تشهد منطقة تايوان الصينية انخفاضاً مستمراً في عدد المواليد، وذلك على خلفية عزوف متزايد بين صفوف الشباب والشابات في الجزيرة عن الزواج.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية الصادرة عن السلطات التايوانية، وصل عدد المواليد الأحياء في تايوان إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في عام 2023، حيث ولد 135571 طفلاً فقط في العام الماضي.
وفي فبراير 2024، سجلت تايوان 9663 ولادة و17462 وفاة.
وكان هذا هو الشهر الـ38 على التوالي الذي شهدت فيه الجزيرة تسجيل عدد وفيات أكبر من عدد المواليد.
ويعزى الانخفاض في عدد المواليد إلى إحجام الشباب عن الزواج.
وكشفت الإحصاءات الرسمية للجزيرة أنه خلال الفترة من 2013 إلى 2023، انخفضت نسبة النساء المتزوجات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25 و29 سنة من 23.76 في المائة إلى 17.72 في المائة، في حين انخفضت نسبة النساء المتزوجات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و34 سنة من 52.63 في المائة إلى 41.41 في المائة.
ويرجع العزوف عن الزواج إلى عدد من العوامل، بما في ذلك المخاوف بشأن الرواتب وأسعار المساكن وتكلفة تربية الأطفال، وفقاً لرجل يُدعى لين، فإنه وزوجته يتوجسان من عدم وجود الوقت لدى أي منهما لرعاية طفل.
كما أنهما يشعران بالقلق من الأثر المالي الذي قد يترتب على ترك أحدهما الوظيفة للتركيز على تربية طفل، حيث قد يؤدي ذلك إلى عدم كفاية دخلهما لتغطية جميع نفقاتهم.
وفي الوقت الحالي، تقدم السلطات الإقليمية في الجزيرة إعانات للآباء لتربية الأطفال.
وفي تايبي، يحصل الأزواج الذين ينجبون طفلهم الأول على 40 ألف دولار تايواني جديد (1263.52 دولار أمريكي)، في حين يحصل أولئك الذين ينجبون طفلا ًثانياً أو ثالثاً على إعانات قدرها 45 ألف و50 ألف دولار تايواني جديد على التوالي.
أشارت صحيفة «تشاينا تايمز»، وهي صحيفة يومية تصدر باللغة الصينية وتتخذ من تايوان مقراً لها، أشارت إلى أنه على الرغم من أن الدعم الاقتصادي يُمكن أن يحفز زيادة في معدل المواليد، إلا أن بيئة تربية الأطفال والتوازن بين الحياة المهنية وتربية الأطفال هي التي تؤثر بشكل رئيسي على رغبة الشباب والشابات في الإنجاب.