قصص الصين والكويت علامة فارقة
أن توجد جالية صينية في الكويت فهذا ليس بخبر، أما أن يذهب مواطن كويتي ليعيش ويستقر في الصين فهذا هو الخبر، وما وجدته في كتاب «قصص الصين والكويت» يستحق أن يكون مرجعاً لمعرفة هذه العلاقة الممتدة من عام 1971 إلى أيامنا هذه، 35 مؤلفاً ينتمون إلى قطاعات شتى، تحتوي مقالاتهم على قصص دقيقة عن الصداقة والعلاقات بين البلدين.
يزود الكتاب قراءه بمعلومات قيمة ومفصلة عن أحداث وشخصيات ساهمت في بناء جسر من التعاون، قصص صينية وأخرى كويتية، فكرة كتاب مشوق فعليا للقراءة، تروى في إطار سلسلة كتب صدرت تحت عنوان «نحن وأنتم» باللغة العربية.
يروي الدكتور حسين الموسوي قصة عشقه للصين بعدما تشبع بدراسته عن تاريخها ومستقبلها، قرر أن ينتقل ويهاجر مع أبنائه إلى هناك، عندما تقدم باستقالته من معهد الكويت للأبحاث العلمية، وكان ذلك عام 1998 وليعمل كأستاذ جامعي بتخصص الهندسة واللغة الإنكليزية واشترى منزلاً له في العاصمة بكين (منطقة جيانوي) ثم فتح مكتباً تجارياً ذا علاقة بصناعة المعدات الزراعية والأسمدة وتجارة النسيج والأجهزة الكهربائية، فالصين تقدم 5 منح دراسية للكويت وهناك طلبة يدرسون في جامعاتها.
الصداقة الصينية– العربية تضرب في أعماق التاريخ، إذ كان طريق الحرير البري وطريق التوابل البحري يربطان الصين بالدول العربية منذ قديم الزمان، ومن أشهر سفراء الصداقة «قان ينغ» و«ابن بطوطة»، واليوم تقيم 22 دولة عربية علاقات دبلوماسية وثقافية تمت بين الأعوام 1956 و1990.
ثمة فوارق كبيرة بين الكويت والصين، من حيث المساحة وعدد السكان والنظام الاجتماعي والثقافة لكن بينهما قواسم مشتركة ألا وهي تمسكهما بمبادئ التعايش السلمي الخمسة كأساس لتطوير العلاقات والتفاهم وتبادل الدعم.
أعلنت الصين معارضتها لضم وغزو الكويت وطلبت من العراق سحب قواته وبدون شروط واستعادة استقلال ووحدة الكويت.
أثناء الغزو عام 1990 كان في الكويت ما مجموعة 5 آلاف عامل يتبعون إلى 13 شركة، تم إخراجهم على دفعات وبالتعاون مع سفارات الصين في الكويت وبغداد والأردن، فقد بدأت المفاوضات لإقامة علاقات دبلوماسية يوم 12 مارس 1971 بين رئيسي الوفدين (راشد عبدالعزيز الراشد وغونغ دافي) ويوم 22 مارس 1971 وبعد توقيع بيان تأسيس العلاقات أبلغت الكويت سفارة تايوان كتابياً بهذا الأمر، ثم أعلن وكيل وزارة الخارجية الكويتية تخلي الحكومة عن الاحتفاظ بعلاقات دبلوماسية معها.
نهاية يوليو 1971 غادر بكين أول سفير للصين بالكويت وقدم أوراق إعتماده للأمير الشيخ صباح السالم الصباح.
تقرأ شهادات صينية عن إحتلال العراق للكويت وكيف تم إجلاء الرعايا الصينيين تحت لهيب الحرب وذكريات عن فريق إطفاء حرائق النفط الصيني الذي شارك بإطفاء البئر رقم 168 بحقل برقان عام 1991.
باكورة التعاون بين الصندوق الكويتي للتنمية والصين عام 1982 بتقديم قرض لتمويل مصنع إسمنت، ولغاية 2014 بلغ إجمالي المشروعات 37 مشروعاً قيمتها نحو 952 مليون دولار أميركي، وبذلك تكون الكويت أكثر دولة عربية تقدم للصين قروضا تفضيلية.
في الكتاب شهادة للسيدة عائشة الغيص، حرم سفير الكويت بالصين فيصل الغيص عن فترة عملها هناك وانطباعاتها وتجربتها سجلتها باحثة صينية قامت بإجراء مقابلة معها وبعنوان «قلب حنون عبر الحدود».
جوانب ثقافية وتعليمية ومسيرة أكثر من نصف قرن للعلاقات بين الدولتين، فهي أول دولة خليجية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأول المبادرين على المستوى العربي والخليجي بالتوقيع على مشروع الحزام والطريق والتي أطلقها الرئيس الصيني عام 2013.