دول الخليج العربي مهددة بالعطش!
تقع دول الخليج العربية في بيئة صحراوية تعاني شحاً وندرة في المياه الصالحة للشرب والاستخدام، مما دفعها لإنشاء محطات تحلية لمياه البحر لسد الحاجة المتزايدة بفعل ارتفاع عدد السكان والنهضة العمرانية التي تشهدها دول المنطقة.
وقالت وكالة «كونا»، في تقرير أمس، إن عدد محطات التحلية في دول الخليج العربية يقدر بنحو 157 محطة بواقع 8 محطات في الكويت و33 في السعودية منها 8 على الخليج العربي و25 على البحر الأحمر، أما البحرين فلديها 5 محطات، وقطر محطتان، والإمارات 77، وعمان 32.
وفي العقدين الماضيين لوحظ ارتفاع الملوحة في مياه الخليج بنسب متفاوتة، مما يشكل خطراً يهدد الأمن المائي في دول المنطقة في حال تجاوزت النسبة 55 في المئة.
وكان للتغيرات المناخية تأثير على ارتفاع نسبة الملوحة، فارتفاع درجة الحرارة أدى إلى زيادة عملية تبخر مياه البحر وانحسار منسوب المياه في نهري دجلة والفرات المغذيين الرئيسيين لشط العرب، مما أدى إلى تقليص كميات المياه العذبة التي تصب في مياه الخليج العربي إلى جانب كميات الأملاح الهائلة التي تنتج عن عمليات التحلية.
ولا تقف التحديات عند هذا الحد فحسب، بل إن معدلات استهلاك الفرد للمياه في الدول الخليجية تفوق المعدلات العالمية، إذ بلغ متوسط نصيب الفرد اليومي من استهلاك المياه العذبة 295 لتراً وفقاً للمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي الست وهو معدل عالٍ جداً، وفقاً للمقاييس العالمية.
وذكرت إحصائية حديثة نشرت على موقع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن قطر جاءت أولاً من حيث استهلاك الفرد للمياه العذبة بنحو 470 لتراً في اليوم، تلتها البحرين بـ 440 لتراً، ثم الكويت بـ 330 لتراً، فالإمارات بـ 300 لتر، والسعودية بـ 265 لتراً، وأخيراً عمان بمئة لتر للفرد يومياً.
ومع تداعيات التغيرات المناخية وعدم توافر مصادر دائمة أو بديلة للمياه العذبة كالأنهار والبحيرات وشح الأمطار وزيادة معدل الاستهلاك المنزلي إلى جانب غياب ثقافة ترشيد الاستهلاك وارتفاع تكلفة تحلية المياه، تواجه دول الخليج تحدياً حول مدى قدرتها على مواجهة واقع تفرضه معادلة صعبة تتمثل في النمو السكاني السريع مع ضمان استدامة مصادر مياه الشرب للسكان.