في حين قُتل عدد من الفلسطينيين ينتظرون المساعدات بغارة إسرائيلية على دوار الكويت في قطاع غزة، استبعدت قطر، أحد الوسطاء الأساسيين في مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، التوصل الى هدنة قريبة في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس، «لسنا قريبين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكننا لا نزال متفائلين وجهود المفاوضات مستمرة وتتكثف الآن بحلول شهر رمضان»، مؤكداً أن الدوحة تعمل لوقف دائم لإطلاق النار وليس هدنة قصيرة تستمر بضعة أيام.

Ad

في السياق، أظهرت مسودة لنتائج القمة التي سيعقدها قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل أن القادة سيطالبون «بهدنة فورية لأسباب إنسانية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار» في غزة، كما سيحثون إسرائيل على الإحجام عن شن عملية برية في رفح.

ورغم نفي الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً وتكراراً احتمال تقييد إمداد إسرائيل بالأسلحة، نقلت صحيفة «بوليتيكو»عن 4 مسؤولين أميركيين أن بايدن يعتزم النظر في وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا مضت قدماً في اجتياح رفح، مشيرة إلى أن «انفتاح بايدن على اتخاذ هذه الخطوة يعكس التوترات الشديدة في علاقته مع نتنياهو، الذي رفض جهوده لكبح جماح إدارته للحرب في غزة».

الممر القبرصي

في غضون ذلك، أبحرت أمس من ميناء لارنكا في قبرص أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري لغزة، تابعة لمنظمة «أوبن آرمز» (الأذرع المفتوحة) وتحمل على متنها 200 طن من المواد الغذائية.

وحذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين من أن «الوقت ينفد» لتجنب مجاعة في شمال غزة «الذي يواجه كارثة إنسانية» بسبب الافتقار إلى كميات هائلة من المواد الغذائية.

وخلال الليلة الثانية من رمضان، قُتل عشرات الأشخاص في قصف مدفعي وغارات إسرائيلية استهدفت مختلف أنحاء القطاع وفق وزارة الصحة التابعة للحركة الفلسطينية.

ومساء الاثنين، حظيت بعض العائلات النازحة في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، بأطباق من الأرز مع القليل من اللحم على موعد الإفطار. لكن في مدينة غزة بشمال القطاع، قالت وزارة الصحة، إن أكثر من ألفي عامل في المجال الصحي لم يتمكنوا من إيجاد ما يفطرون عليه.

وكتبت سفينة إن المساعدات قدمتها وستتولى توزيعها في غزة منظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن).

وكتب الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليتس على منصة «إكس»، «أبحرت السفينة أمالثيا في سياق مبادرة الممر البحري القبرصي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. إنه شريان حياة للمدنيين».

وتقول الأمم المتحدة، إنّ عمليات إلقاء المساعدات جواً بمشاركة عدة دول منذ أسابيع وإرسالها من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي.

«الضفة» والقدس

وفي الضفة، حذّر غالانت، خلال اجتماعه بوحدة «دوفدفان» الخاصة، من تصعيد أمني يصل إلى حد الغليان في الأراضي المحتلة وزيادة العمليات خلال رمضان، واتهم إيران بالدفع لمهاجمة إسرائيل في «الضفة» عبر تهريب الأسلحة والذخيرة بكميات كبيرة.

وفيما اقتحمت القوات الإسرائيلية أمس، مخيم جنين وحاصرت منزلاً، أدى 35 ألف مصلٍّ صلاة العشاء والتراويح في أول أيام رمضان في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة وسط حديث عن قيود غير معلنة تفرضها تل أبيب على المصلين.

وفيما عرض نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس، استضافة اجتماع جديد للفصائل الفلسطينية لحل مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية، اقترح وزير الدفاع يوآف غالانت تولي رئيس استخبارات السلطة الفلسطينية ماجد فرج (61 عاماً) مع مسؤولين «معتدلين» آخرين لإدارة القطاع مؤقتاً وبناء الأجهزة وتوزيع المساعدات في «اليوم التالي» لإنهاء حكم حركة «حماس».

وكشفت هيئة البث الرسمية (كان) أن إسرائيل تدرس استخدام فرج، الذي طرح اسمه سابقاً كبديل محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبناء بديل لحكم «حماس»، موضحة أن مقترح غالانت ينص على أن يتولى إدارة غزة بمساعدة شخصيات ليس بينها أي عضو في الحركة أو مقربين منها.

إلى ذلك، دعا مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال الذي يزور اسرائيل نتنياهو أمس إلى بحث التطورات الإقليمية والحاجة الملحة لمعالجة قضية المساعدات الإنسانية لغزة.

الاستخبارات الأميركية

إلى ذلك، حذرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أفريل هينز، أمس الأول من أن الحرب في غزة، ساهمت في بروز تهديدات أمنية جديدة بوجه الولايات المتحدة «قد تستمر لأجيال»، بسبب دعم واشنطن لإسرائيل.

وأشارت هينز، في جلسة استماع سنوية بشأن التهديدات الأمنية العالمية، الى أن «الصراع في غزة يشكل تحدياً أيضاً للعديد من الشركاء العرب الرئيسيين، الذين يواجهون مشاعر عامة ضد إسرائيل والولايات المتحدة بسبب الموت والدمار في القطاع، ولكنهم ينظرون أيضاً إلى واشنطن باعتبارها وسيطاً في وضع أفضل إنهاء الحرب قبل أن تمتد إلى عمق المنطقة».

وحذر تقرير للاستخبارات الاميركية حول «تقييم المخاطر» أعده مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي FBI، أن إسرائيل ستواجه مقاومة مسلحة من «حماس» لسنوات عديدة وسوف تبقى عرضة لعملياتها.