بوتين: ترسانتنا النووية أكثر تقدماً من الأميركية
طالب بضمانات أمنية غربية مكتوبة وحذر أوكرانيا من أطماع بولندية
قبل يومين من الانتخابات الرئاسية التي ستبقيه في السلطة لولاية رئاسية جديدة تمتد لـ 2030، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، إن روسيا مستعدة من الناحية الفنية لحرب نووية، مشيراً إلى أن الأسلحة النووية الروسية «أكثر تقدماً» وحداثة من تلك الموجودة في الولايات المتحدة.
وذكر بوتين، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي ووسائل إعلام محلية أن «ثالوثنا النووي، أحدث من أي ثالوث آخر. نحن والأميركيون فقط لدينا مثل هذا الثالوث. وقد أحرزنا تقدماً أكبر بكثير هنا».
وأكد الرئيس الروسي الذي يتهمه الغربيون بانتظام بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة في أوكرانيا «هناك تكافؤ تقريباً، ولكن لدينا أكثر حداثة، وجميع المتخصصين يعرفون ذلك».
ورغم اعتباره أنه إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى أوكرانيا فسيعتبر ذلك تصعيداً كبيراً للصراع، رد الرئيس الروسي للمرة الأولى شخصياً على تصريحات الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إنه «لا يستبعد» إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، معتبراً أن ذلك لن يغير شيئاً.
وأكد أنه «إذا كانت هذه وحدات عسكرية رسمية من دول أجنبية، فأنا متأكد من أن هذا لن يغير الوضع في ساحة المعركة. هذا هو الأهم، تماماً كما أن إرسال الأسلحة لا يغير شيئاً».
وحذر بوتين الذي يسيطر على مساحات من أوكرانيا من أطماع بولندا في الأراضي الأوكرانية، موضحاً أنه «إذا دخلت القوات البولندية أراضي أوكرانيا لتغطية الحدود الأوكرانية ـ البيلاروسية، أو في بعض الأماكن الأخرى من أجل تحرير الوحدات العسكرية الأوكرانية، للمشاركة في الأعمال العدائية على خط التماس، فأعتقد أن القوات البولندية لن تغادر من هناك أبداً».
وأردف: «يريدون العودة... يريدون إعادة تلك الأراضي التي يعتبرونها ملكهم تاريخياً، والتي أخذها منهم ستالين، ونقلها إلى أوكرانيا».
وقال بوتين، إن روسيا ستنشر قواتها وأنظمتها الضاربة قرب حدود فنلندا والسويد عقب انضمامهما إلى الناتو. وأوضح أن قرار الدولتين الانضمام إلى الناتو استند إلى اعتبارات سياسية بحتة، مضيفاً أنهما «كانتا ترغبان بشدة في أن تصبحا عضوين في النادي الغربي، كمظلة تنضويان تحت لوائها». وذكر أن «هذه خطوة حمقاء على الإطلاق من وجهة نظر ضمان مصالحهما الوطنية».
وأصبحت السويد الاثنين رسمياً العضو الـ 32 في الناتو، وتخلت عن سياستها العسكرية القائمة على عدم الانحياز منذ فترة طويلة. وكانت فنلندا قد انضمت إلى الناتو العام الماضي. وهاتان الخطوتان جرَّدتا الدولتين من دورهما كمنطقتين عازلتين بين حلف الناتو وروسيا. في أواخر فبراير، وقّع بوتين مرسوماً بالموافقة على إعادة إنشاء ناحيتي موسكو ولينينغراد العسكريتين لتعزيز القوات العسكرية الشمالية الغربية لروسيا، رداً على التوسع الشمالي للناتو.
وجاءت تحذيرات بوتين مصحوبة بعرض آخر لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا كجزء من إعادة رسم خريطة الأمن الأوروبي بعد الحرب الباردة. وقال الرئيس الروسي إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات جادة بشأن حل سلمي في أوكرانيا «لكن يجب أن تستند إلى الواقع، وليس إلى رغبة جامحة تحت تأثير أدوية عقلية».
وذكرت «رويترز» الشهر الماضي أن اقتراحاً من بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لإنهاء الحرب قوبل بالرفض من جانب الولايات المتحدة بعد اتصالات بين وسطاء. وكانت الحكومة الأوكرانية رفضت في السابق أي اتفاق يتضمن تنازلات إقليمية. وقال بوتين إنه لا يثق بأحد وإن روسيا ستحتاج إلى ضمانات أمنية مكتوبة في حالة التوصل إلى تسوية.
إلى ذلك، حضّت قوات المتطوعين الروس الداعمة لكييف، اليوم، المدنيين على مغادرة بيلغورود وكورسك، مهددة بشن هجمات واسعة النطاق على أهداف عسكرية في المدن الحدودية الروسية.
معارضون روس مؤيدون لكييف يعلنون السيطرة على بلدة روسية... وحريق في مصفاة نفط روسية بعد هجوم بمسيرة أوكرانية
وقالت المجموعات الثلاث المكوّنة خصوصاً من مواطنين روس في بيان مشترك بعد يوم من إعلانها السيطرة على قرية في منطقة كورسك الروسية «ندعو السلطات المحلية للمحافظة على حياة البشر وبدء إخلاء مدينتي كورسك وبيلغورود».
ولليوم الثاني شنت أوكرانيا هجمات واسعة بالمسيرات على مناطق روسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمرت خلال ليل الثلاثاء ـ الأربعاء 58 مسيرة أوكرانية في مناطق بيلغورود وبريانسك وفورونش وكورسك ولينينغراد وريازان. وأُصيب شخصان بجروح واندلع حريق كبير عقب هجوم بطائرة مسيرة استهدف مصفاة للنفط في منطقة ريازان الروسية جنوب شرق موسكو.
وجددت الولايات المتحدة وبولندا التزامهما باستمرار الجهود الخاصة بدعم أوكرانيا في مواجهة «الحرب العدوانية الروسية»، في حين عرضت واشنطن بيع وارسو 96 طائرة (أباتشي).
وقال البيت الأبيض، في بيان مساء أمس ، إن ذلك جاء خلال اجتماع عقده الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره البولندي أندريه دودا ورئيس وزراء بولندا دونالد تاسك في واشنطن.
وأعلنت الولايات المتحدة اليوم، حزمة مساعدات عسكرية جديدة «متواضعة» لأوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار.
وقال وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إن «الحزمة الجديدة من المساعدات التي تتوفر بموجب عملية السحب الموجهة مسبقا لأوكرانيا تشمل معدات دفاع جوي وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات وذخائر مدفعية، اضافة الى قطع غيار ومعدات اضافية، وذلك لتلبية احتياجاتها في الحرب ضد روسيا». ودعا بلينكن الكونغرس الاميركي إلى التحرك فورا لتمرير طلب الرئيس بايدن لتمويل إضافي يسمح بمواصلة إرسال المساعدات الحيوية إلى كييف وتعزيز قدراتها الدفاعية.