أطلقت ظهر اليوم في جمعية الهلال الأحمر منصة ومبادرة العمل الخيري الإسلامي العالمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الكويت، بالتعاون بين الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر وجمعية الهلال الأحمر الكويتية، بحضور الأمين العام للاتحاد جاغان شاباغاين، ورئيس مجلس إدارة الجمعية د. هلال الساير.
ورحب د. الساير بمبادرة العمل الخيري الإسلامي العالمية للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر في الكويت، مؤكدا أن الكويت بلد العطاء والعمل الخيري، وأضاف أن العمل الخيري يرتكز على قيم ومبادئ الرحمة والمسؤولية الاجتماعية، ويكتسب أهمية قصوى كمصدر لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وأفاد بأن «الزكاة في تراثنا الإسلامي فريضة دينيا، فضلا عن كونها وسيلة لإيصال الدعم لمستحقيه»، لافتا إلى أن قيم العطاء متأصلة في نسيج المجتمع الكويتي، كونها أداة فاعلة في مواجهة الفقر وعدم المساواة وتخفيف المعاناة، وأكد أن إطلاق منصة العمل الخيري بالكويت من مقر الجمعية يؤكد دور «الهلال الأحمر» في دعم العمل الإنساني والإغاثي.
من جانبه، أكد الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر جاغان شاباغاين أن الكويت داعم للعمل الخيري والإنساني على مستوى العالم، مقدما الشكر إلى الكويت وجمعية الهلال الأحمر على دعم مبادرة إطلاق منصة العمل الخيري الإنساني ومبادراتها المتعددة عالميا على المستوى الإنساني والإغاثي.
وأضاف شاباغاين أن الكويت تقدم إسهامات متعددة للعمل الخيري والإنساني على مستوى العالم، مشيرا إلى أن «جمعية الهلال الأحمر دعمت مبادرة العمل الخيري الإسلامي والعديد من القضايا الإنسانية الرئيسية على مستوى العالم وخاصة في غزة، كما قدمت الكويت لنا مساهمة فورية في زلزال سورية دون اتفاق لدعم الاستجابة».
وأشار إلى أنه على الرغم من التقدم الاقتصادي والاجتماعي الهائل على مستوى العالم، فلا تزال هناك تحديات مستمرة تتفاقم بسبب الأزمات طويلة الأمد، وتغير المناخ، وعدم المساواة، مضيفا أن «المعاناة والخسارة التي لا يمكن تصورها في غزة هي الأمر الأساسي والمركزي في أذهاننا».
وذكر أنه في حين يتم إنفاق ما يقرب من 24 مليار دولار سنويا على المساعدات الإنسانية، فإن الاحتياجات المتصاعدة بسرعة تفوق الأموال المتاحة من المصادر التقليدية، حيث تقدر الأمم المتحدة أن البلدان النامية ستحتاج إلى 2.5 تريليون دولار سنويا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، كما تقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هذه الفجوة بنحو 4 تريليونات دولار بعد جائحة كوفيد 19.
وأكد أن هناك حاجة ملحة إلى مصادر تمويل جديدة وسط الضغوط المالية المستمرة، لافتا إلى أن التمويل الإسلامي أظهر إمكاناته الهائلة في التنمية الاقتصادية، ويوفر بعده الخيري فرصة كبيرة لسد الفجوة التمويلية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأضاف أن مبادئ العمل الخيري الإسلامي توفر أساسا مشتركا للعدالة الاجتماعية والاقتصادية، والتي يمكن أن تساهم في تحقيق الازدهار من خلال مبادئ المشاركة الشاملة وتقاسم المخاطر.
وأوضح شاباغاين أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يخدم أكبر شبكة إنسانية في العالم، والتي تضم 191 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر «الجمعيات الوطنية»، وأكثر من 16 مليون متطوع يعملون قبل وأثناء وبعد الكوارث وحالات الطوارئ الصحية لتحسين حياة الأشخاص المتضررين من الأزمات.
وأردف: «نحن ندرك الفرص الكبيرة التي يوفرها العمل الخيري الإسلامي في مجال التمويل الإنساني»، متابعا: «شراكتنا مهمة لإظهار كيف يمكن للعمل الخيري الإسلامي أن يُحدث تأثيرا مستداما على نطاق واسع وكإرث من الخير والكرامة الدائمة للمجتمعات المتأثرة بالأزمات مع المساهمة في تقليل الاحتياجات الإنسانية وبناء القدرة على الصمود على المدى الطويل».