاية.
وركز بايدن على الانتخابات بوصفها مواجهة وجودية، وحذّر من الخطر الذي تمثّله عودة ترامب الى البيت الأبيض، على الديموقراطية في الولايات المتحدة وموقعها على الساحة الدولية.
وبعد 4 أعوام من حرمانه الفوز بولاية ثانية، عاد ترامب بقوة الى السياسة، وتضعه استطلاعات رأي في موقع أفضلية على بايدن، رغم مواجهته سلسلة من الاتهامات والمحاكمات، إحداها لمحاولته قلب نتيجة انتخابات 2020.
وفي حين يعوّل الثري الجمهوري على قاعدة صلبة من المؤيدين، خصوصا في أوساط الطبقات العاملة والناخبين البيض، عوّل بايدن على خطاب حال الاتحاد لتذكير الأميركيين بالأسباب التي دفعتهم لانتخابه في 2020 وإقناعهم بمنحه ولاية ثانية من 4 أعوام.
وبعد أن خرج الخصمان من الانتخابات التمهيدية كمرشحين شبه مؤكدين عن الحزبين الجمهوري والديموقراطي، تحدّى ترامب بإجراء مناظرة مع بايدن بأي وقت، كما تعهّد بـ «رد سريع وعلى الهواء مباشرة» على خطابه عن حال الاتحاد.
وعقب نجاحاته في انتخابات الثلاثاء الكبير التمهيدية وانسحاب منافسته الوحيدة نيكي هيلي من سباق الترشيح الجمهوري للانتخابات، كتب ترامب، على منصته (تروث سوشيال)، «من المهم لمصلحة بلادنا، أن نتناظر أنا وجو بايدن بشأن قضايا شديدة الأهمية بالنسبة لأميركا ولشعبها. وبالتالي أدعو إلى مناظرات في أي وقت وفي أي مكان».
ولم يعلّق مدير المعلومات في حملة بايدن الانتخابية، مايكل تيلر، على ما إذا كان بايدن سوف يشارك في المناظرة، وفقا للتقارير الأميركية. وألمح إلى أن هذه يمكن أن تكون محل مناقشة في وقت لاحق.
وتعرّض ترامب لانتقادات لرفض المشاركة في مناظرات تلفزيونية مع خصومه الجمهوريين من أجل ترشيحات الحزب للبيت الأبيض.
وقال مرارا وتكرارا إن بايدن طاعن في السن وينسى كثيرا، مما يجعل من الصعب الدخول في مناقشة معه.
بطاقة الترشيح
وحجز ترامب بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة خلال انتخابات الثلاثاء الكبير، الذي شهد فوزه في 14 ولاية من أصل 15، حيث انتزعت منه منافسته هيلي ولاية فيرمونت، قبل أن تعلن انسحابها لاحقا من السباق. وفاز بايدن (81 عاما) أيضا في كل الولايات، باستثناء خسارته في منطقة ساموا الأميركية الصغيرة بالمحيط الهادئ.
ومن المؤكد تقريبا أن ترامب سيكون خصمه في انتخابات نوفمبر.
وكان ترامب قد رفض دعوات متكررة من قبل هيلي ومنافسيه الأساسيين الآخرين في الحزب الجمهوري للمشاركة في مناظرات خلال الانتخابات التمهيدية، لاعتقاده بأنه لن يكسب شيئا من منافسين يسبقهم بأشواط في الاستطلاعات.
لكن الوضع اختلف الآن، إذ أن الفارق بينه وبين بايدن في الاستطلاعات يقع في خانة هامش الخطأ، لذا فقد بدّل موقفه وأبدى استعداده للمشاركة في مناظرات حتى لو استضافها الحزب الديموقراطي.
ولم يكشف بايدن الذي يواجه مع ترامب تشكيكا بقدراتهما العقلية بسبب تقدمهما في السن ما إذا كان منفتحا على مناظرة ترامب.
وتواجه الثنائي في مناظرتين عام 2020، الأولى شابتها الفوضى، حيث أمضى ترامب معظم الوقت يصرخ بوجه بايدن، وتم إلغاء مناظرة ثالثة بسبب «كوفيد».
كما تعهّد ترامب بـ «ردّ سريع» على خطاب بايدن عن حال الاتحاد، قائلا إنه «من المهم بالنسبة للبلاد أن تحصل على الحقيقة».