القطريون فخورون ببلادهم... «فائزون رغم الخسارة»
لا يكترث رجل الأعمال القطري يوسف الطاهر كثيراً بنتائج منتخب بلاده، الذي أقصي الجمعة من كأس العالم المقامة في الإمارة الخليجية، قائلاً بفخر إن بلاده «فائزة» بالفعل لمجرد استضافتها البطولة «بنجاح».
وفقد منتخب قطر، الملقب بـ «العنابي»، فرصته بالتأهل منطقياً بعد خسارته مباراته الثانية أمام السنغال 1-3، قبل تأكد إقصائه رسمياً بتعادل هولندا والإكوادور 1-1، لكن الطاهر وأصدقاءه المحبطين بالخسارة أعربوا جميعاً عن سعادتهم وفخرهم باستضافة بلدهم «الصغير» مساحة للبطولة الأكبر بالعالم.
وقال الطاهر (53 عاماً) بتحد: «بغض النظر عن النتيجة، الفوز الحقيقي هو استضافة كأس العالم بنجاح. يكفي فخراً اليوم أن العالم كله يشاهدنا».
وفي منطقة الجميلية على بعد 40 كلم شمال غرب الدوحة، جمع الطاهر عشرة من أصدقائه في مزرعته التي يحيط بها النخيل والأشجار وسط الصحراء لمشاهدة اللقاء الحاسم أمام السنغال.
وتزيّن مبنى المجلس الفسيح الملحق بالمزرعة بعلم كبير لقطر، فيما تراصت حوله أعلام أصغر حجماً للبرازيل وفرنسا والسعودية ومختلف الدول المشاركة، وبالداخل رُصّت مقاعد فاخرة في صفوف متتالية تحاكي المدرجات، وضع بينها مناضد صغيرة عليها أطباق تمور وكؤوس القهوة العربية والشاي.
«انتصار سياسي»
وخسر منتخب قطر، بطل كأس آسيا قبل 3 سنوات، مباراتيه أمام الإكوادور بهدفين نظيفين الأحد في افتتاح البطولة، ثم السنغال، لكن العنابي قدّم الجمعة أداءً أفضل مقارنة باللقاء الأول المخيب للآمال.
وبين شوطيّ المباراة، ومع تأخر قطر بهدف، أدى الطاهر وأصدقاؤه صلاة المغرب مع عمال المزرعة في مسجد صغير ملحق بالمكان، وتبادل الجميع الأمنيات بإحراز هدف لتعديل النتيجة.
وكان القطريون يمنون النفس بمواصلة النتائج الجيدة للعرب، خصوصاً مع الانتصار التاريخي والمدوي لجارتهم السعودية على الأرجنتين بهدفين لهدف.
وخيّم الصمت لوقت وجيز على المجلس بعد تسجيل السنغال بطلة إفريقيا هدفاً ثانياً، لكن منسوب الحماس ارتفع ومعه صيحات التشجيع مع إحراز قطر هدف تقليص الفارق برأسية رائعة لمحمد مونتاري.
وتلاشى الأمل سريعاً في التعديل مع إحراز فريق المدرب أليو سيسيه هدفاً ثالثاً حاسماً.
«فائزون رغم الخسارة»
وتواجه قطر منذ 12 عاماً، عندما حصلت على حق استضافة جدلي، حملة انتقادات شرسة لسجلها في مجال حقوق الإنسان، والتعامل مع العمال المهاجرين ومجتمع الميم، لكن المسؤولين القطريين يردون على ذلك بأن بلادهم عرضة «للعنصرية» و«المعايير المزدوجة».
وأثارت قطر الغنية بالغاز دهشة وصدمة العالم، مع ورود تقارير قدرت إنفاقها نحو 200 مليار دولار على استضافة البطولة. ورغم اعتبار البطولة تقام في مدينة واحدة تقريباً بحكم صغر مساحة البلاد، لم تسجل حتى الآن مشكلات في النقل والتنظيم بعد مرور نحو أسبوع على البطولة. وخيم الإحباط وخيبة الأمل على الحضور مع انتهاء اللقاء بخسارة قطر مجددا، وحاول الطاهر تحفيز ضيوفه قائلاً بحماس: «شرف التنظيم تاج وكأس لنا. نحن فائزون رغم الخسارة».