لا هدنة بغزة قبل منتصف رمضان... وتحذير من انفجار الضفة

رسائل متضاربة من بايدن بشأن رسم خط أحمر لنتنياهو... وإسرائيل تدرس شراء ميناء في قبرص

نشر في 11-03-2024
آخر تحديث 10-03-2024 | 20:24
فلسطينيون يتسوقون بأحد شوارع رفح أمس (أ ف ب)
فلسطينيون يتسوقون بأحد شوارع رفح أمس (أ ف ب)
في ظل الحديث عن إيجاد هدنة لوقف آلة الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان، فإن الجهود والمساعي فشلت في تحقيقها، وباتت الآمال معقودة على توصل إلى هدنة منتصف الشهر المبارك.

فشلت محاولات التوصل إلى هدنة في قطاع غزة الفلسطيني الذي يتعرّض لعدوان إسرائيلي منذ أكتوبر الماضي، أسفر عن مقتل أكثر من 31 ألف شخص، وهو ما يضاعف المخاوف من اشتعال العنف في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مع إصرار أطراف في حكومة بنيامين نتنياهو على تقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال الشهر المبارك.

وفشلت محاولة أميركية أخيرة للتوصل الى اتفاق مع انتهاء الجولة المكوكية التي أجراها مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، في الشرق الأوسط على مدى الأيام القليلة الماضية، وشملت مصر وقطر والأردن، حيث التقى رئيس «الموساد» ديفيد برنياع.

وعاد بيرنز الى واشنطن في وقت قالت حركة حماس إنه لا قرار بعد لعودة وفدها الى القاهرة لمتابعة المفاوضات، بعد أن حمّلها الأميركيون والإسرائيليون مسؤولية عدم قبول هدنة لمدة 45 يوماً وإدخال مساعدات للقطاع، مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين من النساء والأطفال والمسنّين المحتجزين في غزة.

وقال الأميركيون إن إسرائيل وافقت على المقترح الأميركي، وهو عبارة عن مرحلة أولى في صفقة من 3 مراحل، لكنّ الخلاف الأساسي يتمثل في إصرار الحركة على وقف دائم لإطلاق النار، في حين أن إسرائيل تهدد باستمرار القتال بعد انتهاء الأسابيع الستة، متعهدةً بالقضاء على «حماس».

«فتح» ترحب بالممر المائي للمساعدات شرط عدم تحوله لباب تهجير للفلسطينيين ولا يمكن أن يكون بديلاً لفتح المعابر

واتهمت إسرائيل «حماس» بأنها غير مهتمة حاليا بالتهدئة، ولفتت صحيفة وول ستريت جورنال الى أن الحركة تراهن على أن «رمضان» قد يقلب كفّة الميزان لمصلحتها في حال اندلاع العنف بالضفة الغربية والقدس، وربما في جبهات أخرى، مع تصاعد التوتر على الحدود مع لبنان.

في المقابل حمّل مسؤول في «حماس» رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو مسؤولية فشل المفاوضات، عبر رفض كل الشروط «العادلة» التي طالبت بها الحركة.

ورغم ذلك، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرّب من المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة، «كان من الأفضل لو تمّ التوصل الى اتفاق» قبل بدء رمضان، لكن «سيتمّ تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة»، بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان المتوقع حلوله غدا أو بعد غد.

وبعد تصريحات متناقضة للرئيس الأميركي جو بايدن، لشبكة إم إس إن بي، حول اعتبار اجتياح رفح، التي يحتمي بها أكثر من نصف سكان غزة (نحو 2.3 مليون نسمة) «خطا أحمر»، رُسم لنتنياهو، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس إن بايدن لا يعارض اجتياح رفح، لكنّه يرغب في إجلاء السكان، مجددا التعهد بالقيام بذلك.

وكان بايدن قال أمس الأول إن نتنياهو «يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها، ويجب أن يولي المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التي تُزهق نتيجة الإجراءات المُتخذة».

ومع تزايد التحذيرات والمؤشرات على وقوع مجاعة في شمال قطاع غزة، حيث يتعذّر إيصال المساعدات، ستكون الأعين متجهة الى ملايين النازحين الفلسطينيين في رفح وغيرها من مناطق القطاع الذين يسكنون في الخيام، مع استمرار إسرائيل في القصف.

وحذّر مسؤولون أميركيون وعرب من أن اشتعال العنف في الضفة الغربية والقدس الشرقية، خصوصا في المسجد الاقصى، سيزيد من التوتر في أرجاء المنطقة كافة، ويشرع الأبواب على احتمالات توسّع الحرب الى جبهات أخرى.

ويضغط مسؤولون في حكومة نتنياهو لتقييد وصول المصلين الى المسجد الأقصى، وفرض تدابير مشددة في القدس والضفة.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قد دعا الفلسطينيين إلى تنظيم مسيرة في اليوم الأول من الصيام، كذلك دعا المتحدث باسم كتائب القسام، أبوعبيدة، الى التحرك، مذكّرا بهجوم «طوفان الأقصى»، الذي شنّته الحركة في 7 أكتوبر الماضي على جنوب إسرائيل.

وفي القدس، زادت السلطات الإسرائيلية وجودها في أكثر من موقع، ونشرت فرقاً شرطية في محيط المسجد الأقصى، وبعثت رسائل نصية إلى هواتف الفلسطينيين تحذّرهم من الانخراط في أي أعمال عنف خلال الشهر، ووزعت ملصقات في عدد من الأحياء تحمل ذات المغزى والتحذير.

ميناء أميركي وممر قبرصي

وبعد أقل من 36 ساعة على إعلان بايدن عن العمل على إيصال المساعدات إلى غزة بحراً، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، أمس، مغادرة سفينة الإمداد اللوجستي «الجنرال فرانك بيسون» من فرجينيا الى شرق «المتوسط»، حاملة أولى المعدات لإنشاء ميناء مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية الحيوية إلى القطاع.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، باتريك رايدر، فإن تشييد الميناء العائم قد يستغرق شهراً أو اثنين حتى يدخل حيّز التشغيل الكامل، مبيناً أن دولاً عدة سوف تستخدمه.

ورغم ترحيبها بفتح الممر المائي لإيصال المساعدات إلى القطاع، حذّرت حركة فتح، بقيادة الرئيس محمود عباس، من فكرة تحويل الميناء إلى باب يمكن من خلاله تهجير الفلسطينيين، مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون بديلًا لفتح المعابر.

يأتي ذلك مع الاستعداد لانطلاق أول سفينة مساعدات عبر الممر البحري القبرصي الذي تشارك فيه الإمارات بقوة، ويوفّر حلا سريعا لتوصيل المساعدات، حيث تخضع الشحنات لتفتيش أمني في قبرص من قبل فريق يضم إسرائيل، مما يلغي الحاجة إلى الفحص في نقطة التفريغ النهائية لإزالة العوائق المحتملة في تسليم المساعدات.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة المواصلات الإسرائيلية، بتعليمات من وزيرة المواصلات ميري ريغف، أن وفدا إسرائيليا برئاسة رئيس شركة الموانئ الإسرائيلية عوزي يتسحاكي ومسؤولين آخرين، ستنطلق الى قبرص اليوم بهدف دراسة شراء أحد الموانئ في الجزيرة، حيث تحاول إسرائيل إيجاد حلول بحرية لتزويد البضائع في حال وقوع سيناريوهات أمنية وتهديدات، وبهدف دراسة تقديم استجابة للتحديات المرتبطة بقضية النقل البحري.

حكومة جديدة

فلسطينياً، طالب محمود الهباش (مستشار الرئيس محمود عباس)، أمس، «حماس» بتسليم مقاليد الأمور في قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، مؤكداً أن حكومة فلسطينية جديدة ستبصر النور خلال أيام، وستضم مستقلين وخبراء مرجعيتهم منظمة التحرير. وهناك أنباء متضارية عن نية عباس تكليف الاقتصادي والسياسي البارز، محمد مصطفى، بتشكيل الحكومة الجديدة.

ونقل موقع «إرم نيوز» عن عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصرالله، نفيه صحة الحديث عن قرب تكليف مصطفى، مضيفا أن الحكومة المقبلة تحتاج إلى توافق وطني.

back to top