تسريب لظريف: خامنئي مغلوب على أمره
طهران تنتقد مقالاً إسرائيلياً يقترح تقسيمها إلى 6 دول لإنهاء الخطر النووي
قال وزير الخارجية الإيرانية السابق محمد جواد ظريف إن زمرة صغيرة من المتشددين تسيطر على القرار في إيران، وإن المرشد الأعلى علي خامنئي مغلوب على أمره، وأجبر على التحالف مع المتشددين المعارضين لإصلاح العلاقات مع واشنطن لحماية نفسه.
وحسب التسريب الصوتي، الذي انتشر في وسائل التواصل، فقد اتهم ظريف الإصلاحيين بأنهم أخفقوا بعد انتخابات عام 1997، التي جاءت بالإصلاحي محمد خاتمي رئيسا، وجلبت معها فرصة ذهبية لإجراء تغييرات جذرية داخلية وخارجية.
وأشار ظريف إلى أن خامنئي كان يدعم التغيير، لكن في عام 1999 وبعد فوز كبير للإصلاحيين في الانتخابات النيابية، حاولوا حذف المرشد من المعادلة السياسية وعزله، وهو ما دفع خامنئي إلى حماية نفسه بمجموعة من المتطرفين الذين سعوا مذاك الى القضاء على الإصلاحيين في الساحة السياسية، وهو ما نجحوا فيه، حيث انتهى الأمر في الانتخابات الأخيرة التي قال إن قائد الحرس الثوري السابق محمد علي جعفري، ورئيس جهاز أمن الحرس الثوري السابق، حسين طائب، أدارا دفتها، إلى تصفية شاملة للتيار الإصلاحي.
ولفت ظريف، الذي كان يتحدث لبعض طلابه في الجامعة، إلى أن خامنئي لم يكن يرتدي الكوفيه البيضاء والسوداء التي تعد رمزا متشددا في أي من خطاباته قبل عام 2000، لكن بعد هذا العام بدأ بذلك، وكان هذا بمنزلة إعلان انتمائه لهذه المجموعة المتطرفة التي باتت اليوم تسيطر على جميع أركان السلطة في البلاد.
وانتقد ظريف، المحسوب على الوسطيين، التيار اليساري بأنه سبب كل المشاكل التي تواجهها البلاد عبر رفع راية محاربة الليبرالية الغربية واحتلال السفارة الأميركية بطهران في بداية الثورة الإسلامية، وقال إن هؤلاء هاجموه عندما اعترض على سياستهم، بذريعة أنه ليبرالي وليس ثوريا بما فيه الكفاية، ثم بعد أن غيروا أيديولوجيتهم وباتوا ينادون بضرورة التقارب مع الليبرالية الغربية هاجموه مجدداً بذريعة أنه ليس ليبراليا كفاية.
وقال ظريف إن قيام هذا التيار بترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية السابقة، لم يكن بسبب إعجابهم بسياساته، بل لأنه كان أكثر شخصية محسوبة على الإصلاحيين يمكنها جذب الجماهير وكسب تأييد النظام.
وكان الإصلاحيون رشحوا في اجتماع لقادتهم قبل 3 أعوام ظريف لمواجهة الرئيس الحالي الأصولي إبراهيم رئيسي، لكنه رفض الترشح، مما دفعهم إلى تأييد ترشيح إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الوسطي السابق حسن روحاني، لكن مجلس صيانة الدستور رفض تأييد أهلية جهانغيري لخوض الانتخابات.
وقال أحد الطلاب، الذي كان حاضرا في اللقاء، إن هناك قسما لكلام ظريف قبل التسجيل لم يتم نشره أو تسجيله، يؤكد فيه أن خامنئي كان مستعداً لقبول قيام حكومة خاتمي بمفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة لحل الخلافات وعودة العلاقات بين الجانين، وقد أعطى الضوء الأخضر لوزير الخارجية آنذاك كمال خرازي لفتح قنوات الاتصال مع الأميركيين، وأن خرازي فوضه بفتح قنوات اتصال بالأميركيين، ومن هنا استطاع تكوين صداقات مع الكثير من الساسة وأعضاء «الكونغرس» الأميركي.
إلى ذلك، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، على مقال رأي للمسؤول الأمني السابق في إسرائيل مردخاي كيدار، تحدث فيه عن تقسيم إيران إلى 6 دول، مشيراً إلى أن 250 ألف شخص ضحوا بحياتهم خلال السنوات الـ45 الماضية من مختلف المجموعات العرقية التي تشكل جسد إيران حتى تظل هذه الأرض موحدة وقوية ومتماسكة.
وذكر كنعاني أن «الرغبة في تقسيم إيران مثلها مثل غيرها من الرغبات الكاذبة التي سادت خلال الأربعين سنة الماضية، دُفنت مع مجرمين لم يتمكنوا من الوقوف حتى في وجه حركة المقاومة الشعبية في قطاع غزة، ولذلك يعوضون هزيمتهم بقتل النساء والأطفال عمدا».
وكان كيدار نشر مقالا في صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية قال فيه إن طهران تستغل حرب غزة لتخصيب اليورانيوم بنسب عالية، وان أفضل طريقة لمنع الخطر النووي الإيراني هي الإطاحة بنظام الجهمورية الإسلامية، مشيراً إلى أن الأقليات العرقية في إيران، وهي الأذرية، والكردية، والبلوش، والعرب لديها كل الأسباب للتمرد.
وزعم المعلق الإسرائيلي انه بعد انهيار التكتل الإيراني، ونشوء خمس إلى ست دول عرقية من تحت أنقاضه، تماماً كما حدث مع الاتحاد السوفياتي السابق، عندما انفصلت يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا إلى دول عرقية منفردة مسالمة، فإن العالم سيكون أفضل، ومكانا أكثر أمانا.