ضمن فعاليات «المقهى الثقافي»، المصاحب لمعرض الكويت الدولي للكتاب، أقيمت محاضرة قدمها سفير إيطاليا لدى الكويت كارلو بالدوتشي، وأستاذ الأنثروبولوجيا وعلم الآثار بجامعة الكويت د. حسن أشكناني، وتناولت موضوعين، الأول «بعثة الآثار بالتعاون مع السفير بالدوتشي»، والثاني «الرحالة ماركو موسيزانو» أثناء زيارته للكويت عام 1862.

رتبة فارس

وقال د. أشكناني إن علاقته بالجمهورية الإيطالية تتوجت من خلال منح الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا له وسام «نجمة إيطاليا» برتبة فارس في نوفمبر 2021، بسبب سلسلة طويلة من التعاون على المستويين الشخصي والرسمي مع جامعة الكويت، مضيفاً أن من أفضل وأجمل الأنشطة التي كانت تحت رعاية السفارة الإيطالية تنظيم جامعة الكويت مؤتمراً يقام أول مرة بتاريخ إيطاليا ضمن منطقة الخليج العربي، وكان في يناير 2020 قبل أزمة كورونا بعنوان مؤتمر المدرسة الإيطالية – الكويتية الشتوية لعلوم الآثار الأولى الذي أقيم بالتعاون بين متحف ومختبر الآثار والأنثروبولوجيا في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، وقسم علم الآثار في جامعة لاسابينزا – روما.
Ad


وأشار إلى أن المؤتمر استمرت فعالياته مدة أسبوع، وشارك فيه خمسة أستاذة في علم الآثار من جامعة روما، الذين أعطوا ورشاً ومحاضرات مكثفة في علم الآثار، مضيفاً أن المؤتمر تضمن رحلات ميدانية إلى بعض المواقع الأثرية في مناطق الصبية، وكاظمة، وجزيرة فيلكا.

البعثة الإيطالية

وتطرق د. أشكناني إلى الزيارات الميدانية التي كانت بإشراف السفير الإيطالي كارلو بالدوتشي، حيث زاروا جزيرة فيلكا، وتمت مقابلة البعثة الإيطالية في موقع «القرينية»، لافتاً إلى أنه كانت هناك مناقشات على أرض الواقع، واكتشاف جميل جداً، وهو أن عمر موقع «القرينية» ليس 300، بل 600 سنة، واصفاً الموقع بأنه ضخم جداً، إذ يبلغ 500 متر على الساحل الشمالي لجزيرة فيلكا، بعد منطقة سعيدة ودشت، ودخلت من جهة الغرب، وقبل منطقة «تل العوازم» من جهة الشرق في منتصف شمال جزيرة فيلكا.

من جانب آخر، أفاد د. أشكناني بأنهم أخذوا أستاذة جامعة لاسابينزا في جولة إلى منطقة الصبية، التي يتراوح عمرها نحو 7000 سنة، وهي أقدم موقع أثري في الكويت، وكانت هناك زيارات لجامعة الكويت، ومتحف الكويت الوطني، وغيرهما من الأماكن.

تعاون مثمر

من جهته، توجه السفير بالدوتشي بالشكر إلى د. أشكناني على جهوده والتعاون المثمر معه في كثير من المواضيع الثقافية، وتطرق إلى موضوع البعثة الإيطالية، وجهود التنقيب عن الآثار، وأيضا إلى الرحالة الإيطالي ماركو موسيزانو الذي جاء إلى الكويت، والذي كان جزءا من الكتاب الذي أعد بمناسبة الذكرى الستين للعلاقات بين إيطاليا والكويت.

وثمن بالدوتشي العلاقات الإيطالية الكويتية، موضحا أنها تشتمل على مجالات في عدة تعاونات، ومنها الدبلوماسية، والاقتصادية، والثقافية، ووصفها بأنها قوية ووطيدة، لافتاً إلى أن موسيزانو كان مهتما آنذاك بزيارة الخليج لفهم العادات والتقاليد التي كانت سائدة في الماضي.

وتطرق إلى الشق الثاني من المحاضرة، قائلاً: «هو جزء من اهتمامي بالعلاقات الكويتية - الإيطالية التي بدأت منذ عام 2019»، وهو قصة الرحالة الإيطالي ماركو موسيزانو الذي زار الكويت عام 1862، مضيفاً أنه اقتنى الكتاب الأصلي للرحالة الإيطالي، الذي يعد نسخة نادرة جداً، وطبعت في تورين بشمال إيطاليا سنة 1863، ثم قرأ د. أشكناني للحضور بعض الفقرات المهمة في صفحات كتاب «مذكرات الرحالة الطبيب موسيزانو عام 1862»، التي أعطت وصفاً للكويت.

مقاطعة تورينو

وأضاف السفير بالدوتشي أن الكثير من الكويتيين يحضرون الخيول العربية إلى مقاطعة تورينو في إيطاليا، وهذه إحدى الصلات المشتركة بين إيطاليا والكويت، لافتاً إلى أنه عند الاتفاق على إعداد الكتاب كانوا يكملون المراحل النهائية من فعالية المدرسة الإيطالية – الكويتية الشتوية في يناير 2020.

وأوضح أنه سيكون في المستقبل تعاونا كثير، وتسليط الضوء على عدة مواضيع جديدة وكتابتها، وتبين في مضامينها الصداقة المتينة بين البلدين، مضيفاً أنه سعيد كون إيطاليا ضيف شرف في معرض الكويت الدولي للكتاب بدورته الـ45، «وأهنئكم على هذا التنظيم، فكل شيء كان ناجحاً ومنظماً جداً».
كتاب «مذكرات الرحالة الطبيب موسيزانو عام 1862»
حول كتاب «مذكرات الرحالة الطبيب موسيزانو عام 1862»، ذكر د. أشكناني أن مذكرات الطبيب الإيطالي ماركو موسيزانو، التي صدرت تحت عنوان «ذكريات رحلة إلى آسيا في العامين 1861 و1862»، تعتبر أحد أقدم المصادر باللغة الإيطالية التي ذكرت الكويت، مضيفاً أن موسيزانو وصف ترحاله من جنوب العراق وصولاً في صباح اليوم التالي إلى مجموعة من المنازل تسمى «Giaharra» (يقصد بها الجهراء شمال مدينة الكويت وكانت قرية زراعية)، حيث كانت لهم استراحة أكلت خلالها الخيول والإبل، وبعد هذه المحطة تحركت القافلة بمحاذاة الساحل فوصلت إلى الكويت، التي كانت محاطة بالأسوار، في الساعة الثالثة بعد الظهر، وكان في استقبال المسافرين التاجر جوزيف بن بيدر (يقصد به التاجر يوسف البدر).