قصيدة: الشيخ محمد متولي الشعراوي (1911-1998)
رحمَ الإلهُ فضيلةَ الشعراوي
نِعمَ المُفسِّرُ للهُدى الزهراويْ
شيخُ الدُعاةِ الواعظين بحكمةٍ
مرسى لقلبٍ في المتاهةٍ غاويْ
وفضيلةُ الشيخِ الإمامِ أتى لنا
بمعانيَ التنزيلِ كالبيضاويْ
قد ذاعَ في الآفاقِ صيتاً واسعاً
مَلَكَ القلوبَ بوجههِ الغرّاويْ*
فتراهُ في الندَوات يُومِضُ فطنةً
يأتي بلطفِ خواطرٍ و(حكاويْ)
يُعطي اهتماماً لليمينِ بقولِهِ
ثم الشمالِ موزعاً بتساويْ
يروي لنا قِصصَ النبوّةِ ناصحاً
فيها الجلاءُ فيا لهُ من راويْ
وبها الفوائدُ للعبادِ عديدةٌ
تشفي الغليلَ، وكلَّ همٍّ كاويْ
فكلامُهُ فيضٌ جميلٌ سلسلٌ
شتى الصعابِ مع العناءِ يُداويْ
كم فنّدَ الأخطاءَ دون تهاونٍ
ردًّا على شُبُهاتِ كلِّ مُناويْ
قد أيقظ الأقوامَ من غفلاتهم
وأعانَ كلَّ مُضيّعٍ مُتهاويْ
بعضُ الرجالِ محنكٌ متورِّدٌ
والبعضُ رَخوٌ غافلٌ سوداويْ
البعضُ يخشعُ بالتلاوةِ صادحاً
ويرتلُ القرآنَ كالمنشاويْ
والبعضُ لا يدري حقيقةَ أمرهِ
ويسيرُ في دنياهُ مثلَ الصاويْ
وُلد الإمامُ بقريةٍ متشبثاً
بالعلمِ كاليعسوب نهجٌ ثاويْ
نبغَ الصغيرُ بحفظِهِ وبعلمِهِ
حتى غدا علَّاَمةً نصراويْ
فتراهُ في التلفازِ يبدو مُشرقاً
فِقهًا، وخاطرُهُ العميقُ سَماويْ
والنورُ يسطعُ من جبينٍ لامعٍ
وهو الوعاءُ لكل علمٍ حاويْ
متألقاً حيثُ السماحةُ والحِجا
تمحو ضلالاً قد أتاهُ الخاويْ
مُتأنقاً ببيانِ عصرٍ حاضرٍ
متفتحاً كرفاعةَ الطهطاويْ
فالحقُ أعمقُ في القلوبِ تعلُّقاً
ومداهُ فوق مفاعلٍ كيماويْ
صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
للمؤمنينَ هو الشفيعُ الآويْ
*غَرَّاوِيّ من (غ ر ر) نسبة إلى الغَرَّاء.