المعلم أثناء العام الدراسي طاقة مشتعلة لا تتوقف عن العطاء والعمل ما بين قاعات الدرس والأنشطة، والأعمال الإدارية، لكن الأعباء والضغوط تزيد عليه ما بين التطوير والتجديد والتحديث، وبين ظروف ونفقات الحياة التي تتزايد بشكل سريع وكبير، وأعباء الغربة على المعلم الوافد تحديداً، خصوصاً أن معظم البلدان العربية تعاني معاناة شديدة من ويلات الحروب والظروف الاقتصادية الصعبة، ومشاكل البعض في عدم استقدام أسرته أو السفر إليها، كل ذلك يجعله يعمل تحت ضغط من ناحية ومحاولة الالتزام والعطاء دون تقصير من ناحية أخرى.
رسالة صامتة من المعلمين تقول: نحن ملتزمون بالعمل ونعطي مهما كانت الظروف والتحديات لأن هذه رسالتنا وهذا عملنا، ودورنا العطاء مهما كانت التحديات، لكن المعلم كأي إنسان يحتاج إلى التقدير ومراعاة ظروفه المادية واحتياجاته الأساسية التي تتلخص في حقوقه التي تتأخر كثيراً دون سبب أو مبرر، علماً أنه تم إقرارها وإعلامه بها، إلا أنها ممنوعة من الصرف في ظل احتياج الكثير إليها، وأصبحت الصوت الصامت الذي يتهامس به الكثير من المعلمين، متى؟ ومتى؟ ومتى؟!
وإن إجراء التثبت من الشهادات لسنوات بعيدة يربك أهل الميدان لا سيما في توقيت دراسي مضغوط، خصوصاً أن هذا الفصل انتصف شهر رمضان الفضيل، وتوثيق مثل هذه الشهادات يتطلب الحضور أو عمل توكيلات تزيد ضغوط المعلم المادية والنفسية والإدراية.
فالأمر يحتاج إلى وقت ومجهود تناسبه العطلة الصيفية أكثر من العام الدراسي، أو مخاطبة الوزارة للجامعات التي ينتسب إليها الموظف ويتم إعلامه ليدفع رسومه كي ترد جامعته على خطابات الوزارة، فصوت المعلم الصامت يقول تعاونوا معه وخففوا عنه لأنه أصبح يعيش تحت ضغوط تستدعي النظر في أمره ومنحه الفرصة ليعطي بشكل أفضل.