نظّم بيت التمويل الكويتي (بيتك)، اللقاء السنوي للموظفين بمن فيهم الجدد المنضمون من البنك الأهلي المتحد سابقاً، للحديث عن أبرز الإنجازات ومناقشة التحديات والتطلعات، وذلك في قاعة الراية بفندق كورت يارد، بحضور رئيس مجلس الإدارة حمد المرزوق، والرئيس التنفيذي للمجموعة بالتكليف، عبدالوهاب الرشود، والرئيس التنفيذي لـ «بيتك»- الكويت، خالد الشملان، وأعضاء الادارة التنفيذية في البنك.
وخلال كلمته في افتتاح اللقاء السنوي، أكد المرزوق أن الهدف الاستراتيجي لـ «بيتك» خلال السنوات العشر المقبلة هو العمل بكل جهد ممكن لدخول قائمة أكبر 100 بنك في العالم، مشيرا إلى أن الاستحواذ ثم الدمج مع البنك الاهلي المتحد مثّل انطلاقة جديدة للعالمية، ومرحلة نمو متطورة ونقلة تاريخية مهمة في مسيرة «بيتك» جعلت منه أكبر بنك في الكويت، وثاني أكبر بنك إسلامي في العالم من حيث الأصول، مشددا على أن «بيتك» يمتلك نُخبا من المواهب الشابة وعناصر الخبرة، مما يؤهله الى تحقيق هذا الهدف بمزيد من التعاون والجهد، ومعربا عن ثقته بأن انضمام الكفاءات والقدرات البشرية من موظفي «الأهلي المتحد» (سابقا) الى زملائهم في «بيتك» هو محل ترحيب وتقدير وبمنزلة دعم ومساندة لتحقيق الأهداف والرؤى المستقبلية، وأهمها أن يصبح «بيتك» أكبر بنك اسلامي في العالم.
وقال المرزوق إن مجلس ادارة «بيتك» وضع خطة طموحة للعمل خلال السنوات العشر المقبلة، ليحتل «بيتك» المكانة اللائقة بين أكبر 100 بنك في العالم، مؤكدا أن ما تحقق من إنجازات خلال الفترة الماضية كان بمنزلة تمهيد لطريق الوصول الى هذا الهدف، مشيرا إلى أن عملية الاستحواذ والدمج جاءت متوافقة ومنسجمة مع خطة الكويت 2035، الرامية الى جعل الكويت مركزا ماليا مرموقا في المنطقة والعالم.
وأضاف أن هذا اللقاء هو تجسيد لرؤية أطلقناها قبل عدة سنوات، وهو أيضًا تجسيد لتضافر العديد من الجهود المباركة من كلا البنكين، معربا عن سعادته وترحيبه بانضمام الموظفين الجدد الى عائلة «بيتك»، وقائلا: «نتطلع إلى مساهماتكم الفعّالة، أنتم اليوم أعضاء رئيسيون ضمن فريق البنك الأكبر في الكويت والثاني عالميًا من حيث حجم الأصول، وسنعمل جميعا اليوم بروح الفريق الواحد لقيادة صناعة التمويل الإسلامي عالميًا»، مؤكدا أن تسكين موظفي «الأهلى المتحد» لم يؤثر على أي من الحقوق المكتسبة للموظفين، وأصبح الموظفون يتمتعون بكل المزايا والحقوق التي يوفرها «بيتك»، من دون انتقاص أو تمييز.
وشدد على أن عمليتَي الاستحواذ ثم الدمج سارتا على أسس علمية ومنهجية، ووفق رؤية اقتصادية قامت على أهمية وضرورة بناء كيان اقتصادي ومالي كبير فى عالم لم يعد يعترف إلا بالكيانات القوية، مشيرا الى أن « بيتك» بدأ يشهد عام 2014 تحولاً كبيراً في أنشطته وفعاليته، ورسالته الساعية لقيادة التطور العالمي للخدمات المالية الإسلامية، وهو ما أكدته المؤشرات الإيجابية، سواء على مستوى الربحية ونوعيتها أو على مستوى جودة الأصول، «وأمام هذا التحول تبيّن لنا ضرورة الأخذ في الاعتبار التوسع الاستراتيجي من خلال الاستحواذ أو الاندماج، لخلق كيان عملاق ننطلق به نحو فضاء العالمية الرحب».
وعدّد المرزوق مراحل عملية الاستحواذ ثم الدمج، فذكر أن «الأهلي المتحد» كان خيارا من بين 3 بنوك، مضيفا: قمنا بتكليف أكبر بيوت الخبرة العالمية لتقديم الرأي الفني، وقد خلصت التوصيات إلى اختيار البنك الأهلي المتحد، لكونه يمثّل أفضل فرصة لتحقيق رؤيتنا، وفي عام 2020، نلنا ثقة مساهمي كلا البنكين، إضافة إلى موافقة بنك الكويت المركزي وبنك البحرين المركزي على البدء في استحواذ «بيتك» على «الأهلي المتحد»، لنحقق بذلك أكبر خطوة تاريخية في مسيرة البنكين الرائدة، وفي الثاني من أكتوبر 2022 نفّذنا رسميًا الاستحواذ على مجموعة البنك الأهلي المتحد - البحرين وشركاتها التابعة، واستمر العمل بخطى ثابتة حتى 22 فبراير 2024، حيث نفّذنا بنجاح أكبر عملية اندماج في تاريخ القطاع المصرفي الكويتي، لنعلن بذلك بداية حقبة عالمية جديدة، يقودها «بيتك» وموظفوه.
وقال إن عمليتَي الاستحواذ ثم الدمج حققتا الأهداف المرجوة، وأهمها أنهما خطوة أساسية لتطوير صناعة البنوك الإسلامية بقيادة «بيتك»، كما أصبحت الكويت مقرًا لأكبر وأفضل بنك إسلامي في العالم، ونقطة تحوّل تاريخية في استراتيجية «بيتك»، ومنصة انطلاق تمهّد لنموه وتطوره عالميا، مشيرا إلى أن «بيتك» اليوم أصبح قادرا بشكل أفضل على تحقيق معدلات نمو كبيرة في المستقبل بعد تبنّيه لسياسات توسعية، وإن وجود كيان مصرفي ضخم متوافق مع أحكام الشريعة كان أمراً أكثر من ضروري، خصوصاً أن المصارف الإسلامية عمرها لا يتعدى 6 عقود فقط، في مقابل المصارف التقليدية التي يبلغ عمرها 6 قرون.
وأوضح أن مزايا وفوائد عملية الاستحواذ عديدة، فمن الناحية المالية زيادة حجم الأصول والأعمال والقاعدة الرأسمالية لـ «بيتك»، مما يحقق وفورات متوقعة في معدل تكلفة الأموال، وزيادة القدرة التمويلية للمشاريع الكبرى والعابرة للقارات، إضافة الى ترشيد المصاريف وتدعيم الملاءة والقدرة على التوسع والنمو والدخول إلى دول جديدة، فضلا عن تحقيق تدفقات ربحية متعددة من نوافذ ووحدات المجموعة التي زادت وانتشرت في أسواق مهمة حول العالم.
وأضاف: «في الوقت الذى يسعدني أن عائلة «بيتك» تنمو عامًا بعد عام، ومع انضمام زملائنا من البنك الأهلي المتحد - الكويت، أصبحت لدينا قاعدة مواهب أكبر وبنسبة تكويت 84 بالمئة. وسنستمر في التوسع بريادتنا العالمية، بما يخدم جميع موظفينا وعملائنا ومساهمينا، ونستحق بكل جدارة أن نطمح إلى أن نكون البنك الاسلامى الأول في العالم بلا منازع»، لافتا إلى أن هذه التطورات على صعيد القوى البشرية والأهداف الاستراتيجية يقابلها نمو كبير وتطور متسارع في الأعمال والأنشطة على المستوى العالمي.
وأضاف: «بيتك» اليوم موجود في 12 دولة، ولدينا شبكة أعمال دولية ضخمة تبلغ نحو 640 فرعًا، ونحن أول بنك إسلامي في ألمانيا، وأول بنك إسلامي مرخّص بموجب قانون المصارف في ماليزيا، وثاني أكبر مموّل إسلامي في تركيا، وأعمالنا منتشرة عبر آسيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، اليوم نمتلك حضورا أقوى محليًا وإقليميًا وعالميًا.
يوم تاريخي
من جانبه، رحب الرشود بموظفي «بيتك» بمن فيهم الجدد المنضمون من «الأهلي المتحد سابقا»، قائلا انه أمر مميز نفتخر به في مسيرة «بيتك» الرائدة، حيث يمكننا القول إن الدمج يوم تاريخي، ولدينا عناوين متعددة لمعنى العمل في «بيتك»، وهي التميز والفرص والصدارة والريادة، مشيرا إلى ما حققه «بيتك» من إنجازات خلال العام الماضي ونجاحات تاريخية شملت 3 جوانب مهمة هي المالية، والوظيفية، والاجتماعية، حيث حقق «بيتك» صافي إيرادات تمويل بلغ 965.9 مليون دينار، بزيادة بلغت 20.7 بالمئة، وبالنسبة إلى إجمالي إيرادات التشغيل فقد بلغ 945.4 مليونا، بزيادة 30.7 بالمئة، أما الأرباح الصافية للمساهمين فكانت 584.5 مليونا، بزيادة ضخمة بلغت 63.4 بالمئة.
وقال إن التزامنا بتحقيق النمو والتطور في الاعمال ليس شعارا، بل حقائق نترجمها من خلال أمرين، الأول هو مسؤوليتنا تجاه موظفي «بيتك»، والثاني هي مسؤوليتنا تجاه المجتمع، «ومن أهم إنجازاتنا إطلاق أول بنك رقمي متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية في الكويت بنك «تم» ما يعكس توجهنا الرقمي، وتأكيداً لتوجهنا الرقمي، تم إنجاز أكثر من 35 مشروعاً لخدمات ومنتجات وأنظمة تقنية بمستوى عالمي، وعلى مستوى سوق الصكوك الأولية والثانوية لعام 2023، حقق «بيتك» المركز الأول للعام الثالث على التوالي، مما يعكس مكانته الرائدة في السوق، وأيضاً منحت مجلة يوروموني العالمية «بيتك» تصنيفات رائد سوق (Market Leader) في 5 فئات، تقديرا لتفوقه وريادته على مستوى الكويت في مجالات الحلول الرقمية، والخدمات المصرفية للشركات، والمسؤولية الاجتماعية، والخدمات المصرفية الاستثمارية، والتمويل الإسلامي، معربا عن فخره بحصول «بيتك» على 26 جائزة مرموقة على المستوى المحلي والعالمي، ومن أبرزها «أفضل مؤسسة مالية إسلامية في العالم» من مجلة غلوبل فاينانس العالمية، وجائزة «بنك العام - الكويت» من «ذي بانكر» العالمية، وأيضاً تأكيدا على الاهتمام بالموظفين، حصل «بيتك» على 3 جوائز خاصة ببرامج تقدير الموظفين، والارتباط الوظيفي، وبرامج إدارة المواهب من مجموعة براندون هول، موضحا أن تلك الإنجازات تؤكد سلامة منهج عملنا لكونها جاءت متكاملة ومتوازنة.
وأشار الرشود الى أنه على صعيد الموظفين، لدينا أكبر قاعدة من المواهب في مجال الخدمات المصرفية الإسلامية في الكويت، ويحظون بفرصة نمو وظيفية مميزة من خلال فرص التدريب والتعليم، والتي طالما تميّز بها «بيتك»، لدينا التزام قوي بتأهيل جميع قياديي «بيتك»، وخلال العام الماضي فقط كان هنالك 117 ترقية لمناصب إشرافية، ونفخر بأننا أول بنك إسلامي في الكويت يوقّع على اتفاقية مبادئ تمكين المرأة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومما يدل على التزام «بيتك» بهذا الميثاق، نعتز بوجود 84 سيدة في «بيتك» اليوم يشغلن مناصب إشرافية، وهن من الكفاءات المشهودة في القطاع المصرفي الكويتي. ويعتز «بيتك» بترسيخ بيئة عمل تساعد المرأة على النجاح، وتُمكّنها من تحقيق الريادة.
وأضاف أن أثمن وأعزّ ما يملك «بيتك» وأهم أصوله هو الكفاءات والمواهب المصرفية، ونعتز بأننا نحظى بأكبر قاعدة من المواهب في مجال الخدمات المصرفية الإسلامية في الكويت، وقد أصبح «بيتك» الوجهة الوظيفية المُثلى والأولى على مستوى القطاع المصرفي، ولهذا نحرص على أن نوفّر لهم كل سبل النجاح من خلال الفرص التدريبية المميزة، وقد بلغت الساعات التدريبية المقدمة للموظفين أكثر من 83 ألف ساعة، استفاد منها أكثر من 3 آلاف موظف، وشارك 34 موظفا في المؤتمرات الخارجية، ونعتز بتقديم فرص تدريب مع أرقى الجامعات العالمية، مثل هارفارد بزنس سكول، وإنسياد، وغيرها من الجامعات المرموقة، وبلغ عدد الزملاء المشاركين في هذه البرامج 130 موظفا في عام 2023 فقط.
ولأن «بيتك» يتمتع بشبكة أعمال دولية ضخمة، فإننا نحرص في كل عام على تقديم فرصة لموظفينا بالكويت للمشاركة في فروعنا بتركيا خلال عطلة الصيف، وخلال العام الماضي، شارك 50 مديرا في البنك ببرنامج قادة «بيتك» التدريبي، بالتعاون مع «هيدسبرينغ»، وكلية «آي إي بزنس سكول»، ومؤسسة فايننشال تايمز الإعلامية، بجانب 40 متدربا من الخريجين والخريجات الكويتيين المتفوقين من الجامعات المحلية والعالمية الذين نستهدفهم من خلال برنامج فرصة، حيث نسعى إلى تمكين الخريجين والخريجات من بناء مسيرة مهنية في القطاع المصرفي بما يلبّي تطلعاتهم وإمكاناتهم.
وحول الدور الاجتماعى لـ «بيتك»، قال إنه تكرس من خلال العديد من المساهمات الداخلية والخارجية، وكان أبرز إنجازاتنا في مجال المسؤولية الاجتماعية، هو دعم «بيتك» وتسخيره كل الإمكانات لإعادة إعمار سوق المباركية، تماشياً مع استراتيجية البنك المجتمعية والوطنية، وتشمل هذه المبادرة إعادة إعمار نحو 17 مبنى بالمنطقة المتضررة، وتطوير بعض المباني المجاورة في سوق المباركية بمبلغ تقديري نحو 8 ملايين دينار، وكذلك قام «بيتك» بتلبية نداء الحملة الوطنية للغارمين تحت شعار «فزعتكم فرحة لهم»، وقدّم 7 ملايين دينار من أموال الزكاة، كما قدّم «بيتك» حوالي 6 ملايين لدعم جهود الإغاثة لمنكوبي الزلزال، حيث تم تخصيص 3 ملايين للمتضررين في تركيا، ومثلها للمتضررين في سورية.
وحول التطلعات والأهداف الاستراتيجية، قال الرشود «يأتي في مقدمة أولوياتنا تعزيز ولاء قاعدة عملائنا المتنامية والمتعددة الجنسيات، وتوطيدها بالتركيز على استخدام البيانات والتحليلات، يليها الاستثمار في الحلول المبتكرة بالتعاون مع أفضل شركات الـ Fintech العالمية، كذلك لدينا اهتمام بالغ بتعميق مفهوم الابتكار في «بيتك» على الصعيدين الاستراتيجي والقيادي لبناء قيمة مضافة، كما نهدف إلى الارتقاء أكثر بأمن البيانات والحلول الرقمية السحابية والامتثال لها.