ونحن في بدايات شهر رمضان المبارك نقول لكم: «مبارك عليكم الشهر جميعاً وعساكم من عواده».
لقد حدث ما كان متوقعاً من حل مجلس الأمة، والسبب غياب الثقة في الوقت الحاضر بين النائب والمواطن الذي أصابه اليأس وأصبح عازفاً متردداً في انتخاب من يمثله، مجالس كثيرة ومتوالية «أكثر من الهمّ على القلب» كما يقولون تُحل وكأنك يا بوزيد ما غزيت، للأسف، كل نائب يعمل لمصلحة من ينتخبه ترى من يعمل لمصلحة الوطن؟
تمهل كثيراً أيها المواطن قبل الإدلاء بصوتك فصوتك أمانة، ولا تغرك الوعود التي يعطيها النائب لك لأنه متى ما حاز المنصب تصبح هذه الوعود فقاعات صابون تتلاشى في الفضاء، وهناك بعض النواب يدغدغون مشاعر من ينتخبونهم بأنهم سيتصدون للزيادة والغلاء وكأن ما نعانيه في وطننا هو الغلاء فقط ضاربين عرض الحائط بالاهتمام بمشاكل رئيسة بدأت بالتوغل.
صدقوني لسنا ضد الزيادة، وأن يعيش المواطن عيشة كريمة في بلده الكريم، لكن لو تمت السيطرة على الأسعار وكانت السلع في متناول الجميع فإننا لا نريد زيادة!! ولو كان التعليم في مستوى متقدم لما طالبنا بحل مشاكله، ولكن للأسف أقولها وفي قلبي وقلب الأغلبية غصة لأن التعليم أصبح عبئاً مادياً على الأسرة بسبب الدروس الخصوصية من الابتدائي حتى المرحلة الجامعية، ومراكز الطالب تعج بطباعة المذكرات المدرسية لجميع المراحل الدراسية، فما فائدة وما جدوى الكتاب الذي توزعه وزارة التربية على الطالب إذا كان لا يفي بالغرض؟ أفيدونا أفادكم الله؟ والحقيقة أن الأسرة توفر المدرس الخصوصي والمذكرات لأنها تطمح بتفوق أبنائها.
لو عاد التعليم إلى مساره الصحيح لما أردنا زيادة!! ولو كانت المستشفيات الحكومية على مستوى رفيع وعال من الأطباء والممرضات، مع أن هناك من هم على مستوى عال وكفاءات مفخرة للبلد، لكننا نطمح للأفضل، لما احتجنا للزيادة أو كرت عافية الذي أصبح يئن من سحب الأموال الكارثية منه.
والإيجارات التي أرهقت المواطنين والتي أصبحت تفوق الخيال باتت تؤرق معظم الأسر وهي تنتظر منزل العمر، فلا تقل للمواطن خذ شقة أرخص إذا كانت أعداد الأسرة كبيرة، فكل كأب حريص على توفير الرعاية السكنية المريحة لأسرته، فإذا تمت السيطرة على هذه الإيجارات وتوفير السكن بوقت أقصر فإننا لا نريد زيادة!! ومشكلة التجنيس التي بدأت بالتفاقم، ضعوا النقاط على الحروف ومن يستحق التجنيس أعطوه ومن لا يستحق فلا تعطوه آمالا ووعوداً مستحيلة.
أخيراً فليضع المواطن والحكومة ونواب مجلس الأمة نصب أعينهم التعاون المثمر البنّاء الذي يرقى بالكويت، فقد سئمنا المشاحنات الدائمة بين الحكومة والمجلس الذي ما إن يبدأ دورته حتى يتم حله، فمصلحة الكويت أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً هي الأهم وفوق الجميع، وليدرك الكل ذلك.
حفظ الله الكويت وشيوخها ومواطنيها من كل شر، اللهم اجعل هذا المجلس مباركاً مستقراً ثابتاً في هذه الأيام المباركة.