رغم تعدد مصادر المعرفة يظل الكتاب هو النهر الدفاق الذي تنساب بين دفتيه الثقافة والاطلاع وتنمو على شاطئيه ملامح الفكر الإنساني وها هو معرض الكويت الدولي للكتاب منبت الإبداع يعود في حلة بهيجة بعد غياب استمر سنتين جراء جائحة كورونا وما فرضته من حظر على العالم ومنه الكويت.

وتمثل نسخة هذا العام التي ستودعنا غداً احتفالية وعرساً معرفياً تلتقي فيه الثقافات المتعددة المشارب والتوجهات مع لمسة تقديرية لافتة أضافها وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري عليه بإعفاء دور النشر من كلفة تأجير أجنحتها.

وفي هذا السياق، أجمعت شخصيات كويتية بارزة في تصريحات متفرقة لـ«كونا» اليوم الجمعة على أهمية هذا المعرض معتبرة إياه رافداً مهماً من روافد الثقافة لاسيما أنه يمثل تجمعاً ثقافياً مرموقاً تلتقي فيه دور النشر والمطبوعات بمختلف اهتماماتها تحت سقف واحد في تنافس شريف على توفير مواد ترضي جميع اهتمامات القراء.

Ad


وأعربت الإعلامية أمل عبدالله عن سعادته بعودة معرض الكتاب بعد توقفه خلال أزمة كورونا، مؤكدة أن الجميع سعيد «بهذا العرس الثقافي الذي تلتقي فيه كل الوجوه والثقافات ودور النشر».

وأضافت عبدالله أن وجود محبي الثقافة «شيء رائع وهنا أود أن أتوجه بالشكر إلى وزير الإعلام على توجيهاته بإعفاء جميع دور النشر الكويتية من أجر أماكن الأجنحة ونحن كرابطة أدباء نُحظى بهذه المكرمة سنوياً لكن الآن زادت سعادتنا بأنها عممت على دور النشر الكويتية كافة».

من جانبه، قال الخبير الدستوري أستاذ القانون العام في كلية الحقوق بجامعة الكويت د. محمد الفيلي إنه بالرغم من الانتشار الواسع لوسائل الاتصال التي تتيح الاطلاع السريع طوال العام على مختلف الإصدارات والثقافات يبقى للكتاب نكهة خاصة ويبقى لمعرض الكتاب دوره الفعال من خلال وجود عدد كبير من دور النشر.

وأضاف الفيلي أن دور المعرض مهم لأنه «يخلق شكلاً من أشكال الاحتفالية حيث يلتقي الناس بعضهم ببعض في إطار ورحاب الكتب مما يخلق رغبة إضافية في التعامل مع الكتاب ويسمح للقارئ بإعادة التصالح مع النسخة الورقية».

وذكر أنه كغيره من الناس مضطر أن يتعامل مع حقيقة أن هناك نشراً إلكترونياً لكن يبقى للتواصل مع الكتاب الورقي نكهة مميزة وبالنهاية هي احتفالية وليست معرضا فقط.

بدورها، عبّرت الكاتبة والمستشارة الإعلامية سعدية مفرح عن سعادتها بعودة الأنشطة الثقافية عموماً في الكويت بعد غياب سنتين «وسعيدة بأن المعرض الدولي للكتاب يعود بهذا الزخم ونحن دائماً نعتبر أن المعرض الكويتي الذي يُعد أول معرض في الخليج والثالث في الوطن العربي وعلى رأس مداميك الثقافة في الكويت»، داعية الجميع إلى زيارة المعرض مع أطفالهم للاستفادة والاستمتاع بهذه الأجواء الجميلة.

وأضافت مفرح «أنا سعيدة أكثر وأكثر لأنه في هذا العام ولأول مرة ترفع الرقابة المسبقة على الكتب بجهود طيبة من الجميع وهو ما يُشكر عليه كل من قام بهذا الجهد ورأيت أن هذا القرار انعكس على هذا الحضور من الناس الذين عادت لهم الثقة بالمعرض».

وأعربت عن الشكر لوزير الإعلام «على مبادرته الخيرة والطيبة في دعم الثقافة عندما رفع تكلفة الأجنحة عن الناشرين بعد أن مروا بظروف صعبة أثناء جائحة كورونا».

أما المؤلف عبدالله عيد العتيبي فقال «حقيقة أنا سعيد بهذا المعرض الذي عاد هذه السنة بعد غياب مما يشكل إشارة إلى التعافي الكامل ولله الحمد»، مضيفاً أن المعرض متنوع وفيه مشاركات جميلة والإقبال كان مبهراً منذ الدقائق الأولى وهذا دليل واضح على أن الناس لديهم تعطش للكتاب.

وبيّن العتيبي أن مشاركات دور النشر كبيرة ومتنوعة وهناك حضور لدور النشر الكبيرة العربية والأجنبية إضافة إلى ما يختص بأدب الطفل، معتبراً المعرض عيداً لمحبي القراءة ككل.

وأعرب عن أمله أن يشهد المعرض في الاعوام المقبلة مشاركة أوسع لدور النشر وسقف حرية أعلى، مشيراً إلى أنه التقى ناشرين أكدوا له أنهم لمسوا ارتفاع منسوب سقف الحرية وهذا مؤشر إيجابي و«الخير بقبال إن شاء الله».

وأضاف أنه جال في المعرض بروح المستكشف ووجد أغلب العناوين التي يبحث عنها، مثمناً مشاركة الدور العربية والخليجية إضافة إلى الدور التي تُشارك لأول مرة من إسبانيا.

يُذكر أن معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 45 افتتح يوم الأربعاء الماضي بمشاركة 29 دولة عربية وأجنبية و404 دور نشر بشكل مباشر و117 مشاركة أخرى عن طريق توكيل.