رغم تزايد الضغوط الدولية واستمرار التظاهرات الداخلية لعائلات المحتجزين في غزة للمطالبة بالهدنة وإنجاز صفقة تبادل الأسرى، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الهجوم على قطاع غزة، واجتياح مدينة رفح الحدودية مع مصر.
وفي انتقاد لاذع لموقف الرئيس الأميركي جو بايدن، قال نتنياهو، في مستهل اجتماع حكومته إن حلفاء إسرائيل «ذاكرتهم ضعيفة» فيما يتعلق بهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر.
وأضاف نتنياهو: «إلى أصدقائنا في المجتمع الدولي أقول: هل ذاكرتكم ضعيفة إلى هذا الحد؟ بهذه السرعة نسيتم يوم السابع من أكتوبر، أسوأ مذبحة ارتكبت ضد اليهود منذ المحرقة؟»، مضيفاً: «بهذه السرعة أنتم مستعدون لحرمان إسرائيل من حق الدفاع عن نفسها ضد وحوش حماس».
وتابع رسالته إلى بايدن: «هل فقدتم ضميركم الأخلاقي؟ إنهم يضغطون لإجراء انتخابات لوقف الحرب، بدل الضغط على إسرائيل اضغطوا على حماس».
وأكد نتنياهو مجددا أن إسرائيل ستواصل هجومها على قطاع غزة، بما في ذلك مدينة رفح، بينما ستقوم بإجلاء المدنيين من مناطق القتال، معتبراً أنه إذا أوقف الحرب الآن قبل تحقيق جميع أهدافها فهذا يعني أن إسرائيل خسرت الحرب، وأنه لن يسمح بذلك.
وقبل ساعات طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش نتنياهو بمنع وفد يرأسه رئيس الموساد دافيد برنياع من حضور محادثات قطر، وقيام الجيش باجتياح مدينة رفح فوراً.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، مساء أمس الأول، بأنه بعد رفض نتنياهو عقد جلسة «كابينيت الحرب» لمناقشة ملف تبادل الأسرى والرهائن، دعاه سموتريتش إلى منع مغادرة وفد الموساد إلى قطر لبحث أو استكمال محادثات تبادل الأسرى، وأمر الجيش بدخول مدينة رفح لزيادة الضغط العسكري على أهالي القطاع، حتى يتم تدمير «حماس» واستعادة الأسرى والمحتجزين لديها بالقوة.
وأشارت الهيئة إلى أن طلب سموتريتش جاء بسبب طلب وزير الدفاع يوآف غالانت ومعه عضوا مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت عقد جلسة خاصة لبحث صفقة تبادل الأسرى مع «حماس» بعد رفض نتنياهو عقد «كابينيت الحرب».
وذكرت أن الوفد الإسرائيلي برئاسة برنياع سيغادر إلى قطر اليوم في أقصى تقدير، بعد جلسة مجلس الوزراء للشؤون السياسية والأمنية، للمشاركة في المحادثات، التي تتوسط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة.
وبينما شدد وزير الخارجية يسرائيل كاتس على أن استعادة الأسرى على رأس أولويات الحكومة، وأنها على استعداد لدفع ثمن مقابل استردادهم، أكد أن «إسرائيل غير مستعدة لوقف الحرب على غزة»، وأنه «لا يمكن تحقيق النصر دون الدخول إلى رفح وتنفيذ عملية برية بها».
بدوره، اتهم الوزير المتطرف جدعون ساعر مجلس نتنياهو بـ «سوء إدارة» العدوان على غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل تخسر الحرب. وأعطى ساعر إنذارا نهائياً لنتنياهو بأنه «إذا لم يدخل كابينيت الحرب في غضون أيام، فسيستقيل».
تعيينات الجيش
في المقابل، هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد سياسة نتنياهو وحكومته في التعامل مع ملف الأسرى واتهمه بالتضحية بهم، معتبراً أن إسرائيل لن تنتصر في حربها دون إعادتهم من غزة.
في الأثتاء، أغلق أهالي الأسرى شوارع عدة في تل أبيب وناتانيا وحيفا، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح ذويهم، وإقالة نتنياهو وحكومته المتطرفة، وإجراء انتخابات جديدة.
وكررت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، الاتهامات لنتنياهو بأنه يعمل من أجل منع إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، ووقف إطلاق نار من خلال مفاوضات قطر.
وفي بوادر أزمة داخلية أخرى، قرر رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي إجراء تعيينات جديدة في الجيش، أبدى سموتريتش، معارضته لها وتعهّد بوقفها.
وبحسب إذاعة الجيش، فإن هليفي سيعين اليوم 52 ضابطا، بينهم اثنان، الأول بقيادة المخابرات الجنوبية ذات العلاقة المباشرة بغزة، والثاني المسؤول عن إدخال المساعدات لها. وسيعين أيضا 4 قادة ألوية في الساحات الثانوية بالضفة.
وأوضح سموتريتش أنه إذا لم يفهم هليفي من تلقاء نفسه أنه لا ينبغي الانشغال بتعيينات «غير عاجلة» فسيجعله يفهم ذلك عبر الكابينيت.
وقال إن «القيادة الفاشلة الحالية للجيش يجب ألا تتولى تحديد شكل الجيش في السنوات القادمة، نريد تعيين قيادة عسكرية تقود عملية إصلاح بعد انتهاء الحرب».
المستشار شولتس
وفي ثاني زيارة لإسرائيل منذ بدء الحرب، التقى المستشار الألماني أولاف شولتس أمس نتنياهو، وحذره من شن هجوم بري على رفح، ودعاه إلى وقف إطلاق النار لتمكين إطلاق المحتجزين وإدخال المساعدات لغزة.
وقبل لقائه نتنياهو والرئيس اسحاق هرتسوغ وعضو مجلس الحرب بيني غانتس وأقارب المحتجزين، أجرى شولتس، أمس، محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله عن «الوضع في المنطقة بشكل شامل».
وقال شولتس، قبل مغادرته ألمانيا، إن هناك حاجة إلى وقف لإطلاق النار يستمر «في المستقبل المنظور»، ومن الضروري وصول «كميات كبيرة» من المساعدات إلى غزة، لأن الوضع في تدهور مستمر.
وتدرس إسرائيل الاستعانة بشركات أمنية دولية خاصة لضمان وصول شحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بأمان.
وأكد مسؤولان ومسؤول سابق في الحكومة الأميركية، أنه تم بالفعل إجراء اتصالات مع عدة شركات بهذا الخصوص، وتمت الإشارة إلى أن دولا أخرى قد تتحمل التكاليف الأمنية المترتبة.
مجازر السحور
في اليوم الـ163 للحرب على غزة وسابع أيام شهر رمضان المبارك، واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين في مناطق عدة بالقطاع، وقالت وزارة الصحة بغزة إنه ارتكب 9 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية أسفرت عن 92 شهيدا و130 مصابا.
وبذلك، ارتفعت حصيلة العدوان المستمر على القطاع المحاصر منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 31 ألفا و645 شهيدا و73 ألفا و676 مصابا، وفق وزارة الصحة بغزة.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، مقتل القائم بأعمال رئيس الأركان في «حماس» مروان عيسى الأسبوع الماضي بغارة إسرائيلية، مشيرة إلى أن الحركة أكدت في محادثات مغلقة أنه بقي مدفونا تحت أنقاض النفق الذي كان فيه مع قائد لواء المعسكر المركزي للتنظيم.
وفي الضفة، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت، فجر أمس، عدة مدن وبلدات واعتقلت 8 شبان، خصوصاً في جنين.
كما داهمت القوات الإسرائيلية أيضاً مدينة الخليل وبلدة بيت أمر وبلدة دورا، بمحافظة الخليل، واعتقلت 3 شبان بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي. كما اعتقلت شابين من محافظة قلقيلية.