يوم ثانٍ من «رئاسية» روسيا: هجمات أوكرانية واحتجاجات عند «الصناديق»
تعرضت روسيا، اليوم ، في ثاني أيام الانتخابات الرئاسية التي سيفوز بها من دون أدنى شك فلاديمير بوتين، إلى هجوم صاروخي أوكراني أدى لمقتل شخصين في غرب البلاد، فيما أدى هجوم منفصل بطائرة مسيرة إلى اشتعال النار في مصفاة لتكرير النفط.
وشهد اليوم الأول من الاقتراع عدداً من الاحتجاجات شمل صب سائل ملون في صناديق الاقتراع وإلقاء زجاجة مولوتوف على مركز اقتراع في مسقط رأس بوتين، إضافة إلى هجمات إلكترونية تم الإبلاغ عنها وتم اعتقال ما لا يقل عن 13 شخصاً.
وقال الحزب الحاكم في روسيا، «روسيا المتحدة» إنه واجه اليوم هجوماً حجب الخدمة بشكل واسع النطاق، وهو نوع من الهجمات السيبرانية تهدف إلى تعطيل حركة البيانات عبر شبكة الإنترنت العالمية، وقد قام بتعليق الخدمات غير الأساسية لصد هذا الهجوم.
ووجهت أوكرانيا ضربات متكررة الأسبوع الماضي لمصافي التكرير الروسية. وشنت روسيا هجومها الأكثر دموية منذ أسابيع يوم الجمعة عندما أصابت صواريخها منطقة سكنية في مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 20 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين.
وخيمت حرب أوكرانيا على التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تستمر ثلاثة أيام. ولا يمثل أي من المرشحين الثلاثة الآخرين في ورقة الاقتراع أي تحدّ حقيقي لبوتين (71 عاما)، الذي يحكم منذ عقدين وسيفوز بولاية جديدة تمتد حتى 2030. ويقبع منتقدو بوتين البارزون في السجن أو فروا إلى الخارج، مما دفع المعارضة إلى وصف الانتخابات بأنها صورية. وتوفي أشهر سياسي معارض في روسيا، وهو أليكسي نافالني، في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي الشهر الماضي واتهم أنصاره بوتين بقتله.
يأمل الكرملين في تحقيق نسبة مشاركة عالية لإظهار وحدة البلاد ودعمها لبوتين.
وبلغت نسبة المشاركة الإجمالية حوالي 38 بالمئة بحلول صباح اليوم الثاني. وتم الإبلاغ عن بعض أعلى المعدلات، التي تقترب من 70 بالمئة، في منطقة بيلغورود التي تتعرض لهجمات أوكرانية وفي 4 مناطق أوكرانية اعلنت روسيا ضمها من جانب واحد في اجراء لم يلق اعترافا دوليا.
وندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومعه عشرات من الدول الأعضاء في المنظمة بإجراء الانتخابات الرئاسية الروسية في المناطق «المحتلة» من أوكرانيا.
وشدد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان على تمسّك المنظمة الأممية بـ»استقلال» أوكرانيا و»وحدة أراضيها».
وفي أكتوبر 2022، دانت الجمعية العامة خصوصاً «الضمّ غير المشروع» لمناطق دونيتسك ولوغانسك (شرق) وزابوريجيا وخيرسون (جنوب) الأوكرانية على إثر «استفتاءات مزعومة غير مشروعة»، وشدّدت على أنّ هذه الأفعال «لا صلاحية لها» بنظر القانون الدولي.
وردّ نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي بالقول: «لن أعلّق على محاولات لا تغتفر على الإطلاق سمعناها في هذه القاعة للتدخّل في الشؤون الداخلية لبلدنا»، مشدّداً على أنّ هذه الأراضي «هي إدارياً وسياسياً جزء من بلدنا سواء أعجبكم ذلك أم لا».
من جهة أخرى، رفض نائب رئيس مجلس الأمن الروسي وحليف بوتين القوي، دميتري ميدفيديف تصويت البرلمان الأوروبي لمصلحة قرار يدعو روسيا لإعادة كنوز رومانيا التي احتفظت بها موسكو منذ الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك مجموعة متنوعة من المجوهرات و91.5 طناً مترياً من الذهب.
وانتقد ميدفيديف، بحسب «نيوزويك»، «التافهين» و»الضعفاء» الذين يديرون أوروبا، مشيراً إلى أن الاتحاد السوفياتي أعاد بعض القطع إلى رومانيا في ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي، لكن الذهب ظل في أيدي الروس لأن رومانيا عوقبت بسبب «سلوكها السيئ».