في ظل عدم تحقيق أي اختراق للتوصل إلى هدنة، كثف المجتمع الدولي محاولات إيصال المساعدات إلى قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية وحشية منذ أكتوبر الماضي، في سباق مع المجاعة التي باتت تهدد عشرات آلاف الفلسطينيين، بدا أن إسرائيل تراهن على تحولات داخل قيادة حركة حماس، مع إصرارها على اجتياح رفح آخر نقطة جنوب القطاع رغم التحذيرات الدولية.
ونقل موقع «اكسيوس» الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن تل أبيب تلقت في الأيام الأخيرة مؤشرات من وسطاء قطريين ومصريين تشير إلى «تحولات في قيادة حماس» قد تؤدي خلال أيام إلى «إحراز تقدم يسمح بالانتقال إلى مفاوضات جادة بخصوص التوصل إلى اتفاق» بشأن تبادل الرهائن والأسرى والمحتجزين.
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس، إن «حماس» تقاتل من أجل البقاء، وإن تشددها في المفاوضات وتمسكها بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع كجزء من صفقة تبادل الرهائن، يعكس افتقارها إلى خيارات أخرى، معتبرة أن الحركة تفككت بالفعل، وقد يكون بقاؤها ممكناً فقط من خلال عودتها إلى جذورها المبكرة كحركة مقاومة ذات جناح متشدد سري، وشبكة خدمات اجتماعية دينية.
ورغم توقع محللي الاستخبارات الأميركية أن تكون «حماس» قادرة على مواصلة «المقاومة المسلحة سنوات مقبلة»، باستخدام شبكة أنفاقها تحت الأرض «للاختباء واستعادة القوة ومفاجأة القوات الإسرائيلية»، نقلت «فايننشال تايمز» عن مسؤول عسكري رفيع قوله: «هل ما زالت حماس موجودة عسكريا؟: نعم. هل لا تزال منظمة؟ لا، فالطريق إلى تفكيكها بالكامل مستمر».
في المقابل، نقلت الصحيفة ذاتها عن دبلوماسي عربي، أن مقاتلي «حماس» على الأرض يعتقدون «أنهم في حالة جيدة عسكرياً»، وذلك ببساطة عن طريق الصمود في مواجهة أحد أكثر الجيوش تطوراً في العالم في ما يعتبر بالفعل أطول حرب عربية ــ إسرائيلية منذ عقود، مضيفاً، مع ذلك، وبالنظر إلى معاناة عائلاتهم وأصدقائهم، لا شك أن الضغوط تتزايد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتخفيف الظروف القاسية للمدنيين. وأشار إلى أن «المفتاح هو كيفية تفاعلهم مع الضغوط. مع مجموعات مثل حماس، بشكل عام، إذا ضغطت بشدة فلن تحصل على رد الفعل الذي تريده».
في سياق متصل، قالت القناة 14 العبرية، إن مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج (61 عاماً) بدأ العمل على بناء قوة مسلحة جنوب قطاع غزة تتكون من عائلات غير مؤيدة لـ «حماس» لتوزيع المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله. وكانت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أشارت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اقترح تولي فرج إدارة قطاع غزة مؤقتاً بعد انتهاء الحرب.
من جهته، طالب القيادي في «حماس» أسامة حمدان المقيم في لبنان أمس فرج «بتوضيح عما أعلنه الجانب الاسرائيلي»، مضيفاً أن «اليوم التالي في غزة سيكون يوماً فلسطينياً وليس للإسرائيليين، ومن أراد أن يكون في سياق العملاء فليكشف عن وجهه».
وقبل أيام حذّر موقع تابع لـ «حماس» العشائر والمخاتير في غزة من التعامل مع إسرائيل لتلقي المساعدات وتوزيعها، في خطوةٍ تشير إلى أن تحركات من هذا النوع قد بدأت بالفعل.
وفي تفاصيل الخبر:
نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل تلقت في الأيام الأخيرة مؤشرات من وسطاء قطريين ومصريين تشير إلى «تحولات في قيادة حماس» قد تؤدي خلال أيام إلى «إحراز تقدم يسمح بالانتقال إلى مفاوضات جادة بشأن التوصل إلى اتفاق» بشأن تبادل الرهائن والأسرى والمحتجزين.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز، أمس، إن «حماس» تقاتل من أجل البقاء، وان تشددها في المفاوضات وتمسكها بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع كجزء من صفقة تبادل الرهائن، يعكس افتقارها لخيارات أخرى، معتبرة أن «حماس» تفككت بالفعل، وقد يكون بقاؤها ممكناً فقط من خلال عودتها إلى جذورها المبكرة كحركة مقاومة ذات جناح متشدد سري وشبكة خدمات اجتماعية دينية.
ورغم توقع محللي الاستخبارات الأميركية أن تكون «حماس» قادرة على مواصلة «المقاومة المسلحة لسنوات قادمة»، باستخدام شبكة أنفاقها تحت الأرض «للاختباء واستعادة القوة ومفاجأة القوات الإسرائيلية»، نقلت «فايننشال تايمز» عن مسؤول رفيع قوله: «هل ما زالت حماس موجودة عسكريا؟ نعم. هل لا تزال منظمة؟ لا، فالطريق إلى تفكيكها بالكامل مستمر».
في المقابل، نقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي قوله إن مقاتلي «حماس» على الأرض يعتقدون «أنهم في حالة جيدة عسكريا»، وذلك ببساطة عن طريق الصمود في مواجهة أحد أكثر الجيوش تطورا بالعالم فيما يعتبر بالفعل أطول حرب عربية إسرائيلية منذ عقود، مضيفا مع ذلك، وبالنظر الى معاناة عائلاتهم وأصدقائهم، لا شك أن الضغوط تتزايد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتخفيف الظروف القاسية للمدنيين.
وأشار إلى أن «المفتاح هو كيفية تفاعلهم مع الضغوط. مع مجموعات مثل حماس، بشكل عام، إذا ضغطت بشدة فلن تحصل على رد الفعل الذي تريده».
في سياق متصل، قالت «القناة 14» العبرية إن مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بدأ العمل على بناء قوة مسلحة بغزة تتكون من عائلات غير مؤيدة لـ «حماس» لتوزيع المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله.
وكانت هيئة البث (كان) أفادت بأن سكرتير الأمن القومي تساحي هنغبي التقى مؤخرا، بموافقة نتنياهو، فرج، الذي اقترح وزير الدفاع يوآف غالانت توليه إدارة غزة مؤقتاً بعد انتهاء الحرب.
وقبل أيام، حذرت «حماس» العشائر والمخاتير من التعامل مع إسرائيل لتلقي وتوزيع المساعدات، في خطوة تشير الى أن تحركات من هذا النوع قد بدأت بالفعل.
تقويض نتنياهو
إلى ذلك، اتهم مسؤول إسرائيلي كبير إدارة بايدن بـ«محاولة تقويض» حكومة نتنياهو، بعد تأكيد الاستخبارات الأميركية تعمق «فقدان الثقة في قدرته على الحكم والبقاء كزعيم وكذلك ائتلافه المتطرف».
وتوقع التقرير احتجاجات كبيرة تطالب باستقالة نتنياهو وإجراء انتخابات قريباً، مشيرا إلى أن «تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا أمر محتمل»، وقال مسؤول ثان: «إسرائيل تنتخب حكومتها وليس شخصاً آخر، وهي دولة مستقلة وليست تابعة للولايات المتحدة، ونتوقع من أصدقائنا أن يتحركوا للإطاحة بحماس وليس بحكومتنا المنتخبة».
وفي تطور قد يستعجل الهجوم على رفح، أبلغ عضو مجلس الحرب بيني غانتس أمس نتنياهو بأن «مجلس الحرب بأكمله متحد للعمل» في المدينة المكتظة بالنازحين على حدود مصر.
ورغم التحذيرات المصرية وتهديدات بايدن، واصل نتنياهو التهديد باجتياح رفح، معتبرا أنه لن يتمكن من الانتصار دون «القضاء على حماس في المدينة» الحدودية. وفي انتقاد ضمني لبايدن، قال نتنياهو، أمام مؤتمر اللوبي (إيباك)، «لا يمكن لأصدقائنا دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من جهة، ثم معارضتها عندما تمارس هذا الحق من جهة أخرى».
وفي إطار «مشروع تجريبي» لتفادي المجاعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس دخول 6 شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من برنامج الأغذية العالمي دخلت مباشرة عبر البوابة 96 بمعبر كرم أبو سالم إلى شمال غزة.
ومن دون ذكر «المشروع»، أكد برنامج الأغذية أنه للمرة الأولى منذ 20 فبراير، وصلت قافلة مساعدات إلى غزة تكفي 25 ألف شخص، مشدداً على أنه بحاجة لدخول المساعدات يومياً، نظراً لأن سكان شمال غزة باتوا على شفا مجاعة.
وفي حين ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الميناء البحري المؤقت على ساحل غزة سيعمل بكامل طاقته في غضون 60 يوماً، كشفت ثلاثة مصادر مطلعة ومسؤول أميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن قد تحث شركاء وحلفاء على تمويل عملية ضخمة يديرها القطاع الخاص لإرسال مساعدات عن طريق البحر إلى غزة.
وإذا توافر التمويل للمشروع التجاري بقيادة شركة فوجبو، الاستشارية، التي تضم مسؤولين سابقين في «البنتاغون» والاستخبارات والوكالة الأميركية للتنمية ومسؤولين سابقين في الأمم المتحدة، فقد تأتي الخطة بكميات كبيرة من المساعدات إلى الشاطئ في غضون أسابيع، وقد تكون أسرع من نظام الأرصفة العائمة لـ «البنتاغون».
وبحسب المصادر، فإن الخيار التجاري قد يصبح جاهزا للتنفيذ خلال شهر بمجرد تمويله بمبلغ نحو 200 مليون دولار لمدة ستة أشهر، وتستهدف الخطة جلب المساعدات إلى غزة على متن سفن تجرها زوارق قطر، على أن تنقل بعدها رافعات الحاويات إلى الشاطئ وإنشاء منصة للحاويات.
وسيسمح المشروع بتسليم حاويات تعادل حمولة 200 شاحنة إلى غزة يومياً، وهذا أقل من حمولة 500 شاحنة من المساعدات كانت تصل إلى القطاع يوميا قبل بدء الحرب.
وقال مسؤولون أميركيون إن العملية ستوفر مئات من حمولات الشاحنات الإضافية من المساعدات كل يوم، وستشمل أكثر من مليوني وجبة ومياه ومواد لإقامة أماكن إيواء مؤقت وعقاقير.
إلى ذلك، أعطى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الضوء الأخضر للقوات الجوية لإسقاط مساعدات إنسانية يتم الاحتياج إليها بصورة عاجلة فوق قطاع غزة، لتنضم ألمانيا بذلك إلى العديد من الدول الأخرى، التي تنفذ عملية إنزال جوي، مثل الأردن والإمارات ومصر وقطر.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمام مجلس الأمن، أمس الأول، إن «التجويع يستخدم كسلاح حرب في غزة»، ووصف نقص المساعدات بأنها كارثة «من صنع الإنسان»، وأضاف: «عندما ندين ما يحدث في أوكرانيا، علينا أن نستخدم نفس الكلمات لما يحدث في غزة».
وفي السعودية، شدد مجلس الوزراء، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على ضرورة وقف العدوان على غزة وحصول الشعب الفلسطيني على «حقوقه وتقرير المصير عبر مسار موثوق لا رجعة فيه لإِقامة دولته» بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ميدانيا، اقتحمت قوات الاحتلال ليل الثلاثاء – الأربعاء مدينة جنين ومخيمها من شوارع الناصرة وحيفا ونابلس وبلدة عنبتا شرق طولكرم بعشرات الآليات العسكرية والجرافات، يساندها تحليق للطائرات المسيرة ووحدات خاصة مستعربة. ووسط مواجهات واشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة فلسطينيين، شرعت جرافات الاحتلال بعملية تدمير في حي السكة وفي حي الزهراء وداخل مخيم جنين.
وفي القدس، قتلت شرطة الاحتلال طفلاً من مخيم شعفاط، بحسب وزارة الصحة، التي وثقت استشهاد 428 بالضفة والقدس الشرقية منذ 7 أكتوبر الماضي.
في المقابل، أعلنت شرطة الاحتلال إصابة جنديين في عملية طعن عند حاجز النفق جنوبي القدس، مبينة أن منفذ العملية وصل المنطقة على دراجة كهربائية، ثم ترجل عنها ونفذ الطعن قبل أن يطلق الجنود النار عليه.
اغتيال «عنصراً بارزاً» في «حماس» بلبنان
قتل شخصان على الأقل، نعت أحدهما حركة حماس، وأصيب آخران بجروح أمس جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة صور في جنوب لبنان، على وقع تصاعد التوتر عند الحدود منذ بدء الحرب في غزة.
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية اللبنانية عن مقتل فلسطيني «داخل السيارة التي استهدفتها» الضربة الإسرائيلية في محيط مدينة صور قرب مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين.
كما قتل شخص ثان من التابعية السورية، قالت الوكالة إنه «كان على متن دراجة نارية وصودف مروره لحظة الاعتداء».
في وقت لاحق، نعت «حماس» في لبنان وكتائب الشهيد عزالدين القسام في لبنان «الشهيد القسامي المجاهد هادي علي محمّد مصطفى» من مخيم الرشيدية.
من ناحيته، وصف الجيش الإسرائيلي مصطفى بأنه «عنصر مركزي في حماس بمنطقة لبنان كان متورطًا في توجيه خلايا تخريبية ونشاطات ميدانية للاعتداء على أهداف إسرائيلية ويهودية في دول مختلفة حول العالم، كما كان عنصرًا رائدًا في قسم البناء التابع للمنظمة». وشدد متحدث على استمرار الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن في التصرف ضد حماس «في كل ساحة تنشط فيها».