فيما حصل المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية الرئيس السابق دونالد ترامب على تأجيلين في نيويورك وجورجيا لقضيتين مرفوعتين ضده، في خطوة عدها المراقبون «نصف انتصار»، أعلن نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس، أمس ، أنه لن يدعم ترامب في الانتخابات المقررة في نوفمبر.
وقال بنس (64 عاماً)، وهو إنجيلي متدين، في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز المحافظة، إن الرئيس السابق «يتبع أجندة تتعارض مع أجندة المحافظين التي حكمنا بموجبها خلال سنواتنا الأربع».
ووصفت وسائل إعلام أميركية إعلان بنس بأنه «مدو» على الرغم من أن انقسامات عميقة باعدت بين الرجلين منذ انتهاء ولاية ترامب، على نحو كان ليجعل مفاجئا دعمه للملياردير الجمهوري وليس العكس. وساد التباعد بين الرجلين بعدما حاول ترامب الضغط على بنس لمساعدته في قلب هزيمته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن.
وتأتي تصريحات بنس الحاكم السابق لولاية إنديانا بعد أيام قليلة على حصد ترامب العدد الكافي من أصوات المندوبين لانتزاع بطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي سيواجه فيها الرئيس جو بايدن في نوفمبر.
وكان بنس أحد أوائل منافسي ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، لكنه قرر الانسحاب في أكتوبر الماضي، بسبب ضعف التأييد له.
بايدن والأيرلنديون
إلى ذلك، نغّصت الحرب في غزة على الرئيس الأميركي جو بايدن احتفاله بعيد القديس باتريك، إذ إن الاجتماع التقليدي الذي يعقد سنوياً بهذه المناسبة بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس الوزراء الأيرلندي طغت عليه هذا العام خلافات الرجلين بشأن الحرب في غزة. ورئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار هو أحد أكثر القادة الأوروبيين انتقاداً للحرب التي تخوضها إسرائيل في القطاع الفلسطيني. بالمقابل فإن بايدن الذي لا يفوّت فرصة إلا ويذكّر فيها بجذوره الأيرلندية هو الداعم الأول لإسرائيل، دون منازع، على الساحة الدولية.
ولعيد القديس باتريك مكانة خاصة عند بايدن بسبب جذوره الأيرلندية. وفي العام الماضي، أجرى بايدن رحلة رسمية إلى الجزيرة لكنها سرعان ما اتخذت منحى عاطفياً عندما اتبع فيها خطى أسلافه الأيرلنديين.
وخلال اجتماعه بفارادكار، قال بايدن أمس الأول، وقد وضع ربطة العنق الخضراء، «آمل ألا تصدأ مفاصل صداقتنا أبداً»، مردداً بذلك قولاً مأثوراً.
وبذل الرجلان قصارى جهودهما لإيجاد بعض الانسجام والتخفيف من حدة التوتر. وقال فارادكار، وقد جلس بجوار مضيفه في المكتب البيضاوي، «أنت تعرف رأيي، وهو أننا بحاجة إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن لإدخال الغذاء والدواء وإخراج الرهائن». ورد بايدن قائلاً بينما هو يومئ برأسه «أوافقك الرأي».
لكن عندما تحدث رئيس الوزراء الأيرلندي إلى الصحافيين بعد ذلك بقليل أخرج إلى العلن حقيقة الهوة الكبيرة التي تباعد بين مواقف الرجلين. ومن المقرر أن يلتقي فارادكار بايدن مجدداً اليوم، وكما هي الحال في كل عام، ستخرج من نوافير البيت الأبيض في ذلك اليوم مياه باللون الأخضر.