الحجارة التي صارت صاروخاً
أثناء مناقشة في الكنيست الإسرائيلي، صاح أحد الأعضاء غاضباً في وجه الجنرال رافائيل إيتان: إنهم آدميون، وليسوا خنافس تُبيدونها يا جنرال. جاء ذلك بعد أن قُرئ أحد التقارير في الكنيست، وكان يتناول نشاط أطفال الحجارة في مواجهتهم للجنود الإسرائيليين، فما كان من الجنرال إيتان إلا أن أصدر أوامره، قائلاً: أمسكوا هؤلاء الأطفال، واقتصوا منهم دليل رجولتهم، حتى لا يكونوا رجالاً في المستقبل! وأضاف: كما سنرد على كل عملية إلقاء حجارة على جنودنا بإنشاء 10 مُستعمرات! وإذا ما ارتفع عدد المستعمرات إلى مئة، وهو ما سيحدث بين نابلس والقدس، فإنه لن يكون هناك مجال لإلقاء الحجارة، ولن يستطيع العرب إلا أن ينحشروا ليأكلوا بعضهم كالخنافس السامة المحشورة في زجاجة، نعم، أكررها، كالخنافس السامة في زجاجة! وكان هذا هو الذي دفع أحد أعضاء الكنيست أن يصرخ: إنهم آدميون، وليسوا خنافس تُبيدونها يا جنرال.
***
لكن مع مرور السنوات، بعد انتفاضة الحجارة، حدثت إبادات كثيرة لشعب فلسطين ساهم فيها إلى جانب الجنرالات الصهاينة العديد من التنازلات الداخلية والإقليمية، وكذلك ما قامت به الرئاسات الأميركية المختلفة، بسبب ضغوط نشاط اللوبي الصهيوني، وهيمنته على القرار السياسي في الإدارات الأميركية.
***
وإلى أن هلَّ على فلسطين فجر السابع من أكتوبر، تغيَّرت كل المعادلات السابقة؛ عربياً وإقليمياً وعالمياً، وحجارة الأمس صارت صواريخ دكت صروح تلك الأكذوبة التي لا تُقهر، وإذا بأطفال حجارة الأمس هم أنفسهم الرجال الأشداء الذين يطلقون الصواريخ على جيش معظم جنرالاته وضباطه وجنوده يحاربون وهم يرتدون حفاضات - البامبرز.
***
ولابد من الاعتراف بأن ثمن ما تحقق من انتصار كان باهظاً، لكنه أجهض الكثير من التصورات التي كانت معشوشبة في الأذهان، وكسر ذلك الوهم الذي كان يؤمن به ضعاف النفوس ممن سلموا طواعية بضعفهم للصهاينة.
والأهم من كل هذا وذاك أن السابع من أكتوبر أيقظ ضمير العالم، لمعرفة حقيقة جرائم الكيان الصهيوني. وفي الخلاصة، إن إسرائيل قبل السابع من أكتوبر ستكون مختلفة تماماً عن إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.
***
لكن مع مرور السنوات، بعد انتفاضة الحجارة، حدثت إبادات كثيرة لشعب فلسطين ساهم فيها إلى جانب الجنرالات الصهاينة العديد من التنازلات الداخلية والإقليمية، وكذلك ما قامت به الرئاسات الأميركية المختلفة، بسبب ضغوط نشاط اللوبي الصهيوني، وهيمنته على القرار السياسي في الإدارات الأميركية.
***
وإلى أن هلَّ على فلسطين فجر السابع من أكتوبر، تغيَّرت كل المعادلات السابقة؛ عربياً وإقليمياً وعالمياً، وحجارة الأمس صارت صواريخ دكت صروح تلك الأكذوبة التي لا تُقهر، وإذا بأطفال حجارة الأمس هم أنفسهم الرجال الأشداء الذين يطلقون الصواريخ على جيش معظم جنرالاته وضباطه وجنوده يحاربون وهم يرتدون حفاضات - البامبرز.
***
ولابد من الاعتراف بأن ثمن ما تحقق من انتصار كان باهظاً، لكنه أجهض الكثير من التصورات التي كانت معشوشبة في الأذهان، وكسر ذلك الوهم الذي كان يؤمن به ضعاف النفوس ممن سلموا طواعية بضعفهم للصهاينة.
والأهم من كل هذا وذاك أن السابع من أكتوبر أيقظ ضمير العالم، لمعرفة حقيقة جرائم الكيان الصهيوني. وفي الخلاصة، إن إسرائيل قبل السابع من أكتوبر ستكون مختلفة تماماً عن إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.