«طماشة»
مع بزوغ فجر الحملات الانتخابية ودخول موسم السباق البرلماني تزامنا مع فصل الصيف كذلك، انكشف الغطاء عن العقليات التي ترى في نفسها الحظوة ممن يعتقدون بأنفسهم (أصحاب حظوة) ومؤهلات لتمثيلنا أو التمثيل علينا خاصة في النقاشات والردود على الأسئلة الصحافية على (بوديم) إدارة شؤون الانتخابات. ما كنت إلا أن أتخيل نفسي أو بالأحرى أتمنى أن أبتاع الشطائر (السندويشات) من كباب محمود الواقع أمام ذاك المكان في منطقة الشويخ التي قضيت فيها جل أيام دراستي النظامية، وأجلس لأستمع وأستمتع بالعرض أمامي لـ(بعض) المرشحين واستعراضهم لعضلاتهم الانتخابية.
حتما (الطماشة) لا تنطبق على الكل، لكن دائما ما يكون هناك من يدخل هذا المعترك إما لتسجيل اسمه وحضوره لا أكثر أو لربما طمعا بالكرسي الأخضر، أو في بعض الحالات التندر والفكاهة لا أكثر، ولربما الطمع بالإجازة الممنوحة لهم من مقار أعمالهم، ومما أثير في غضون الأسبوع الماضي من أمور على منصة الردود الصحافية للمرشحين، بعض النقاط التي يجب الوقوف عندها بشكل جاد، فعلى المستوى الشخصي أتفق أن هناك من يسيء إلى النموذج الصحافي ويتعمد الإساءة للبعض، وفي المقابل التلميع للبعض الآخر في إشارة واضحة أن الحسابات المتصلة بالمنصات الإلكترونية عادة ما تكون ذات توجه ورعاية للانقضاض على طرف دون الآخر.
أما السؤال المعتاد عن كرسي الرئاسة القادم فهو أمر سابق لأوانه، ولا ألوم من أجاب أم لم يجب عنه، لأنه وببساطة ليس وقت الحديث عنه الآن، وهو أمر في الأصل يجب ألا يكون حكراً على أسماء بعينها أيضا، ومع هذه (الخبصة) البرلمانية الآن التي تحدث تزامنا مع أمور عديدة على الساحة المحلية والإقليمية، نجد أن المرشحين أصحاب الطرح الوطني العقلاني والمواقف المشرفة في السابق قد ضاعت وتفرقت عنهم الأضواء، بل وجب على الناخب الآن أن يبحث عن اسم تلو الآخر وتصريح بعد التالي ليتسنى له أن يصطاد كلاماً منطقياً متوقعاً أن يكون له الأثر الإيجابي في قادم الأيام.
ومن هذا المنطلق تم طرح عدد من الاستحقاقات والقضايا التي أراها واجبة النظر فيها في قادم الأيام، لعل أبرزها ملف التعليم والقروض، وهنا أخص تحديداً تلك العقارية للمواطنين لا الاستهلاكية فحسب، والصحة وتحسين معيشة المواطن وملف الأمن والتعليم أيضا، ففي هذا الموسم يختلط الحابل بالنابل وتصبح الأمور «مائعة»، وعلى الناخب أن يكون حذراً وحذقاً في اختياره أعضاء المجلس القادم.
حتما سيكون التصويت في 4/4 أمراً مهما لأنه استحقاق وطني على الجميع، ولم ولن أدعو البتة إلى مقاطعة الانتخابات بتاتا، ولكي تكون العبادة مكتملة وجب اختيار القوي الأمين القابل للعمل دون الالتفات إلى المصالح الشخصية بل العامة ودون أي طرح فئوي البتة من خلال النظام الانتخابي الحالي.
على الهامش:
تباكي البعض عن بعض الأخبار وإن لم تكن من مصادر رسمية إلى الآن بشأن تسريح بعض العمالة حول الشرق الأوسط في بعض المحال التجارية الداعمة للكيان الصهيوني، أمر مريب وغريب ويدعو الجميع إلى التوقف والاستنكار قليلا عن طريقة تفكير البعض.
مبدئياً إن صح أن المقاطعة كان لها أثر مباشر على تسريح بعض العمالة، فهذا يعني أنها قد آتت أكلها وأدت إلى نتائج حميدة، فوجب على الوكلاء لوم الشركات الأم التي وصمتهم لدى الشارع العربي بهذا الغطاء، والأهم أنه يحمل الوكيل مسؤولية مجتمعية، بل قد تكون بادرة طيبة إن تم توزيع العمالة على محال أخرى لدى الشركات نفسها، وبهذا يكون الوكيل قد سجل (هدفاً) في مرمى الكيان وقلوب العرب أجمعين.