وسط حراك لافت لـ «العائلات المؤسسة» لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران على خط الاحتجاجات مثل عائلة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، وعائلة مؤسس الجمهورية روح الله الخميني، سمع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني كلاماً مقلقاً من الإصلاحيين خلال اجتماع عقده أخيراً مع أبرز قادتهم الذين حذروه من أن فرص نجاة النظام باتت ضيقة جداً.

وكشف مصدر، لـ «الجريدة»، أن شمخاني ومحسني أجآي رئيس السلطة القضائية، التقيا لجنة من كبار قادة الإصلاحيين لبحث الأوضاع التي تعيشها البلاد، موضحاً أن الإصلاحيين قالوا إن السبيل الوحيد للخروج من المشهد الحالي، هو استقالات واعتذارات بالجملة لمسؤولين حكوميين وفي أجهزة الأمن، فضلاً عن تنظيم استفتاء عام على دستور جديد للبلاد، وفتح المجال أمام جميع الأطراف للمشاركة في الحياة السياسية، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وضرورة فصل العسكر عن الحكومة تماماً.

إلى ذلك، أكد محمود مرادخاني، ابن اخت المرشد الإيراني علي خامنئي، في تغريدة على «تويتر»، أن أجهزة تابعة لوزارة الأمن الإيرانية اعتقلت أمس الأول أخته فريدة، بتهمة دعم الاحتجاجات.
Ad


وكانت فريدة، التي كشف مصدر في سجن إيفين بطهران لـ «الجريدة» أنها نقلت إلى سجن انفرادي، زارت أخيراً عدداً من المدن الكردية، حيث أعلنت تضامنها مع أهاليها، وقامت بتجميع بيانات عن أعداد القتلى والجرحى والمعتقلين الأكراد، وسلمتها إلى وسائل إعلام معارضة لنشرها.

وقبل بضعة أشهر، قامت بتنظيم حملة لحماية المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، وقد زادت فعاليات هذه الحملة بعد اندلاع الاحتجاجات.

وفريدة مرادخاني ابنة علي مرادخاني المعروف بالشيخ علي طهراني الذي كان يعد من كبار المعارضين لنظام الشاه، إلا أنه تحول بعد الثورة إلى أحد منتقدي النظام بسبب معارضته لفكرة ولاية الفقيه المطلقة والحكومة الإسلامية التي نظّر لها الخميني.

وفرّ مرادخاني من إقامته الجبرية عام 1983 إلى العراق حيث عمل ضد النظام، لكنه عاد إلى طهران عام 1995 وحكم عليه بالسجن 20 عاماً وخرج بعفو من جانب خامنئي بعدها بـ 10 أعوام.

وجاء اعتقال فريدة، وسط تحركات بين «العائلات المؤسسة» للجمهورية الإسلامية، فقد التقت فاطمة، ابنة الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، قبل أيام، مجتبى نجل خامنئي لبحث الاحتجاجات، فيما نقلت وول ستريت جورنال أن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني أجرى لقاءات مع عائلتَي رفسنجاني والخميني ودعاهما إلى تهدئة المحتجين.

وقال المصدر إن فاطمة رفسنجاني طلبت من مجتبى خامنئي التوسط لإطلاق سراح أختها فائزة المعتقلة منذ بداية الأحداث بتهمة الدعاية ضد النظام.

إلى ذلك، وفي تطور جديد، أمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإجراء تحقيق بشأن القمع في إيران، بعد أن نال مشروع القرار الذي تقدمت به ألمانيا الأغلبية المطلوبة.