في ظل التغيرات المناخية، كشف تقرير خليجي صادر أخيرا عن ارتفاع الملوحة في مياه الخليج بنسب متفاوتة خلال العقدين الماضيين، مما يشكّل خطرا يهدد الأمن المائي بدول المنطقة في حال تجاوزت النسبة 55 بالمئة.
ولفت تقرير لـ «كونا» إلى أن ارتفاع درجة الحرارة أدى إلى زيادة تبخر مياه البحر وانحسار منسوب المياه في نهرَي دجلة والفرات المغذيين الرئيسيين لشط العرب، مما أدى إلى تقليص كميات المياه العذبة التي تصب في مياه الخليج العربي، إلى جانب كميات الأملاح الهائلة التي تنتج عن التحلية.
واشار التقرير إلى «أن معدلات استهلاك الفرد للمياه العذبة في الدول الخليجية تفوق المعدلات العالمية، إذ بلغ متوسط نصيب الفرد اليومي منها 295 لترا».
المياه العذبة
وذكر أن «دولة قطر جاءت في الأول من حيث استهلاك الفرد للمياه العذبة بنحو 470 لترا في اليوم، تلتها البحرين 440 لترا، ثم الكويت 330 لترا، فالإمارات 300 لتر، والسعودية 265 لترا، وأخيرا عمان بمئة لتر للفرد يوميا، ويأتي ذلك فقا لإحصائية حديثة نشرت على موقع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي».
محطات التحلية
وفي هذا الشأن، قال العميد المساعد للشؤون العلمية والأبحاث والدراسات العليا في كلية العلوم الحياتية، د. بدر العنزي، إن «كميات الأملاح الناتجة من محطات التحلية التقليدية تسهم بارتفاع نسبة الملوحة، مما يتسبب في التقليل من كفاءة عملية التحلية، إذ تعتمد على تقنيات تقليدية والتي قد تحتوي على ملوثات أخرى مثل الكلور أو الكروم».
وذكر العنزي لـ «كونا»، أن «كميات الصرف الصحي التي تلقى في البحر، إضافة إلى الأملاح من محطات التحلية تسهم في زيادة المغذيات في المياه الساحلية، مما قد يزيد من نمو الطحالب التي تقلل من نسبة تركيز الأكسجين المذاب في البحر، مما قد يؤدي إلى نفوق الأسماك».
وأضاف أن نسبة الملوحة في سواحل الكويت تتفاوت بين 45 و50 بالمئة، حسب الموقع وعمق المياه، مؤكدا أن النسبة لم تصل أو تقترب من 60 بالمئة، وهي مرحلة الخطر الفعلي، كما هو في سواحل دولة خليجية، حيث بلغت 57 بالمئة.