كثّف الرئيس الأميركي جو بايدن هجماته على سلفه ومنافسه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، دونالد ترامب مع نقله رسالته الانتخابية إلى ولايات بالغة الأهمية في المعركة الرئاسية، على وقع خطاب حال الاتحاد الذي لقي استحساناً.
وفي كلمة أمام أنصاره بولاية بنسلفانيا المتأرجحة، انتقد بايدن (81 عاماً)، أمس الأول، ترامب لدعمه حظر الإجهاض ودعوته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو أراضي الدول الأعضاء في حلف ناتو التي لا تفي بالتزاماتها المالية، واجتماعه مع رئيس الوزراء المجري اليميني الشعبوي فيكتور أوربان، قائلا إن الأخير «يبحث عن الدكتاتورية».
وجدد أوربان إعجابه بترامب ووصفه بأنه «رئيس للسلام»، وأضاف: «خلال فترة حكم ترامب كان هناك سلام في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وما كان لهذه الحروب أن تحدث اليوم، لو كان ترامب في مقعد السلطة».
من ناحيتها، ألقت جيل بايدن (زوجة الرئيس)، كلمة حماسية في مدينة فيلادلفيا، مشيرة الى أن «دونالد ترامب يمثّل خطرا على النساء والعائلات وعلى بلدنا، ولا يمكننا أن نسمح له بالفوز» في الانتخابات الرئاسية.
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير أمس، الى أن ترامب يتقدم في استطلاعات الرأي على منافسه بايدن، لكنه يعاني على أرض الواقع ويحاول اللحاق برَكْب جمع التبرعات لحملته، وهو مضمار يتقدم فيه الديموقراطيون على الجمهوريين بأشواط.
وأطلقت حملة بايدن حملة إعلانية بقيمة 30 مليون دولار تستمر 6 أسابيع وتشمل تعيين 350 موظفًا جديدًا وافتتاح 100 مكتب خلال مارس بالولايات التي تشهد منافسة، مشيرة الى أن الديموقراطيين ضخّوا حتى الآن ملايين الدولارات في الولايات الرئيسية أكثر مما ضخه الجمهوريون.
وأكد مساعدو بايدن أن أداءه خلال «خطاب الاتحاد» هدأ بعض المخاوف بشأن قدراته. وقال كريستوبال أليكس، وهو مساعد سابق في البيت الأبيض وكبير مستشاري حملة بايدن لعام 2020 «لقد تم تجديد حماس الديموقراطيين.. هاتفي لم يهدأ منذ الليلة الماضية».
وقالت مديرة حملة بايدن لعام 2020، جينيفر ديلون «وصلنا الى المنعطف الرئيسي في الانتخابات العامة، حيث يوجد خيار واضح للشعب الأميركي»، مؤكدة أن بايدن «يعزز بشكل كبير قاعدته» من المؤيدين بسبب نتائجه الأولية ومقاييسه، مثل جمع التبرعات على مستوى القاعدة الشعبية والمتطوعين الجدد.
وأكدت حملة بايدن أنها شهدت طفرة في الآونة الأخيرة بجمع التبرعات على مستوى القاعدة الشعبية، مشيرة إلى أن خطاب حالة الاتحاد أنتج ردا شعبيا تاريخيا، حيث تعد الساعات الثلاث للخطاب أفضل ساعات جمع تبرعات فردية في حملة بايدن.
في المقابل، لم تكشف حملة ترامب عن تفاصيل حول عمليات جمع التبرعات، لكنها قالت إنها واثقة بأن الموارد ستكون متاحة. وبدأت الحملة الأسبوع الماضي عملية شاملة داخل الحزب الجمهوري لتطوير جمع التبرعات وزيادة الاستثمارات في ساحات القتال. ويجري الآن إنشاء لجنة مشتركة بين الحملة والحزب الجمهوري بهدف جمع تبرعات أكبر.
ويعاني ترامب في جمع التمويلات، وانتهت حملته في يناير الماضي بتوفير 30.5 مليون دولار، مقابل 56 مليونا لبايدن. وأنفق ترامب وحده نحو 50 مليون دولار على الرسوم القانونية المتعلقة بمختلف القضايا الجنائية والمدنية التي يواجهها، بما في ذلك محاولة إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة.
الى ذلك، سلّط مراقبون أميركيون الضوء على تعيين 3 مقربين لترامب بينهم لارا ترامب (زوجة ابنه إيريك) في مناصب قيادية بالحزب، وذلك خلال اجتماع لهيئاته في هيوستن.
إلى ذلك، أعلنت مجموعة «نو ليبلز» الوسطية أمس الأول عن خطط لتقديم مرشح ثالث للانتخابات الرئاسية، وهو ما يخشى الديموقراطيون من أن يؤدي إلى تقسيم قاعدتهم الانتخابية.
وقالت «نو ليبلز»، التي تصف نفسها بأنها «حركة وطنية للأميركيين ذوي المنطق السليم»، إنها ستبدأ عملية اختيار مرشحها الأسبوع المقبل.
ولم تذكر المنظمة أسماء أي مرشحين محتملين، وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن العديد من السياسيين المرتبطين بها استبعدوا الترشح، مما يلقي بظلال الشك على التحدي الذي قد تمثله.
مع ذلك عبّر الديموقراطيون، وإن بشكل غير علني، عن مخاوف من احتمال أن تتمكن «نو ليبلز» من جذب ناخبين مترددين وإبعادهم عن بايدن.
وقال رئيس المجموعة مايك رولينغز، عقب اجتماع عبر الإنترنت مع الأعضاء الجمعة، إن 800 مندوب صوتوا «بالإجماع تقريباً» تأييداً لتقديم مرشح رئاسي، مضيفاً «كان من الواضح أن هؤلاء المواطنين يعتقدون أن هذه قضية عادلة، وأن نو ليبلز يجب أن توفر للأميركيين خياراً إضافياً يريدونه».