واصلت أسعار النفط صباح اليوم الخسائر التي تعرضت لها الأسبوع الماضي بفعل المخاوف بشأن تباطؤ الطلب في الصين، لكن استمرار المخاطر الجيوسياسية المحيطة بالشرق الأوسط وروسيا حد من التراجع.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 48 سنتا أو 0.6 في المئة إلى 81.60 دولارا للبرميل، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 50 سنتا أو 0.6 في المئة إلى 77.51 دولارا.
وانخفض كلا الخامين الأسبوع الماضي، مع تراجع برنت 1.8 في المئة، وخام غرب تكساس الوسيط 2.5 في المئة.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس (إن.إس تريدنغ)، وهي وحدة تابعة لشركة نيسان للأوراق المالية «طغت المخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين على تمديد مجموعة أوبك+ لتخفيضات الإنتاج»، مضيفا أن الإشارات المتباينة من بيانات التوظيف الأميركية دفعت بعض المتداولين إلى تعديل مواقفهم.
وتابع «لكن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة ستحد من الخسائر مع احتمال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب بين «حماس» وإسرائيل، وقد يتسع الصراع بين روسيا وجيرانها».
وحددت الصين الأسبوع الماضي هدف النمو الاقتصادي لعام 2024 بنحو 5 في المئة، وهو ما وصفه العديد من المحللين بأنه طموح دون المزيد من التحفيز.
وأظهرت بيانات يوم الخميس أن واردات الصين من النفط الخام ارتفعت في الشهرين الأولين من العام مقارنة بالفترة نفسها من 2023، لكنها كانت أضعف من الأشهر السابقة، ليتواصل اتجاه تراجع المشتريات من قبل أكبر مشتر للنفط في العالم.
في سياق آخر، قالت 5 مصادر مطلعة اليوم إن شركة أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، تعتزم تلبية الكميات التعاقدية الكاملة من النفط الخام لمعظم المشترين الآسيويين في أبريل، لكنها ستخفض إمدادات الخام العربي الثقيل للعملاء الصينيين والهنود بسبب أعمال صيانة بحقول النفط.
ويأتي الخفض بعد أن قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها أو ما يعرف باسم «أوبك+» في مطلع هذا الشهر تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام الجاري.
وأخطرت «أرامكو» عملاء آسيويين بمخصصاتهم من الخام في أبريل، وذلك بعد أيام من نشر أسعار البيع الرسمية للشهر نفسه.
وقال اثنان من المصادر إن مخصصات النفط السعودي للصين تقدر بنحو 47.5 مليون برميل لشهر أبريل (1.58 مليون برميل يوميا)، وهو ما يماثل 47 مليون برميل مخصصة في مارس.
وقالت التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لإنها غير مصرح لها الحديث إلى وسائل الإعلام إن مشتريا صينيا واحدا على الأقل طلب شراء المزيد من الخام العربي المتوسط والثقيل لكن طلبه لم تتم تلبيته.
ووفقاً لأحد المصادر، حصل مشتر واحد على الأقل في الهند على الكميات الكاملة التي طلبها، رغم من حدوث تعديل في الدرجات مع انخفاض إمدادات الخام الثقيل.
ولم يُعرف على الفور حجم التخفيض في إمدادات الخام العربي الثقيل أو حقول النفط التي ستُغلق من أجل الصيانة.
ولم ترد «أرامكو» السعودية بعد على طلب للتعليق خارج ساعات العمل.
ورفعت على غير المتوقع أسعار الدرجات الثقيلة في أبريل، وهو ما قلص الفجوة السعرية بينها وبين الدرجات الخفيفة.