مع اصطدام جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني وتصاعد التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح، كشف مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، أن قائد الفيلق إسماعيل قآني، زار الأسبوع الماضي لبنان وسورية والعراق وعقد لقاءات مع قادة الفصائل المتحالفة والموالية لبلاده، وأبلغهم مجدداً موقف طهران القاضي بضرورة تركيز كل الأنظار على غزة فقط، وتجنب الدخول في أي حرب مع إسرائيل «مهما كان الثمن».
وفي وقت توسع إسرائيل ضرباتها في لبنان، ويقابلها حزب الله بردود تعكس التزامه الدقيق بمبدأ «الصبر الاستراتيجي» الذي رفعته إيران بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي وتسبب في اندلاع الحرب الإسرائيلية الشعواء على غزة، قال المصدر، الذي رافق قآني خلال الجولة، لـ «الجريدة» إن قائد «فيلق القدس» أجرى جلسة مطولة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تم خلالها بحث تفاصيل الوضع الميداني في لبنان، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على أن إسرائيل تسعى إلى جر الحزب إلى حرب، وأنه على الرغم من الأثمان الباهظة التي اضطر الحزب إلى تحمُّلها من حيث عدد القتلى في صفوفه واستهداف مواقعه ودمار القرى الحدودية اللبنانية، فإن المصلحة العليا لـ «محور المقاومة» الذي تقوده إيران تقتضي عدم الوقوع في الفخ الإسرائيلي ودخول حرب مباشرة مع إسرائيل.
وحسب المصدر، فإن نصرالله وافق قآني على أن حزب الله يجب أن يعض على الجرح ولا يدخل في حرب شاملة إلا إذا قامت إسرائيل بمحاولة اجتياح للبنان.
وأشار إلى أن مندوباً للجناح العسكري لـ «حماس» شارك في جزء من اللقاء بين قآني ونصرالله، وأبلغ الرجلين أن الوضع العسكري للحركة جيد جداً، حيث خسرت أكثر بقليل من 10 في المئة من قدراتها العسكرية خلال الأشهر الخمسة الماضية في حين كان متوقعاً أن تخسر أكثر من نصفها.
وقال المصدر إن مندوب الجناح العسكري لـ «حماس» أشار إلى أن تقديرات الحركة تفيد بأن شعبيتها لم تتضرر بل على العكس، وأن الحركة متفقة على أن فتح حرب شاملة قد يضر بالموقف الفلسطيني.
وحسب المصدر، فإن قآني ونصرالله بحثا سبل زيادة تهريب المساعدات اللوجستية العسكرية والطبية إلى «حماس» خوفاً من أن طرق التهريب القليلة التي لا تزال متوافرة قد تغلق قريباً، واتفقا على التخطيط لعمليات اغتيال لإسرائيليين رداً على اغتيال مسؤولين في الحرس الثوري وحزب الله.