غداة إعلان عبدالملك الحوثي، زعيم حركة «أنصار الله» الحوثية اليمنية الموالية لإيران، توسيع نطاق الهجمات من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر فلسطينية أنّ اجتماعاً تنسيقياً مهماً ونادراً عُقد الأسبوع الماضي بين قيادات من حركة «حماس» والحوثيين ناقش كيفية التحرك ضدّ إسرائيل في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد اجتياح منطقة رفح جنوب قطاع غزة آخر منطقة لم تهاجمها إسرائيل في حربها المستمرة منذ أكتوبر الماضي ضد القطاع الفلسطيني.
وقال مصدر، إنّ الحوثيين أكّدوا خلال اللقاء الذي شارك فيه قادة كبار من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أنّها ستواصل عملياتها في البحر الأحمر ضدّ السفن المتّجهة لدولة العدو (إسرائيل)، لإسناد المقاومة الفلسطينية»، وأضاف أنّ الاجتماع ناقش أيضاً «تكاملية دور أنصار الله مع الفصائل الفلسطينية، خصوصاً مع احتمال اجتياح إسرائيل لرفح».
وفيما أعلنت القيادة الوسطى الأميركية، أمس الأول، إن الحوثيين أطلقوا ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن من مناطق يسيطرون عليها في اليمن باتجاه البحر الأحمر، دون وقوع اي أضرار أو اصابات، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على سفينتي شحن وشركة شحن للضلوع في أعمال تهريب غير شرعية ودعم «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني والميسر المالي للحوثيين سعيد الجمل، المدرج على لائحة العقوبات الأميركية.
إلى ذلك، أعلنت وكالة «سبأ» اليمنية للأنباء، التي تسيطر عليها جماعة «أنصار الله» الحوثية، أن وحدات خاصة تابعة للحوثيين نفذت أمس الأول واحدة من أكبر تدريباتها القتالية والمناورات العسكرية بعنوان «مناورة اليوم الموعود» في محافظة مأرب الغنية بالنفط وسط اليمن.
وقالت الوكالة، إن المناورة التي شارك فيها ألف مقاتل وقادها اللواء عبدالخالق الحوثي، شقيق زعيم «أنصار الله» عبدالملك الحوثي، «حاكت عمليات تصدّ عنيفة وواسعة لقوات معادية بعد تنفيذها إنزالاً مظلياً على بعض المناطق اليمنية وتسللها من بعض المناطق بمساعدة قوات المرتزقة».
وخلال المناورة ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي كلمة أكد فيها أنه «لا يمكن أن نقابل العدو الأميركي والبريطاني بالورود وإنما سنقابله بالقتل والتنكيل»، مؤكداً أن جماعته «أعدّت العدّة لمواجهة مصيرية مع الأميركي أو مع أدواته من الميليشيات».
وأضاف: «السفير الأميركي قبل أيام زار هذه المحافظة والتقى بالمرتزقة وهي رسالة أخرى وجهها إلينا الأميركي ونحن اليوم نوجه إليه الرسالة نفسها ولكن ليست رسالة سياسية وإنما رسالة عسكرية تحمل معها النار والمعنويات العالية التي ستنكل بالأميركي».
من ناحيته، قال وزير الدفاع بالحكومة التابعة للحوثيين غير المعترف بها دولياً اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، إن «اليمن قادر على التعامل مع مجتمع دولي لا يحترم إلا القوي». وقالت صحيفة «الأخبار» اللبنانية الموالية لحزب الله، إن المناورة جاءت رداً على تحرّكات يقوم بها السفير الأميركي في اليمن ستيفن فاجن، وأخرى بريطانية مع فصائل مسلحة مقربة من الإمارات، إلا أن خبراء يشيرون إلى أن احتمال شن الحوثيين هجوماً على واحدة من المحافظات النفطية الثلاث مأرب وشبوة وحضرموت في ارتفاع مطرد، مع استمرار الحرب في غزة والغارات الأميركية والبريطانية على مواقع الجماعة في اليمن، مشيرين إلى أن الحوثيين قد يحققون من هجوم من هذا النوع هدفين، الأول، تغطية النفقات المتعاظمة للمجهود الحربي، وثانياً ضمان السيطرة على محافظة نفطية واحدة قبل توقيع اتفاق سلام يمني تدعمه السعودية.