إسرائيل تلعب بالنار في «الأقصى»
نتنياهو يتحدى بايدن ومصر في رفح
مع دخول شهر رمضان المبارك، واصلت إسرائيل تحدّيها لجميع الجهود الدولية الساعية للتهدئة، مع تصعيد عدوانها على غزة لليوم السابع والخمسين بعد المئة، وتحويلها الضفة الغربية إلى ثكنة كبيرة، وتقييدها غير المعلن لحرية وصول المصلين إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.
وفي ظل تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطة اجتياح مدينة رفح والمخاطرة باستفزاز مصر وإحراج حليفه الرئيس الأميركي جو بايدن، حذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس إسرائيل من اللعب بالنار، معتبراً أن تقييد وصول المصلين إلى حرم «الأقصى» خلال شهر رمضان يدفع الوضع نحو الانفجار.
وفي أول ليالي رمضان، فرضت الشرطة قيوداً مشددة على الصلاة بـ «الأقصى» ومنعت المصلين من الوصول إليه دون تدقيق أمني، متحججة بالواقع الحالي ومنع أي اضطرابات محتملة.
وقبل شنّه حملة اقتحامات واسعة في الضفة تخللتها اعتقالات ومواجهات، وضع نتنياهو أجهزة الأمن في حالة تأهب قصوى، واستنفر الجيش وأمر بإعداد وتجهيز السجون لتستوعب المزيد من المعتقلين والأسرى.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه مقارنة مع وجود 12 كتيبة حالياً في قطاع غزة، نشر الجيش نحو 23 كتيبة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وقرر كذلك تعزيز فرق الاستنفار المدنية التابعة لقيادة الجبهة الداخلية.
وبينما اعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن الوقف الشامل لإطلاق النار في غزة أصبح الهدف ذا الأولوية القصوى، استبعد مسؤولو إدارة بايدن أن يوسّع نتنياهو العمليات العسكرية في مدينة رفح، التي تؤوي أكثر من مليون فلسطيني نازح بسبب العدوان المستمر منذ أكثر من 5 أشهر وأدى إلى مقتل أكثر 31 ألف فلسطيني.
وفي تحدٍّ لواشنطن والقاهرة، تمسك نتنياهو بالهجوم على رفح الحدودية مع مصر رداً على تصريحات متضاربة لبايدن حول رسم خط أحمر له، مؤكداً أن الحرب في غزة «لن تستمر أكثر من شهرين وربما من 4 أو 6 أو أسابيع».
وفي تفاصيل الخبر:
رغم إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح جنوب قطاع غزة، استبعدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن تقوم قوات الاحتلال بتوسيع عملياتها العسكرية في المدينة الحدودية مع مصر، والتي فر إليها أكثر من مليون فلسطيني بسبب العدوان المستمر منذ أكثر من 5 أشهر وأدى إلى مقتل أكثر 31 ألف فلسطيني.
ومع تصاعد التوترات بين الحليفين التاريخيين، نقلت «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين أنهم لا يتوقعون اجتياح رفح في بداية شهر رمضان، موضحين أنه حتى نهاية هذا الأسبوع، لم ترَ الولايات المتحدة بعد أي نوع من الخطة الإنسانية أو خطة الإخلاء من الحكومة الإسرائيلية، التي تسعى إلى ضمان سلامة هؤلاء المدنيين في رفح قبل شن عملية عسكرية هناك.
وكان نتنياهو تمسك بالهجوم على رفح رداً على تصريحات متضاربة لبايدن حول رسم خط أحمر له، مضيفاً أن الحرب في غزة «لن تستمر أكثر من شهرين وربما من 4 أو 6 أو أسابيع».
وأشار نتنياهو إلى أنه لا يرى أي اختراق في المفاوضات مع «حماس»، وأنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بدون إطلاق سراح المحتجزين. ووعد بإعادة مواطنيه إلى بيوتهم في الشمال «سواء بالوسائل العسكرية أو الدبلوماسية».
وجدد نتنياهو رفض إقامة دولة فلسطينية، وزعم أنه «تحدث مع زعماء دول عربية ووافقوا بشكل صامت على ضرورة التخلص من حماس».
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أكد، أمس الأول، الانفتاح على استمرار المفاوضات، لكنه رفض أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل لا ينهي الحرب في قطاع غزة.
وفي وقت تسعى مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف الحرب المستمرة منذ 157 يوماً بعد الاسبوع الأول من رمضان أو بحلول منتصف الشهر الفضيل، أصدر بايدن، بياناً هنأ فيه مسلمي الولايات المتحدة والعالم بهذا الشهر، معرباً تضامنه مع شعب غزة، ومتعهداً بأنه «سيواصل قيادة الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة عن طريق البر والجو والبحر».
قتل ومجاعة
على الأرض، أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس عن مقتل 67 في 7 مجازر ارتكبتها إسرائيل خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى تجاوز العدد الإجمالي لضحايا الحرب حاجز 31112 شهيداً و72760 إصابة، 72% منهم من الأطفال والنساء، مع ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف إلى 25 شهيداً.
اقتحامات واعتقالات ومنع للمصلين
في ظل التحذيرات من «تدهور أمني قد تصعب السيطرة عليه»، وضع نتنياهو أجهزة الأمن في حالة تأهب قصوى واستنفر الجيش في أرجاء الضفة الغربية المحتلة، وأصدر أوامر بإعداد وتجهيز آلاف أماكن الاحتجاز في سجون الاحتلال لكي تستوعب المزيد من المعتقلين والأسرى، في ظل حملة ملاحقات متصاعدة في الضفة والقدس ومناطق الـ48.
وعزز الجيش انتشاره في الضفة، ودفعت الشرطة بقوات إلى القدس، وحوّلت البلدة القديمة في محيط المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه مقارنة مع وجود 12 كتيبة حالياً في قطاع غزة، نشر الجيش نحو 23 كتيبة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وقرر كذلك تعزيز فرق الاستنفار (الفرق المتأهبة) وهي ميليشيات مدنية تنضوي تحت قيادة الجبهة الداخلية.
وفي أول أيام رمضان، شن الاحتلال حملة اقتحامات وتفتيشات واسعة في الضفة، تخللتها اعتقالات ومواجهات في بعض المناطق.
وسلط تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الضوء على القيود التي يواجهها الكثير من الفلسطينيين من أجل الوصول إلى المسجد الأقصى، مع بداية شهر رمضان.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن دخول الأفراد إلى المسجد الأقصى يتم بعد تدقيق أمني مشدد بسبب الواقع الحالي، ولمنع أي اضطرابات، لكن بحسب الصحيفة، لم توضح الشرطة ما إذا كان سيتم منع بعض المصلين وخصوصاً الشباب، من دخول المسجد أيام الجمعة.
وانتشرت مقاطع فيديو، أمس الأول، تشير إلى منع الكثير من الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى، بعدما حاولوا الوصول إليه للصلاة في أول ليلة من شهر رمضان.
ونقلت نيويورك تايمز عن مدير العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، محمد الأشهب، أنه «لم يتم السماح إلا للمسلمين الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة بالدخول خلال الأسابيع الأولى من الحرب».
ورداً على اتهامات المنع، نشر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أوفير جندلمان، ، مقطع فيديو لما قال إنها «صلاة المغرب في الحرم الشريف، وخلافاً للتقارير الكاذبة التي تم ترويجها في وسائل الإعلام العربية... تم السماح لجميع المصلين من جميع الأعمار بالدخول إلى باحات الحرم والمسجد الأقصى وأداء الصلاة».
الى ذلك، كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن نتنياهو أمر الحكومة بتجهيز السجون لاستقبال آلاف السجناء الفلسطينيين خلال العام الحالي، واعتقلت السلطات الإسرائيلية حوالي 4 آلاف شخص منذ بداية الحرب على غزة، أغلبهم من سكان القطاع.
وحسب «نادي الأسير الفلسطيني»، فإن عدد الاعتقالات بحق الفلسطينيين بعد هجمات السابع من أكتوبر «وصلت إلى 7530 شخصًا، تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن».
وحذّر موقع إلكتروني على صلة بحركة حماس، أمس الأول، الأفراد والعشائر من التعاون مع إسرائيل لتوفير الأمن لقوافل المساعدات، في ظل الحرب الدائرة منذ 5 أشهر في قطاع غزة.
ونقل موقع المجد الأمني التابع لـ «حماس» عن «مصدر في أمن المقاومة» القول إن «قيادة المقاومة ستضرب بيد من حديد على من يعبث بالجبهة الداخلية في قطاع غزة، ولن تسمح بفرض قواعد جديدة».
وجاء التحذير بعد تقارير إعلامية إسرائيلية تفيد بأن إسرائيل تدرس تسليح بعض الأفراد أو العشائر في غزة لتوفير الحماية الأمنية لقوافل المساعدات إلى القطاع، في إطار تخطيط أوسع لإدخال المساعدات الإنسانية بعد انتهاء القتال. ونقل الموقع عن المصدر قوله إن «محاولة الاحتلال التواصل مع مخاتير وعشائر بعض العائلات للعمل داخل قطاع غزة يعتبر عملا مباشرا مع الاحتلال، وهي خيانة وطنية لن نسمح بها».
وتابع: «سعي الاحتلال (الإسرائيلي) لاستحداث هيئات تدير غزة مؤامرة فاشلة لن تتحقق».