أقامت منصة الفن المعاصر (كاب) عرضاً لفيلم «سامي محمد... فرشاة وإزميل» إنتاج الكاتبة فتحية الحداد. وأيضاً تضمنت الفعالية ورقة قدَّمتها د. زهرة حسين حول تناول السدو في أعمال الفنان سامي محمد بعنوان «سامي محمد: السدو كرافد للإبداع الفني المتجدد». وبعد عرض الفيلم كان هناك نقاش واستعراض للورقة، وحضر الفعالية عدد من المهتمين.

وقالت د. حسين في ورقتها: «يسعدني أن أشارككم في هذا المساء مقتطفات من قراءتي السيميائية التي نشرتها في كتاب بعنوان (سامي محمد وسيمياء التجريد)»، ثم قامت باستعراض دراستها للحضور عن طريق العرض المرئي. وفي تقديمها، ذكرت: «منذ مطلع عام 1980 والفن البدوي في نسج الصوف، ما يُطلق عليه في الكويت اسم السدو، يلهم الفنان العالمي سامي محمد بخطاب مَدِيني (من كلمة مَدِينة) يوتوبي. ومن يدرس فن سامي محمد على (نحو شمولي) يدرك أن للفنان محاولات دؤوبة في زَرْع التيار التجريدي بالفن التشكيلي الكويتي المعاصر في تربة تنبع من الموروث المحلي. لقد دفعت جهود سامي محمد في ترسيخ التيار التجريدي إلى ابتداع قراءات جديدة ومتجددة لفن شعبي مرتبط بما هو أنثوي. من هنا أصبح السدو النافذة التي يُظهر سامي محمد من خلالها افتتانه بالحركة الحرة، والحراك، والفضاء المفتوح، والانطلاق الذي لا يعرف الكبح أو الإحجام».

Ad

واستعرضت د. حسين نماذج لجماليات السدوية لدى سامي محمد، ومن ثم أعطت ملاحظة أخيرة حول ريادته في مشروع السدو، لتقول: «من خلال السدو، استكشف سامي محمد آفاق تجريب جديد مع الخط والمساحة اللونية. كما أنه من خلال الأشكال والموتيفات السدوية يستجوب الأنماط السوسيوثقافية التي تتحكم في إيقاع حياتنا. تعكس لوحات السدو غنائية ومعبراً فسيحاً لرؤية يوتوبية تؤكد الحركة الحُرة التي يحلم بها الإنسان جيلاً بعد جيل. إن حوار سامي محمد مع السدو ينبع من اقتناع راسخ لديه بأن الفن الشعبي للمرأة البدوية يثقف ويعمق وعينا، كما أنه رافد لرؤية يوتوبية قوية الحجة. إن احتفاءه بفن السدو كموروث شعبي يمثل ظاهرة مشرقة في تاريخ الفن التشكيلي الكويتي».

وعلى هامش الفعالية، أشاد الفنان سامي محمد بالفيلم الوثائقي القصير، والجهود الكبيرة التي بذلتها الحداد، مثمناً الورقة النقدية التي قدَّمتها د. زهرة حسين، وعلَّق: «قدَّمت كلاماً رائعاً كنقد، ونحن في الكويت ينقصنا الناقد الفني». وشكر سامي محمد «كاب» على إتاحتها الفرصة للجمهور لمشاهدة الفيلم الوثائقي.

من جهتها، قالت الكاتبة فتحية الحداد: «حين عرض فيلم (سامي محمد... فرشاة وإزميل) في منصة الفن المعاصر، أسعدني التنوع في الحضور، فهناك الروائي، والمسرحي، والرسام، والكاتب، والصحافي، والناقد، وإلى جانبهم المهتم بمتابعة النشاطات الثقافية في الكويت بشكل عام. هذا التنوع يدل على أن هناك ذائقة مشتركة معنية بالفنان وشأن الفنون. أما وجود الفنان سامي محمد بيننا، فقد ترك أكبر الأثر من خلال فرصة لقاء الجمهور به، والتحدث إليه، بعد مشاهدة فيلم تتبع جانباً من تجربته في الرسم والنحت والتوثيق لأعماله، بإصداره عدة مؤلفات أخذت مكانها في رفوف لمكتبات عالمية».

وتابعت الحداد: «كل الشكر للروائي إبراهيم فرغلي، الذي استقبل الفيلم في منصة الفن المعاصر، وهيأ لعرضه، ما أثبت أهمية وجود معارض ودور عرض ومنصات تسهم بتعريف الجمهور بالثقافة المكتوبة والبصرية: أدب ورسم وسينما، وهو ما حفزني لدعوة د. زهرة حسين لتلقي الضوء على موضوع (سامي محمد: السدو كرافد للإبداع الفني المتجدد)، فاحتفى الجمهور برؤية جمالية أثرت المشاهدة، وعززت سيناريو الفيلم».