أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية بالوكالة، الشيخ فهد اليوسف، زيارة مفاجئة لمسرح متحف الكويت الوطني، أثناء تدريبات حفل «بنات القدس»، ليعبر عن سعادته وترحيبه بالفنانات والفنانين الفلسطينيين الذين قدموا إلى الكويت، حاملين معهم رسالة أطفال غزة.

وأكد اليوسف أثناء زيارته على موقف الكويت الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، كما أشاد بجهود مؤسسة لوياك التنموية والإنسانية.

Ad

وعبرت رئيسة مجلس إدارة «لوياك» العضوة المنتدبة لأكاديمية لابا فارعة السقاف عن عمق تقديرها وسعادتها بزيارة اليوسف، وقالت: «لولا اهتمام الوزير اليوسف بصفة شخصية لما استطعنا إقامة هذا الحدث المهم (مهرجان العودة) بنسخته الثالثة».

وأكدت السقاف أن «الشيخ اليوسف اهتم بشكل خاص عندما علم بأن ريع بيع التذاكر سيعود لدعم أطفال غزة»، مضيفة: «كانت فرقة بنات القدس إضافة كبيرة للمهرجان هذا العام».

الجدير بالذكر أن مهرجان العودة هو مهرجان سنوي تقيمه أكاديمية لوياك للفنون - (لابا)، في محاولة للمساهمة في أداء واجبها الإنساني تجاه القضية الفلسطينية، لاسيما في ظل القصف المدمر والعدوان الوحشي على غزة.

فرقة بنات القدس خلال المهرجان

ويعود ريع مهرجان العودة سنويا لدعم المقاومة الثقافية في الداخل الفلسطيني، ودعم جهود فرق الإغاثة والإنقاذ في قطاع غزة، وذلك تحت رعاية بنك فلسطين، الراعي الرئيسي للمهرجان، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الشريك الاستراتيجي، لإتاحتهم مسرح متحف الكويت الوطني لفرقة بنات القدس، وجريدة الجريدة، ومؤسسة التعاون الفلسطينية، وشركة إمكو للهندسة والإنشاءات، والشركة الدولية للإلكترونيات.

عرضان مسرحيان لرائدة طه

وأقيم المهرجان بنسخته الثالثة على مدى 4 أيام، وتضمن أمسيات وفعاليات موسيقية وعروضا مسرحية مميزة، تعبّر عن معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي، وتخللته أمسيتان للفنانة والمناضلة الفلسطينية رائدة طه، التي وقفت للسنة الثالثة على مسرح «لابا»، من خلال عرض مسرحي مونودراما بعنوان «غزال عكا»، يروي فصولاً من حياة غسان كنفاني ولجوئه واغتياله.

وفي السياق، قالت طه: «أنتظر سنويا زيارة الكويت للمشاركة في مهرجان العودة، لتميزه وفرادته وأهميته، كما أوجه التحية للشعب الكويتي على مواقفه الداعمة والثابتة للقضية الفلسطينية».

وكانت هناك أمسيتان لفرقة بنات القدس، التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، لأول مرة في الكويت، حيث قدمت على مسرح المتحف 15 أغنية من أشهر أغاني الفرقة من التراث الفلسطيني، بدءاً من أغنية «وتبقى شيرين» تكريما للإعلامية الشهيدة شيرين أبوعاقلة، وصولاً إلى أغنية «سلام لغزة».

من أجواء الحكاية الفلسطينية

وشاركت فرقة كورال «لابا» من الأطفال في الأمسية الثانية لفرقة «بنات القدس»، من خلال أغنية «سلام لغزة»، كما قدمت فرقة «لابا» عرضا راقصا تحت شعار «الحكاية الفلسطينية»، استعرضت فيه أحقية القضية وتجذر الشعب الفلسطيني وعمق الهوية والانتماء بطريقة أدائية إبداعية.

مناشدة إنسانية

وأطلقت السقاف مناشدة إنسانية عربية، وقالت: «منذ محاولات الإبادة والتطهير العرقي الأولى في عام 1948، وحتى اليوم، لم يتوقف الكيان الصهيوني عن جرائمه وعدوانه على الشعب الفلسطيني. فتوالت المذابح ولم تتوقف وما بينها سلسلة من الممارسات التعسفية القمعية المستفزة كالمحاصرة والتجويع وهدم البيوت وسلب الأراضي واستمرار الاستيطان غير الشرعي وتسليح المستوطنين وكل أشكال الفصل العنصري. وما طوفان الأقصى إلا رد طبيعي على المشروع الصهيوني الذي تمادى فتجاوز كل حدود الإجرام والشر».

وأضافت: «إنها إبادة علنية، لكننا نشهد صبر أهلنا في غزة وصمودهم الذي يستحق منا كل التقدير والاحترام والدعم والمساندة. اليوم أكثر من أي يوم مضى نحتاج إلى توحيد الجهود ودعم الفلسطينيين في الحفاظ على أرضهم، وإلا فإن النتائج وخيمة على كل المنطقة العربية».

وكان المهرجان استهل بترحيب من مقدم الحفل في «لابا» زياد الشامي، قال فيه: «كانت فلسطين ولاتزال قضيتنا الأولى، وهدفنا الأسمى الذي سنحققه، وإن طال الزمان. ستعود فلسطين كما كانت حرة أبية، وسيعود الأقصى لأهله».

وفي مقابلة تلفزيونية، أعرب المدير العام للمعهد الوطني للموسيقى سهيل خوري، القادم من القدس، عن عميق امتنانه «لدولة الكويت الجميلة التي يزورها للمرة الأولى»، وقال: «أهل الكويت طيبون والكويت تمثل لفلسطين شأنا خاصا. الشعب الفلسطيني لديه معزة تجاه الكويت التي يرى فيها البداية للعديد من أبناء شعبنا».

وأضاف خوري: «مصممون على عدم الانكسار، وقد وجهت فرقة بنات القدس تحية للشهيدة شيرين أبوعاقلة، من خلال أغنية وتبقى شيرين التي قمت بتلحينها، في رسالة بأن شيرين لن تموت، وفكرتها لن تموت. ونحن بدورنا مستمرون لن نموت».

مجموعة من صور المناضلات الفلسطينيات

تكريم مناضلات فلسطينيات في اليوم العالمي للمرأة

اختتم مهرجان العودة بندوة تكريمية احتفت بنضال نساء فلسطينيات، وسلّطت الضوء على سيرتهن وتاريخهن المشرف، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وقد أدارت الندوة الفنانة والكاتبة رائدة طه، حيث تم تكريم مناضلات فلسطينيات، هنّ: عبلة طه، يسرى البربري، ليلى خالد، سوزان أبوالهوى، منى الكرد، إسراء جعابيص، عهد التميمي، شيرين أبوعاقلة، والدة الطفلة هند، ووالدة الشهيد إبراهيم النابلسي هدى جرار.

وتحدثت ضيفة الندوة، عبر برنامج زوم المناضلة، منى الكرد، عن واقع الشعب الفلسطيني وحياته، وبالأخص في قطاع غزة وحي الشيخ جراح، وعمليات التهجير القسرية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. واختتمت الندوة بعبارات عن الأمل والتفاؤل بتحرير فلسطين قريبا، نتيجة الحراك العالمي الذي تتبناه شعوب العالم ضد ما يفعله جيش الاحتلال من جرائم قتل وإبادة جماعية وتهجير لسكان فلسطين الأصليين. وأقيم على هامش الندوة معرض صور ولوحات للمناضلات الفلسطينيات المكرمات.

مجموعة من صور المناضلات الفلسطينيات

كما نظمت «لابا» معرض صور للفنان والمصور الفلسطيني بلال خالد، وهو عبارة عن مجموعة صور توضح الفرق الشاسع بين حياة الناس في كأس العالم ولحظات السعادة والأمان والتشجيع من جهة، وحياة الناس في غزة الذين يتعرضون للإبادة والدمار والقتل، ويشعرون بالبؤس والرعب ويلاحقهم شبح الموت.