خالد الشطي يستحضر أعمال الخير الكويتية في رمضان والمناسبات الموسمية

أصدر كتاباً يوثّق الكثير من الأعمال التي اشتهر بها أهل الكويت قديماً

نشر في 16-03-2024 | 14:16
آخر تحديث 16-03-2024 | 15:18
No Image Caption

في كتابه «الأعمال الخيرية الكويتية قديماً في المناسبات الموسمية»، يوثّق د. خالد يوسف الشطي، الكثير من الأعمال التي اشتهر بها أهل الكويت قديما في شهر رمضان المبارك، والذي كانوا يستعدون لاستقباله مُبكراً من خلال تجهيز المساجد والقيام بأعمال الخير ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين، إلى جانب المظاهر التراثية الرمضانية التي تتوارثها العائلات الكويتية وبقيت حيّة وخالدة على مدار قرون مضت وحتى اليوم، وكذلك الأعمال الخيرية لأهل الكويت في مختلف المناسبات الموسمية.

وبحسب الكتاب الصادر عن مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني، فإن الأعمال الخيرية الكويتية تنوّعت في المناسبات المختلفة، فقد اشتهرت الكويت قديماً وحديثاً بريادة أبنائها للعمل الخيري والإنساني، ومساعدتهم للمحتاجين وتكاتفهم وتعاونهم فيما بينهم للقيام بتلك الأعمال داخل الوطن وخارجه.

وحظيت المساجد بعناية الكويتيين في كل المواسم بشكل عام وخلال موسم شهر رمضان بوجه خاص، حيث حرصوا على بناء المساجد والتبرع بالأوقاف الخيرية، والوصايا للصرف من ريعها على صيانة المساجد وتسيير شؤونها، كما تبرعوا بالأوقاف لتشمل شتى احتياجات المجتمع آنذاك، كالتعليم والعلاج ومساعدة الأسر والمحتاجين، وإقامة موائد الإفطار في شهر رمضان ونحر الأضاحي في عيد الأضحى المبارك.

وأنشأوا المدارس والكتاتيب، وأنفقوا على تسييرها وتقديم العون لها، وكفلوا الأيتام، وقدموا الرعاية للأرامل والفقراء والمحتاجين، ولم يتركوا مجالاً من مجالات الخير إلا وساهموا فيه بقدر ما يستطيعون.



ويدلنا كتاب الشطي إلى أن أبناء الكويت ساروا جيلاً بعد جيل في عمل الخير على مر الزمان، ولم يتركوا حاجة من حاجات المجتمع إلا وسدوها، وكانوا يتنافسون في العطاء والبذل وإخراج الزكوات والصدقات في شهر رمضان المبارك.

وكان الحرص على إفطار الصائمين من الأعمال الرمضانية المعتادة من أهل الكويت قديماً وحديثاً، حيث كانت موائد الإفطار الرمضاني تنتشر في المساجد بتبرعات أهل الخير، ويذكر لنا الكتاب، أن المحسن عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان كان يقيم ولائم إفطار في رمضان، ويوزع الولائم على الصائمين بنفسه.

كما اعتاد أهل الكويت خلال شهر الصوم صنع مأكولات معينة مثل الهريس والجريش والرُّزْ، وحلويات مثل اللقيمات ليقوموا بتوزيعها على الأهل والجيران والمساجد والأسر المحتاجة والمتعففة.

ويروي لنا الكتاب عن «أبو طبيلة»، وهو شخص يتبرع لإيقاظ الناس ليلاً للسحور في رمضان ويقرع بالطبل ليوقظ الناس، ويذكر الكتاب عادة «القرقيعان»، وهي عادة رمضانية تبدأ ليلة الرابع عشر من رمضان وتستمر ليلة الخامس عشر والسادس عشر.

وهكذا تتعدد فصول وموضوعات الكتاب الذي يُقدّم توثيقاً دقيقاً للأعمال الخيرية الكويتية في رمضان وفي غيره من المواسم السنوية، شاملاً العادات والتقاليد التراثية التي تحتفظ الذاكرة الشعبية الكويتية بالكثير منها حتى اليوم، فضلاً عن كل جوانب العمل الخيري والتطوعي والإنساني الذي يتوارثه الكويتيون عن الأجداد والآباء حتى اليوم، والذي يكون أكثر حضوراً في الشهر الفضيل.



back to top